الرئيسية / الأخبار / فلسطين
"إنسان".. مباردة شبابية لإيواء المرضى النازحين بغزة
تاريخ النشر: أمس الساعة 09:20
"إنسان".. مباردة شبابية لإيواء المرضى النازحين بغزة
"إنسان".. مباردة شبابية لإيواء المرضى النازحين بغزة

لا تنضب محاولات التمسك بالحياة رغم قسوتها في قطاع غزة، ولا تتوقف مبادرات الشباب فيها حتى في أحلك أيام الحرب المستعرة منذ أكثر من عام، سعيًا لمدّ يد العون لمن يحتاجه في ظل شحّ الإمكانيات والإمدادات المساعدات والمأوى.

بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وبالقرب من مستشفى شهداء الأقصى، اتخذ مجموعة من المتطوعين الشبان على عاتقهم مبادرة لتوفير مكان لإيواء المرضى وأسرهم في ظل النقص الحاد في مستلزمات المستشفيات والقطاع الصحي بشكل عام في القطاع جراء حرب الإبادة المتواصلة.

تحت اسم "إنسان" أطلق الشبان على مبادرتهم لإيواء المرضى وعائلاتهم ومحاولة توفير احتياجاتهم بالقرب من المستشفى التي يتلقون فيها علاجهم.


وفي جولة قامت بها مراسلة "وكالة سند للأنباء" في مأوى "إنسان" التقت بعضو مجلس إدارة المأوى تغريد الصيفي، التي قالت إن فكرة إنشائه تكونت بجهود فردية منذ بداية الحرب، "كون أن المرضى هم الفئة الأكثر ضعفا في المجتمع".

وتتابع الصيفي حديثها: "أُجبر المرضى في شمال قطاع غزة بعد محاصرة مستشفى الشفاء بمدينة غزة، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في المرة الأولى لمدة 18 يوما، للنزوح لمستشفيات جنوب القطاع حيث كان الأمر شاقا عليهم".

وتمضي بالقول: "لم تكن مستشفيات جنوب قطاع غزة ملاذا آمنا لهم، عدا عن نقص الأدوية فيها، فعندما اجتاحت دبابات الاحتلال، مدينتي خانيونس ورفح أُجبر مرضى القطاع على النزوح لوسطه حيث مستشفى شهداء الأقصى الذي لم تكفِ طاقته لاستيعاب جرحى الحرب".

 

مرضى وجرحى الحرب..

وتوضح "الصيفي" أن المأوى يستوعب 62 مريضا بالفشل الكلوي، و10 مرضى سرطان، و25 جريحا من الحرب، و15 معاقا حركيا، و5 أشخاص يعانون من فقد البصر، إضافة لخمسة أطفال يعانون من مرض التوحد.

وبجهود فردية شبابية، شرع فريق "إنسان" بإنشاء مركز إيواء في محاولة لتوفير بيئة آمنة ونظيفة للمرضى وعائلاتهم، في ظل انتشار الأوبئة والأمراض المعدية في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وفق "الصيفي".

ويقدّم مأوى إنسان خدماته على استحياء لمرضاه في ظل شح الأدوية اللازمة لهم، فعمل على استقبالهم مع أسرهم ليوفر لهم الدعم النفسي لهم، إلى جانب النقطة الطبية التي تتابع حالتهم الصحية بالحد الأدنى، وتوفير المياه النظيفة للشرب والطعام، وبعض الأنشطة المجتمعية لهم.

وتشكو "ضيفة سند"، من قلّة الإمكانيات المتوفرة للمأوى وتقول: "نحاول سدّ احتياجات المرضى بما هو متاح لدينا بفضل الجهود الفردية، ونناشد من يستطيع مد يد العون لنا لنوفر مطالب المرضى الأساسية لهم".

 

محاولات رغم قلة الإمكانيات..

ومن الصعوبات التي يواجهها المأوى قلة الخيم المتوفرة لعائلات المرضى، حيث اضطرت عدة أسر للسكن في خيمة واحدة بسبب قلة عدد الخيام، إلى جانب قلة المواد الطبية وصعوبة توفير الطعام الصحي اللازم للمرضى".

المريضة نهى النخالة التي تعاني من مرض الفشل الكلوي منذ 5 سنوات، تقول:" لجأت لمأوى إنسان لأنه يقع بجانب مستشفى شهداء الأقصى، لأني أقوم بغسل الكلى ساعتين ونصف خلال يومين بالأسبوع".

وتضيف: "أحتاج يوميا للمياه النظيفة، وللطعام الصحي والخضار والفاكهة والعلاج.. يحاول المأوى توفيرهم ولكن لا يستطيعوا بشكل يومي توزيعهم لقلة التمويل".

والدة الطفل كرم اسدودي (6 أعوام)، والذي يعاني من مرض التوحد ويحتاج لغذاء خالي من الغلوتين فتقول: "إن الإيواء يحاول توفير الغذاء المناسب لطفلي، ولكن ليس في كل الأحيان رغم محاولاتهم الكثيرة".

وتتابع:"كرم يعتمد بشكل كلي على نوع حليب مخصوص له، كونه يعاني من مشاكل في البلع والمضغ، وحاجاته الدائمة لشرب المياه المعدنية والفواكه والخضروات، فكان الإيواء المكان الأنسب لنا رغم قلة إمكانياته".

وتتواصل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها "إٍسرائيل" على قطاع غزة لليوم الـ384 على التوالي، تزامنًا مع عمليات قصف مدفعي وجوي مُكثفة ومتواصلة ونسف منازل ومربعات سكنية.

وأسفرت الحرب العدوانية عن ارتقاء 42 ألفًا و792 شهداء، بالإضافة لـ 100 ألفًا و412 مصابًا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023 الماضي.

 سند

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017