4/11/2024 شهد شهر تشرين أول 2024 انخفاضا نسبيا في عدد الانتهاكات ضد الحريات الاعلامية في فلسطين، مقارنة بما كانت عليه في الشهرين السابقين (آب، أيلول)، حيث كانت سجلت ارتفاعاً شديداً (شهدا على التوالي ما مجموعه (105 و148 اعتداء)، بانخفاض مقداره 60 نقطة عن الشهر الذي سبقه وبنسبة 41%.
ورصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" خلال شهر تشرين أول ما مجموعه 88 انتهاكا ضد الحريات الاعلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 78 منها، بينما ارتكبت جهات فلسطينية في الضفة 6 انتهاكات، في حين ارتكبت منصات وسائل التواصل الاجتماعي 4 انتهاكات.
وبالرغم من انخفاض عدد الانتهاكات خلال هذا الشهر السابق عن الشهور التي سبقته، إلا أن هذا لا يعكس أي تحسن على حالة الحريات الإعلامية التي لا زالت تتعرض لأبشع الجرائم والانتهاكات نتيجة استمرار حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على الأخص في قطاع غزة، والتي نتج عنها خلال شهر تشرين الثاني الماضي استشهاد 9 صحفيين ممن يعملون على تغطية وقائع وأخبار هذه الحرب في القطاع.
الانتهاكات الإسرائيلية:
ارتكب الاحتلال الاسرائيلي خلال الشهر الماضي 78 جريمة واعتداء ضد الحريات الاعلامية بنسبة 89% من مجمل الانتهاكات المرتكبة، تندرج معظمها ضمن الاعتداءات الخطيرة على الصحافيين/ات، إذ استمرت عمليات قتل الصحفيين/ات على ذات الوتيرة حيث قتل خلال شهر تشرين ثاني 9 صحفيين/ات أحدهم استشهد منذ الشهر الأول لاندلاع الحرب إلا أنه لم يعلن عنه كصحفي إلا بعد عام من استشهاده.
وكما الأشهر السابقة، تندرج الاعتداءات الإسرائيلية ضمن الاعتداءات الخطيرة على حياة الصحفيين/ات، حيث وثق مركز "مدى" 15 اعتداء جسدي، 9 منها إصابات بشظايا قصف الصواريخ وقعت خلال تغطية الأحداث في الميدان في قطاع غزة.
كما وُثق اعتقال 5 صحفيين، 3 منهم في قطاع غزة، في دليل واضح على أن سلطات الاحتلال لم تعد تستكفي باستهداف الصحفيين بالقتل بل أصبحت تحاول إسكات أصوات من بقي منهم بالاعتقال.
كما وثق مركز مدى احتجاز 13 صحفي، منهم اثنان في قطاع غزة حيث جرى اعتقالهم بعد اقتحام مستشفى "كمال عدوان" واحتجازهم خارج المستشفى بعد تجريدهم من ملابسهم وإجبارهم على السير مسافات طويلة والاعتداء عليهم بالضرب والألفاظ النابية.
بالإضافة لمصادرة معدات 3 صحفيين، وإتلاف المعدات الصحفية لأربعة صحفيين في قطاع غزة لمنعهم من التغطية. وفي ذات السياق منعت قوات الاحتلال صحفيين اثنين من التغطية واستهدفت 5 آخرين في قطاع غزة بإطلاق الرصاص الحي نحوهم في محاولة لمنعهم من تغطية.
وإضافة لتدمير طائرات الاحتلال منازل سبعة صحفيين جراء قصفها بالصواريخ، ففي سابقة خطيرة، حرض جيش الدفاع الإسرائيلي في بيان رسمي ضد ستة صحفيين يعملوا لدى شبكة "الجزيرة" في قطاع غزة واتهمهم بالانتماء العسكري للتنظيمات الفلسطينية.
وفي ذات السياق، أجلت سلطات الاحتلال محاكمة الصحفية رشا حرز الله والمعتقلة منذ الثاني من شهر حزيران الماضي حتى تاريخ 15/12، كما جددت أمر الاعتقال الإداري للصحفي علاء الريماوي لستة شهور إضافية للمرة الثالثة على التوالي، وأفرجت عن الأسيرة الصحفية أسماء هريش بعد أن أمضت ستة أشهر في سجون الاعتقال الإداري.
الانتهاكات الفلسطينية:
شهد شهر تشرين أول ما مجموعه 6 انتهاكات فلسطينية ضد الحريات الاعلامية، بنسبة 7% من مجمل الانتهاكات المرتكبة، ووقعت جميعها في الضفة الغربية.
وعلى الرغم من انخفاض عدد الانتهاكات الفلسطينية ونسبتها، إلا أن هذه الانتهاكات جاءت في معظمها خطيرة على الحريات الإعلامية، حيث اعتقل جهاز المخابرات الفلسطينية طالب الإعلام إبراهيم صبارنة بعد استدعائه للمقابلة، وبالرغم من صدور قرار الإفراج عنه بعد عدة أيام إلا أنه بقي موقوفاً لدى الجهاز حتى تاريخ نشر هذا التقرير.
كما اعتقل جهاز المخابرات المصور محمد تركمان من ساحة مجمع فلسطين الطبي خلال تغطية تشييع جثمان لشهيد وأفرج عنه في اليوم التالي. فيما اعتقل جهاز الشرطة الفلسطينية الصحفي ليث جعار لعدة ساعات بعد أن توجه لتقديم شكوى ضد عنصر أمن اعتدى عليه بالضرب خلال تواجده أمام مستشفى "ثابت ثابت"، كما وتعرض لحملة تحريض من قبل مجموعة من القنوات والمنصات التابعة لأجهزة السلطة الفلسطينية وحركة فتح عبر موقع "تلغرام" وعدد من مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى بنشر أخبار وشائعات تحريضية ضده واتهامه بالتواطؤ مع الاحتلال.
وسائل التواصل الاجتماعي:
ارتكبت شركة "ميتا" أربع انتهاكات ضد الحريات الاعلامية هذا الشهر تمثلت بحجب تطبيق "فيسبوك" صفحة راديو "البلد" وصفحة أخرى للصحفي ورد شلبك مدير الراديو ومدير صفحة الإذاعة، بعد تلقي العديد من البلاغات المتعلقة بنشر أخبار حول الحرب على قطاع غزة وأمهلته 180 يوم لطلب مراجعة القرار. كما أغلق ذات التطبيق صفحة مراسل شبكة "قدس الإخبارية" الصحفي محمد عابد بحجة انتهاك معايير المجتمع ومن المحتمل أن يغلق الحساب بشكل نهائي بعد 180 يوما إذا لم يتقدم بطعن القرار.
من جهة أخرى قام تطبيق "إنستغرام" بحذف حساب مراسل قناة "رؤيا" الصحفي حافظ صبرا ويتابعه ما لا يقل عن 130 ألف شخص.