نابلس_ وكالة سند للأنباء
صعدت سلطات الاحتلال في تنفيذ سياسة هدم المنشآت الفلسطينية بالضفة الغربية، منذ مطلع العام الجاري، تزامنا مع ازدياد ملحوظ في إخطارات الهدم، في إطار السياسة الإسرائيلية الممنهجة بمحاربة البناء الفلسطيني.
وقال مدير مكتب مركز أبحاث الأراضي في محافظة نابلس، المهندس محمود الصيفي، لـ "وكالة سند للأنباء"، إن الاحتلال هدم 800 منشأة ومنزل منذ مطلع العام الجاري، إلى جانب توزيع مئات الإخطارات بالهدم، ووقف البناء.
ولفت "الصيفي" إلى أن عمليات الهدم وإخطاراتها، تركزت في مدينة نابلس وقراها "قريوت، ودوما، وفروش بيت دجن"، وفي مسافر يطا بالخليل، وفي أريحا، والأغوار، وغيرها من مناطق الضفة الغربية.
واستعرض واقع الإخطارات وإجراءات الهدم في قرية دوما جنوب شرق نابلس وحدها، خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، لافتا إلى أنه تم اصدار 170 إخطارا بالهدم، وقد تم تنفيذ 40 إخطارا منهم.
وحذر "الصيفي" من الازياد "غير الطبيعي" في إخطارات الهدم بالضفة الغربية لمنازل ومنشآت الفلسطينيين؛ بذريعة وقوعها في مناطق مصنفة (ج).
وبحسب اتفاقية "أوسلو" لعام 1993، فإن المنطقة (ج) تشكل حوالي 61% من أراضي الضفة الغربية، وتعد السلطة الفلسطينية مسؤولة عن تقديم الخدمات الطبية والتعليمية للفلسطينيينفيها، بينما تسيطر "إسرائيل" على الجوانب الأمنية والإدارية والقانونية.
وأشار "الصيفي" أن حكومة نتنياهو في سباق مع الزمن لاستهداف المناطق المسماة مناطق (ج )، والتي كانت إخطاراتها مؤجلة، مضيفا "نرصد حاليا هجمة شاملة خاصة ضد البناء الفلسطيني القائم".
وشدد على أن الاستيطان بالضفة يتم حاليا بلا حدود مقابل التقييد على الفلسطينيين، مشيرا إلى أنه يأتي "ترجمة لتسهيلات يقدمها "نتنياهو" لأركان حكومته من اليمين المتطرف، ويتناغم ذلك مع تصريحات سوسي دكان، مسؤول مستوطنات شمال الضفة".
ومؤخرا، أفادت مراكز بحثية بتوسعات استيطانية غير مسبوقة بالضفة، تضم 72 بؤرة استيطانية ومزرعة رعوية، تزامنا مع دعوات من وزراء الاحتلال لتكثيف التوسعات الاستيطانية منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقبل أسبوعين، أفاد تقرير فلسطيني رسمي، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي رصدت موازنات جديدة لدعم الاستيطان ومراقبة البناء الفلسطيني في الضفة الغربية؛ لا سيما في مناطق "ج" و"ب".
وذكر التقرير الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، والذي يتبع لمنظمة التحرير، أن حكومة الاحتلال ووزيرة الاستيطان، أوريت ستروك، خصصا ميزانيات إضافية للاستيطان بالضفة، "وفي الوقت نفسه تدفع ستروك قدما لمواصلة الحرب على البناء الفلسطيني بالمنطقة المصنفة ج".
من ناحيتها، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" قبل أسابيع 3، النقاب عن ارتفاع كبير طرأ على الميزانيات التي تنقلها حكومة الاحتلال لأقسام الأراضي في المستوطنات والمجالس الاستيطانية بالضفة الغربية.
وأشارت الصحيفة إلى أن "ذلك يأتي في إطار مخطط أوريت ستروك (وزيرة الاستيطان)، الذي يركز بصورة معلنة على متابعة البناء الفلسطيني في مناطق "ج وب".
وطالت عمليات الهدم الإسرائيلية بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023، 868 منشأة فلسطينية، بينها 373 منزلاً مأهولاً، 89 منزلاً غير مأهول، و241 منشأة زراعية وغيرها، بحسب معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في 6 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم 2024.
وبحسب الهيئة، فإن الاحتلال سلم 630 إخطارا لهدم منشآت فلسطينية بالضفة الغربية، خلال الفترة ذاتها، موضحا أن 10 إخطارات منهم، كانت إدارية تم تسليمها لأهالي قرية المالحة في برية بيت لحم الشرقية، وهي من المناطق المصنفة "ب" وفق اتفاقية "أوسلو".