الرئيسية / مقالات
الدولة اليهودية ام القومية الفلسطينية ..وصديقي مارتن بقلم سامر عنبتاوي
تاريخ النشر: الجمعة 28/11/2014 09:18
الدولة اليهودية ام القومية الفلسطينية ..وصديقي مارتن بقلم سامر عنبتاوي
الدولة اليهودية ام القومية الفلسطينية ..وصديقي مارتن بقلم سامر عنبتاوي

    في لقاء مطول مع وفد من الاخصائيين النفسيين البريطانيين يعملون بالتعاون مع  ( حملة مقاطعة اسرائيل و سحب الاستثمارات منها و فرض العقوبات عليها B.D.S) و يبحثون الاثار النفسية للاحتلال على ابناء شعبنا خاصة الاطفال و النساء و ذوي الاحتياجات الخاصة نتيجة الاعاقات التي يسببها الاحتلال ...وجه لي رئيس الوفد اسئلة متعددة تناولت الشأن الفلسطيني من مختلف الزوايا ...و الحقيقة كان الحوار دافئا و كان الوفد متفهما و داعما للحق الفلسطيني ...و قد وجه لي سؤالا اعتبرته الاهم سألني : انت تقول ان اسرائيل لا تألوا جهدا في فرض وقائع على الارض من شأنها الاجهاز على حل الدولتين و امكانية اقامة دولة فلسطينية مستقلة .. و انا اتفق معك في ذلك و لكن هناك سؤال يراود الكثيرين من الشعوب الاوروبية حتى ممن يدعم حقكم في اقامة هذه الدولة .. و السؤال هو :ما الذي يضمن ان لا تكون الدولة المنوي اقامتها هي دولة متطرفة دينيا يحكمها المتشددون ..و اعذرني على هذا السؤال و ليس رأيي الشخصي و لكن اريد ان اتسلح بالاجابة لمن يواجهنا بهذه التساؤلات في بلادنا ؟

 
   اجبته :  دعنا نروي القصة من اولها حتى نصل للاجابة ...يا صديقي العزيز مارتن  وزملائك الرائعين اقدر حرصكم و اقول منذ اكثر من قرن و بالتحديد عام 1897 منذ مؤتمر بازل الصهيوني الذي اقرت فيه الحركة الصهيونية اقامة ( دولة قومية لليهود ) على ارض فلسطين و لاحظ (لليهود على ارض فلسطين) منذ ذلك الوقت و حتى اليوم و غدا و الشعب الفلسطيني يناضل لرفض هذا المشروع العنصري و التوجه المتشدد للحركة الصهيونية بنضال وطني قومي و بتعددية سياسية يغلب عليها الطابع الوطني و القومي و التوجه العلماني مع عدم انكار الطابع الديني و المقدس لهذه الارض فامتزج الوطني بالقومي و العلماني بالديني الاسلامي و المسيحي المكون الرئيسي لسكان هذه الارض منذ الاف الاعوام نحو تجسيد هدف تقرير  المصير  و اقامة الدولة المستقلة ...و يا عزيزي مارتن لم يسجل التاريخ ان الفلسطينيون يهاجمون او يعتدون على اليهود منذ ماقبل العام 1948 و حتى ما بعده بل على العكس كانت الاعتداءات الصهيوني على كافة المقدسات الاسلامية و المسيحية  فقتل المصلين و هم يصلون في الحرم الابراهيمي ..و بدل معاقبة القتلة و المحرضين قسم المسجد ...و احرق المسجد الاقصى و هو الآن على طريق التقسيم الزماني و المكاني ...المسلمون يا مارتن هم من يمنعون من الصلاة في مساجدهم و خاصة الاقصى ...و رغم ذلك فالفلسطينيون يعون تماما ما هو هدفهم : ليس قتل اليهود و لا محاربتهم بل هدم الفكرة الصهيونية التي استغلت الديانة اليهودية لبث سمومها و استعمار ارض فلسطين في استيطان احلالي ..تماما كما استغل الصليبيون الديانة المسيحية و قدم اجدادكم لاحتلال فلسطين باكذوبة الدفاع عن الصليب و في الواقع كانت حروب اهدافها استعمارية اقتصادية بالكامل .
 
   لقد شهد التاريخ يا مارتن ان الشعب الفلسطيني شعب يحب السلام و هو معتدل في مواقفه و رؤيته فرضت عليه حروب لم يخترها و تعرض لمجازر تؤرخ في حياة البشر و مع ذلك لم يفقد البوصلة و لم يتشدد و لم يتطرف بل بقي مثالا لشعب عريق يبحث عن حريته ...و لكن يا عزيزي انظر من يقود المواجهة الى التطرف و العنصرية ..انظر من يحاول اقناع العالم ان الحرب دينية بهدف تأليب العالم و ايهامه بالتطرف الديني لدى الشعب الفلسطيني لتمرير مشروعه ...انظر من يقر بكنيسه (الدولة القومية لليهود ) على حساب شعب باكمله و على حساب اكثر من مليون و نصف فلسطيني يسكنون خلف الخط الاخضر ...و من يضع القوانين العنصرية المتطرفة التي تخير هم بين ( الولاء ) لحكومة تقمع و تقتل ابناء جلدتهم و بين الاقامة في هذه الارض التي توارثوها عن ابائهم ...الشعب الفلسطيني يا مارتن يطالب بحقه في دولة فلسطينية مستقلة تعددية تحترم فيها كافة الديانات و المعتقدات و قد قبلت قيادة هذا الشعب بتسوية ظالمة مجحفة بحدود 22 % من ارض فلسطين التاريخية و قابلت دولة الاحتلال ذلك بالتهويد و زرع غلاة المستوطنين العنصريين بعد السلب و الاستيلاء على الاراضي الحيوية و المياه و الطرق ..و نفثت سموم الكراهية و الحقد في نفسياتهم و ملأت مدارسهم بتعليم الحقد و العنصرية و الكراهية ضد العرب .
 
   ان توجه حكومة الاحتلال لاقرار قانون يهودية الدولة و قانون تقسيم الاقصى و قانون تطبيق القانون الاسرائيلي على (اليهود) الذين ( يسكنون) الضفة الغربية كل هذه القوانين هي مدعاة للتطرف و العنصرية و هي الوصفة السحرية لاستدراج حرب اكثر تشددا و عنفا و هم من يقودون اليها..
 
   صديقي مارتن عندما تعود وزملائك الى بريطانيا اخبروا ابناء شعبكم ما شاهدتم بام اعينكم من ممارسات الاحتلال العنصرية و الحواجز ...و اخبروهم بمن التقيتم بهم من ابناء فلسطين و لا نريد منكم سوى الحقيقة ...عند تجوالنا يا مارتن في شوارع نابلس قلت لي : كم هي عريقة و جميلة بلادكم و كم انتم ودودون رغم كل معاناتكم !! و حملناك الرسائل للشعوب الاوروبية طلبا لمزيدا من الدعم و المساندة التي لا ننكرها خاصة في مسيرات التضامن  بمئات الالوف في بلدكم بريطانيا اثناء العدوان على غزة و موقف برلمانكم الذي اصبحت بقية برلمانات اوروبا تسير على شاكلته ..
 
    ودعنا مارتن و زملائه بالعناق الحار و المودة و ارسلوا الرسائل بعد المغادرة و اعتقد ان الرسالة وصلتهم جيدا ..و قال لي في النهاية : اشكركم فلدي الآن الاجوبة الكثيرة على اسئلة لم امتلك القدرة على اجابتها في السابق ...شكرا مارتن و زملائك و كل المتضامنين مع شعبنا في مطالبه العادلة حتى الحرية و تقرير المصير .
 
      
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017