وصف طبيب فرنسي الوضع العام في قطاع غزة، بأنه صعب للغاية ولا يطاق.
وعمل الطبيب خالد بن بوطريف، 45 يوما في مستشفيات غزة، على مرحتلين، أولها لمدة 15 يوما في مشافي جنوب القطاع، والأخيرة لمدة 30 يوما في مستشفى "كمال عدوان" ببيت لاهيا.
وتحدث الطبيب الفرنسي عن ظروف العمل الصعبة للعاملين بمجال الرعاية الصحية في غزة، مبينا أن الوضع في جباليا وعموم شمال القطاع "لم يتحسن" منذ أكتوبر 2023، حيث تتعرض المنطقة لحصار وقصف مستمر.
وأضاف: "هناك تفجيرات يومية في تلك المناطق، والصواريخ تمر فوق المستشفيات، والجيش الإسرائيلي يقصف الأهالي في الأحياء ولا يسمح للعاملين الصحيين بالوصول إلى الأماكن المستهدفة".
وأشار إلى أن نظام الرعاية الصحية في غزة "مدمر"، إضافة إلى إخلاء 3 مستشفيات بالقطاع.
وتابع بوطريف: "حتى لو أعيد فتح المستشفيات فإن أكثر من نصف الموظفين لا يستطيعون العودة إلى عملهم، وهناك صعوبات في المعيشة والسفر، والوضع صعب للغاية ولا يطاق بالنسبة لسكان المنطقة".
وذكر الطبيب الفرنسي أن "كل شيء في غزة مدمر، حيث يتم استهداف المنازل مثلما الثكنات، والطرق حُرثت بدلا من الحقول".
وبخصوص أوضاع أهالي غزة، قال بوطريف إن "معظم الناس في الشمال موجودون بمخيمات اللجوء، ويتوجب عليهم التنقل باستمرار، والباقون يعيشون فوق الأنقاض، ويفتقر جميعهم إلى الماء والغذاء".
وأضاف: "هناك نقص خطير في الغذاء، فمنذ بدء الحرب لا يمكن للسكان الحصول على الأطعمة الطازجة مثل الخضار واللحوم".
وتطرق الطبيب الفرنسي إلى "نقص خطير" في المستشفيات والكوادر الصحية، قائلا إن "جميع الأطباء الدائمين والعاملين في مجال الرعاية الصحية تعرضوا إما للقتل أو السجن أو التهجير".
وأشار إلى أن 90 بالمئة من المختصين الصحيين المتبقين في غزة هم من المتطوعين، مثل طلاب كلية الطب.
وشدد على أن العاملين الصحيين في غزة يبذلون قصارى جهدهم للقيام بواجباتهم، موضحا أنهم "يعملون بجد ومتعبون للغاية، ففي بعض الأحيان يعملون لمدة 24 ساعة في اليوم".
وبشأن نقص المستلزمات الطبية، قال بوطريف إن "الأدوية التي تصل إلى غزة غير كافية، ومواد التضميد والكمادات محدودة أيضا، ولا وجود لمعدات جراحية وخياطة، كما أن المواد اللازمة للتعقيم غير كافية".
وزاد: "استكمال عملنا وعلاج الجروح عند انقطاع الكهرباء كان تحديا كبيرا، وعدم وجود مكيف للهواء يجعل الأمر صعبا للغاية في الصيف حيث تفوق درجة الحرارة 43 درجة مئوية والرطوبة شديدة".
لكن الطبيب الفرنسي أبدى إعجابه بشجاعة أهل غزة وحبهم للحياة، قائلا: "هذا شعب يحب الحياة، ويكافح من أجل العيش، ويعطون دروسا في التضحية والمساعدة المتبادلة".
وقال الطبيب الفرنسي: "زرت مستشفى كمال عدوان والمستشفى الإندونيسي (شمال) ومستشفى شهداء الأقصى (وسط) والمستشفى الأوروبي (جنوب) ولكني عملت في كمال عدوان، وما أدهشني هو عدد الهجمات على الأطفال".
وأضاف: "كان هناك إصابات واضحة بالرأس برصاصة قناصة في يناير/ كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين، استهدفت أطفالا ونساء وشيوخا وبالغين جميعهم من المدنيين".
وأفاد الطبيب أن الأطباء بفرق المساعدات الإنسانية "لم يروا أي أنفاق أو مقاتلين وجميع الشهداء كانوا من المدنيين".
وأضاف: "سكان غزة يشعرون بالحزن من ردة فعل المجتمع الدولي على الأوضاع في المنطقة".
الطبيب الفرنسي قال إنه "لا يمكننا أن نسمي ما يحدث في غزة سوى إبادة جماعية، وأعتقد أن اسم الإبادة الجماعية أقل من الحقيقة، إنهم (الإسرائيليون) يريدون القضاء على السكان".
ووصف بوطريف ما يحدث في غزة بـ "المجزرة"، قائلا إنه يمكن استخدام العديد من الكلمات المشابهة لوصف ما يحدث في المنطقة.
وتحدث الطبيب الفرنسي عن مشاهد القصف الذي طال مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، حيث أحرق فيها مدنيون، مبينا أن "ما يحدث في غزة ليس حادثة، بل إبادة جماعية مستمرة كل يوم، تتطلب أقصى قدر من الاهتمام".
ودعا إلى نشر المعلومات والاهتمام بتوعية الآخرين عما يحدث في غزة، مؤكدا أن هذه الأحداث "لا تؤثر على سكان غزة فحسب، بل على البشرية جمعاء".