كشف أسير محرر أفرج عنه حديثا، ظروف اعتقال الأسير محمد منير موسى ومعاناته من الإهمال الطبي في سجون الاحتلال قبل استشهاده صباح الجمعة الماضية.

واستعرضت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الأحد، إفادة الأسير المحرر (و.ر)، الذي رافق الشهيد محمد موسى في المدة الأخيرة من اعتقاله، وتحديدا في الفترة الممتدة من مارس/ آذار حتى سبتمبر/ أيلول الماضي، وتضمنت الإفادة وصفا لظروف الأسرى في القسم الذي تواجدا فيه.

وأفاد (و.ر)، أنّ الشّهيد موسى، الذي كان يعاني من مرض السكريّ، تعرض لجريمة طبيّة، تمثلت في عدم تزويده بالأنسولين المقرر له من الأطباء نوعاً ونسبةً.

وأضاف أن الخطورة طالت إلى جانب الأسير موسى، العشرات من الأسرى القابعين في قسم (6) بسجن "ريمون" جرّاء انتشار مرض "سكابيوس" (الجرب)، والذي تسبب لاحقاً بمشاكل صحيّة مزمنة للعديد من الأسرى، وهذا ما بدأ يعاني منه الشهيد موسى في بداية سبتمبر/أيلول الماضي، حيث بدأ يعاني من آلام شديدة في جسده، وانتفاخات.

وأكّد (و.ر) أنّ الأسير موسى، وعلى الرغم من معاناته من السكري، وعدم انتظام العلاج بشكل كامل، إضافة إلى تزويده بنوع لا يناسبه، إلا أنّ وضعه كان مستقرا نوعا ما حتى سبتمبر/ أيلول، وبعد ذلك بدأت تظهر عليه أعراض خطيرة، كما جرى معه هو بعد إصابته والعديد من الأسرى داخل القسم المذكور بالجرب.

وأضاف أنّ "مرض الجرب تسبب لي ولرفاقي الأسرى، حكة شديدة وتطورت لاحقاً إلى التهابات حادة في الجسم بظهور حبوب على شكل (فقاعات) يخرج منها سائل أخضر، فلم نعد نقوى على الحركة منها، وعانى الجميع من ارتفاع في درجات الحرارة.

وبين (و.ر) أنه بعد الإفراج عنه، تم تشخيص حالته الصحية بإصابته بالتهابات حادة في الدم، والكلى، والكبد.

وتابع الأسير في إفادته إن السّجانين كانوا يصفون قسم (6) بقسم (الزومبي)، لما تركته أعراض هذا المرض على هيئات الأسرى، فأحد الأسرى الذين كانوا محتجزين معه كما لو كان مصابا بحروق شديدة، وأن نحو 85 من الأسرى من أصل 155 محتجزين داخل القسم، عانوا من هذه الأعراض بدرجات مختلفة.

وفي مقابل ذلك، لم يكن يقدم لهم أي نوع من العلاج.

من جانبهما، أكدت هيئة الأسرى ونادي الأسير أن استمرار منظومة الاحتلال بجرائمها الممنهجة بحقّ الأسرى ومنهم المرضى والجرحى، سيؤدي إلى استشهاد المزيد من الأسرى والمعتقلين، الذين يواجهون وجها آخر من أوجه الإبادة، محمّلين الاحتلال مجددا المسؤولية الكاملة عن مصير الآلاف من الأسرى.

وصباح اليوم، أفادت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني باستشهاد الأسير محمد منير موسى (37 عاما) من بيت لحم في مستشفى "سوروكا" ببئر السبع، أول أمس الجمعة، علما أنه معتقل لدى منذ 20 أبريل/نيسان 2023 وما يزال موقوفا.

يذكر أن عدد الشهداء المعتقلين بعد تاريخ السابع من أكتوبر، المعلن عنهم، ارتفع إلى 41، من بينهم 24 أسيرا من غزة، إلى جانب العشرات من الشهداء من معتقلي غزة يواصل الاحتلال إخفاء هوياتهم، فيما ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 إلى 278

.