غزة- الرأي-ميسرة شعبان
بعد أن هرع سكان الـ"كرفانات" في بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة إلى وضع أكياس من التراب تحميهم من مياه الأمطار التي داهمت غرفهم في نهاية الأسبوع الماضي، تفاجأ العديد منهم بظهور الكثير من رفات بعض الموتى كالعظام والجماجم في أسفل الرمال التي وضعت كأساس لإقامة الكرفانات.
وعثر المواطن إبراهيم النجار من بلدة خزاعة على بقايا عظام موتى بعد أن كشفتها سيول الأمطار الغزيرة وأخرجتها على الأرض.
وأضاف النجار أنه تحديدا في حي النجار بالبلدة وأثناء انشغال شباب المنطقة بحفر الرمال لعمل سواتر ترابية لحجز سيول الامطار المتدفقة على الكرافانات، عثروا على جمجمتين وقفص صدري وأذرع وقاموا بحفر قبور ودفن الرفاة بداخلها".
وقال:" لا ندري إن كانت هذه الرفات لشهداء فقدوا خلال الحرب على غزة، أم هي لموتى بعثرت قبورهم وتناثرت عظامهم بعد تجريف الاحتلال المنطقة بأكملها وتدمير القبور".
وعبر سكان الكرافانات عن تخوفهم من عيشهم فوق مقابر للموتى، وقالت السيدة مها أبو ريدة :" استغرب من وضعنا للعيش في اماكن بها قبور موتى نشاهد الرفات مبعثرة امام أعيننا، هذه اهانة للموتى لتبعثر رفاتهم".
وتابعت السيدة أبو ريدة قولها:" ألا يكفي اننا نعيش في كرفانات تتساقط مياه الامطار علينا ونغرق بها نعيش في منطقة بها عظام موتى، هذه استهتار لنا وللموتى"، مطالبة المسؤولين أن يعاملونهم كبشر ولا يتركونهم في معاناة ووضع مأساوي".
بدوره، أكد المواطن فريد النجار(44 عاماً) من سكان بلدة خزاعة، وهدم منزله خلال العدوان الأخير، أن فصل الشتاء جاء حاملاً معه مآسي وكوارث جديدة، فالكرفانات التي كان من المفترض أن توفر مأوى مؤقتا لهم، أضحت عبئاً عليهم، وأصبحوا يسابقون الزمن من أجل حمايتها من سيول الأمطار، خاصة بعد أن أغرقت المياه ملابسهم وأغطيتهم وفراشهم الذي ينامون عليه.
وطالب سكان بلدة خزاعة في حيي النجار وأبو ريدة، وغيرها من الأحياء، المسؤولين ووكالة الغوث والحكومة الفلسطينية، وكافة الجهات المعنية بإيلاء البلدة المدمرة مزيدا من الاهتمام، ومحاولة تخفيف معاناة سكانها، وتقديم مساعدات لهم، تعينهم على احتمال فصل الشتاء، إضافة إلى الإسراع في إعادة الإعمار، بما يؤمن مساكن دائمة للمهجرين.
وتعيش مائة عائلة في بلدة خزاعة بـ"كرفانات" قدمت لهم مساعدة كحل مؤقت وهي عبارة عن غرف حديدية لا يوجد بها بنية تحتية، ولا تقيهم من برد الشتاء ولا أمطاره.
يذكر أن بلدة خزاعة وهي مقامة بمحاذاة خط التحديد شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، كانت تعرضت لمجزرة بشعة خلال العدوان الأخير، راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى، كما دمرت قوات الاحتلال فيها عددا كبيرا من المنازل، وألحقت دماراً كبيراً في البنية التحتية.