رام الله - خـاص صفا
لأكثر من ثماني ساعات ينتظر التاجر أيوب عوض الله من مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، على حواجز الاحتلال العسكرية كي يصل إلى مدينة رام الله.
ومنذ أحداث طوفان الأقصى أحكمت قوات الاحتلال الطوق على مدن وبلدات الضفة بالحواجز الثابتة والطيارة، وأغلقت معظم مداخلها بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية.
ويقول التاجر عوض الله لـ"صفا" إنه وفي كثير من الأيام يضطر للخروج من نابلس باتجاه رام الله الساعة الواحد ليلا، إذ يحيط بالمدينة ستة جواجز بعضها مغلق، والحواجز الأخرى تعرقل الحركة لساعات.
ويضيف عوض الله "خرجت من المدينة الأسبوع الماضي عن حاجز قرية عورتا، احتجزني الجنود وشاحنتي لأربع ساعات، وعند وصولي مشارف رام الله منعني الجنود من اجتياز حاجز عين سيينا، اضطررت للذهاب لمدخل بلدة بير زيت ووجدت مدخلها مغلق ببوابة حديدية، حتى احتجهت لقرية عطارة من خلال طريق طويل".
ويتابع "ضاع يومي على حواجز الاحتلال، عدا عن عمليات التفتيش والابتزاز من قبل الجنود وحجز هويتي وهاتفي، والألفاظ النابية التي يطلقونها بين الحين والآخر".
ويشير عوض الله إلى أن إجراءات الاحتلال أشبه ما تكون بحالة حصار للقرى والمدن بصورة متعمدة، لعرقلة حياة الناس، حتى أن كثرة الحواجز وانتشارها صارت تتسبب بحالة نفسية".
ويلفت إلى أن الاحتلال يتعمد إغلاق مداخل القرى والبلدات الرئيسية ويبقي على مدخلا فرعيا ترابيا، ويقيم عليه بوابة حديدية، يتم التحكم بها حسب أهواء الجنود.
ويتطرق عوض الله إلى أن الاحتلال غالبا ما يتعمد عرقلة حركة المواطنين خلال ساعات الصباح على وجه التحديد، لإفقاد العاملين والموظفين والمزارعين أعمالهم، ودفع الناس لليأس وترك الشوارع خالية للمستوطنين.
بدوره، يقول الناشط في مجال حقوق الإنسان بلال التميمي لـ"صفا" إن الحواجز التي فرضها الاحتلال على الضفة بالقوة، أثرت على جميع المواطنين دون استثناء، وتسببت بحالة بعد وتشتيت وانقطاع، إلى جانب التأثيرات الصحية والتعليمية والاقتصادية.
ويوضح التميمي أن الإغلاقات غير المبررة أصلا، حرمت الكثيرين من العلاج وتحديدا أصحاب الأمراض المزمنة، والحالات الطارئة وأن الاحتلال لا يراعي أي اهتمام لذلك، قائلا "يواجه مرضى غسيل الكلى مثلا صعوبات كبيرة في التوجه للمشافي ممن يعيشون في القرى، إذ يحتاجون الخدمة الطبية ثلاثة أيام أسبوعيا".
ويبين التميمي إلى أن إجراءات الاحتلال تعيق يوميا حركة الطلاب إلى المدارس والجامعات وكذلك المعلمين "يحتاج الطلاب في قرية النبي صالح التوجه للدراس بقرية دير نظام المجاورة والتي لا تبعد أكثر من خمسة دقائق، ومع إغلاق مدخل القرية يستدعي أكثر من نصف ساعة".
ويتحدث الناشط عن الآثار الاقتصادية وتحديدا لساكني القرى، وإغلاق المداخل الرئيسية وتنقل المواطنين من خلال طرق فرعية ترابية طويلة، حيث أصبحت الشوارع الرئيسية شوارع هامشية، وأغلقت المحال التجارية المقامة على تلك الشوارع.
ويقول إن حركة المواطنين أصبحت مكلفة وخصوصا للعمال والموظفين، إلى جانب زيادة تكاليف صيانة المركبات، بسبب سلوكها طرق ترابية وعرة غيرة مؤهلة للسير.
ويؤكد التميمي أن هدف الحواجز وإغلاق المدن والقرى هي حالة عقاب جماعي، وعرقلة حركة المواطنين، وتنغيص حياتهم، وتحويل مناطق الضفة إلى كنتونات معزولة عن بعضها، في مقابل تسهيل حركة المستوطنين وإعطائهم حرية إقامة البؤر والمستوطنات في جميع مناطق الضفة.