بينما كلف التصدي للهجوم الإيراني الذي شنته طهران في أبريل/نيسان الماضي باستخدام الطائرات المُسيَّرة وصواريخ كروز إسرائيل حوالي $1.3 مليار دولار، فمن المرجح أن تبلغ تكلفة صد الهجوم الإيراني الثاني الذي استهدف مواقع ومنشآت إسرائيلية مساء الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول 2024 قيمة أكبر، خاصة إذا ما نظرنا إلى نوعية الصواريخ المستخدمة في الهجوم، والحديث يدور هنا عن الصواريخ الباليستية فرط صوتية.
وأطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي استهدفت مواقع ومدن عديدة في إسرائيل رداً على اغتيال إسماعيل هنية، زعيم المكتب السياسي لحماس في طهران في يوليو/تموز الماضي واغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لجماعة حزب الله قبل عدة أيام في بيروت.
وخلف الهجوم الإيراني خسائر مادية تكبدتها إسرائيل على الصعيد الاقتصادي وسط تكتم من قبل السلطات على حجم الخسائر الحقيقية والبشرية، ولم تقتصر هذه التداعيات على تل أبيب بل امتدت لتشمل الأسواق المالية العالمية وأسواق النفط على خلفية التوترات الإقليمية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
إطلاق إيران عشرات الصواريخ في مدة زمنية قصيرة، لا يربك فقط الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بل ويستنزفها أيضاً، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
ونظراً لأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ومن بينها أنظمة "القبة الحديدية" و"مقلاع داود"، تعتمد على صواريخ اعتراضية متطورة، فإن تكلفة هذه الصواريخ باهظة الثمن.
وقالت الغارديان إن إيقاف الصواريخ الباليستية أثناء طيرانها هو في الأساس مهمة أنظمة الصواريخ بعيدة المدى الأمريكية والإسرائيلية "حيتس 3" و"حيتس 2″، التي استخدمت لأول مرة خلال حرب غزة، والتي تدعمها منظومة "مقلاع داود" متوسطة المدى. وتستخدم القبة الحديدية الأكثر شهرة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، التي غالباً ما تطلقها حماس من غزة.
وكان المستشار المالي السابق لرئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي قدر في أبريل/نيسان الماضي أن تكلفة الصاروخ الواحد من "حيتس" الأمريكي المخصص لاعتراض الصواريخ الباليستية تبلغ $3.5 مليون بينما تبلغ تكلفة صواريخ نظام "مقلاع داود" الاعتراضية الإسرائيلي $1 مليون للصاروخ الواحد، بحسب صحيفة الغارديان.
وكانت تقارير قد أشارت إلى أن إسرائيل قدمت طلباً "موسعاً" قبل أسبوعين إلى الإدارة الأمريكية للحصول على ذخائر وأسلحة إضافية لإعادة تعبئة مخزوناتها التي استنفدت مع تصاعد القتال مع حزب الله اللبناني.
ونقل موقع ميدل إيست آي البريطاني عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن أحد أنظمة الأسلحة التي طلبت إسرائيل تجديد مخزوناتها منها هي الصواريخ الاعتراضية لنظام الدفاع الصاروخي "حيتس".
كيف تأثرت الرحلات الجوية إلى إسرائيل؟
ذكر موقع غلوبس الاقتصادي الإسرائيلي أن الهجوم الإيراني على إسرائيل أدى إلى إغلاق المجال الجوي في البلاد لمدة ساعة. وتوقفت عمليات الإقلاع والهبوط، وتم توجيه الرحلات الجوية إلى مطارات بديلة خارج إسرائيل.
فيما أفادت وسائل إعلام عبرية أن شركات طيران إضافية قد أعلنت عن إلغاء رحلاتها إلى تل أبيب بعد الهجوم الإيراني وإغلاق الأجواء الإسرائيلية، ومن بينها شركات طيران لم تعلن سابقاً عن وقف رحلاتها إلى تل أبيب منذ أن تصاعدت التوترات بين إسرائيل وحزب الله.
وقالت القناة 13 العبرية إن شركة فلاي دبي الإماراتية، التي قامت بتشغيل 8 رحلات يومية منذ بدء حرب غزة، أنها ستوقف جميع رحلاتها إلى تل أبيب حتى صباح الخميس. وشملت قائمة الشركات التي أوقفت رحلاتها أيضاً شركة الخطوط الجوية الإثيوبية، التي لم تتوقف تقريباً عن تسيير رحلاتها إلى تل أبيب.
وامتدت القائمة لتشمل شركات طيران عدة أعلنت عن إلغاء أو تعديل جدول رحلاتها إلى إسرائيل ومن بينها شركة ويز إير وشركة الخطوط الجوية الفرنسية وشركة طيران أوروبا وشركة طيران أيجيا اليونانية والخطوط الجوية البلغارية.