الرئيسية / الأخبار / فلسطين
الباحثة والناشطة سلام بسطامي تطالب بدور كبير للإعلام للتوعية بحقوق وواجبات وقضايا الأشخاص متلازمة داون
تاريخ النشر: الأثنين 01/12/2014 12:36
الباحثة والناشطة سلام بسطامي  تطالب بدور  كبير للإعلام للتوعية بحقوق وواجبات وقضايا الأشخاص متلازمة داون
الباحثة والناشطة سلام بسطامي تطالب بدور كبير للإعلام للتوعية بحقوق وواجبات وقضايا الأشخاص متلازمة داون

  

 

نابلس:

اوصت ناشطة وباحثة فلسطينية تعنى بقضايا الاشخاص من فئة متلازمة داون أ. سلام البسطامي بضرورة  وجود دور كبير وأساسي للإعلام يجب عليه القيام به للتوعية بحقوق وواجبات وقضايا الأشخاص (متلازمة داون) وذلك من منظور حقوقي وليس من منظور إنساني فقط.

وقالت انه حتى يستطيع الإعلام أن يؤدي دوره بشكل سليم لا بد من تدريب وتأهيل الإعلاميين لأنهم المنوط بهم القيام بهذا الجهد  لأنه مهما تعددت القوانين والتشريعات التي تخدم هذه الفئة  لا يمكن أن تجد لها صدى على أرض الواقع ما لم يساندها رأي عام واع ومدرك، وهذا هو الدور الأساسي للإعلام .

وقالت في ورقة عمل قدمتها بعنوان (دور مؤسسات الدولة في بناء السياسات الإعلامية وتوجيه النشاط الإعلامي لدعم قضايا الأشخاص من فئة متلازمة داون) ان الإعلام يمثل نمطًا من أنماط الاتصال المؤثر في تغيير الاتجاهات وتوجيهها الوجهة الصحيحة، فهو من أهم وأخطر وسائط الثقافة وأكثرها تأثيراً على الأسر والمجتمعات، وإذا أحسن التخطيط له وإعداده فإنه يمكن أن يساعد على صقل وجدانهم وعقولهم وتنميتها بمختلف المجالات وكذلك تعديل اتجاهاتهم تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة وتعريفهم بحقوقهم وقضاياهم المختلفة، خصوصاً أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم جزء هام من الطاقة البشرية التي يمكن أن تكون طاقة بشرية منتجة مؤثرة تأثير ايجابي على المجتمعات، أو معيقة ومؤثرة تأثير سلبي على التنمية البشرية.

        ونوهت الى ان التوعية الإعلامية تعمل على الحد من تفاقم مشكلة الإعاقة، فهي من أصعب المشكلات في المجتمع حيث إن  15% من سكان العالم يعانون إحدى الإعاقات المختلفة وترتفع النسبة لتصل لـ20 % لدى البلدان النامية مشيرة الى ان  بعض الدراسات تشير الى أن ثمة علاقة وثيقة تصل إلى 70% بين الإعلام وما يبثه من رسائل وبين الصورة الذهنية لدى الأفراد في المجتمعات، وهذا يؤكد أن الصورة الذهنية عن الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع مرجعها وسائل الإعلام، ومن شأنه أن يعزز هذه الصور سلبًا أو إيجابًا، وانطلاقًا من مفهوم العلاقة بين الصورة الذهنية وتكوين الرأي العام عبر الإعلام فإن أهم الركائز لنجاحها هي تضافر الجهود من خلال التخطيط الجيد لبناء الصورة الذهنية الايجابية والمساهمة

        واستدركت البسطامي  الى وجود تغيير في المفاهيم بعيدًا عن وصفهم أنهم فئة ذات حقوق وواجبات اعتبارية في المجتمع وحسب، بل التأكيد على حقهم في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي وإشراكهم في التنمية. موضحة   الى ان قضية الأشخاص ذوي الإعاقة متعددة يتدخل فيها الكثير من الأطراف المختصة والمهتمة إضافة إلى أولياء الأمور والجهات التي تقدم خدماتها لهم ومن بينها المؤسسات الإعلامية، فهذا يتطلب تضافر جهود الجميع والتخطيط الجيد لما لذلك من مردود إنساني واجتماعي كبير.

   وشددت على أنّ الإعلام يستطيع تحويل هذه القضية من نظرة الشفقة إلى دائرة التفاعل الايجابي في تقبلهم للتأثير على الرأي العام ودمجهم، خاصة وأن التكنولوجيا المهيمنة اليوم، أتاحت الفرصة للتواصل بين الناس بكل أشكالها المقروء والمكتوب والمسموع والمرئي ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة التي يمكن  استثمارها في النهوض بواقع الأشخاص ذوي الإعاقة وحقوقهم.

 ووفقا لورقة البسطامي فإن الإعاقة ليست مفهوماً ثابتاً وإنه لا زال قيد التطور وإنه يرتبط بالبيئة المحيطة بالشخص أكثر من ارتباطه بالشخص نفسه ووفقاً للاتفاقيات لا تعتبر الإعاقة حالة طبية، إنما هي نتيجة وجود حواجز في البيئة والمجتمع لا تشجع أشخاص معينين مختلفين عن غيرهم على المشاركة في المجتمع بفاعلية أو تعيقهم عن ذلك،

         وبإزالة هذه الحواجز كما تقول سواء كانت في البيئة أو التعليم أو الأسرة، وبدلا من التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة على إنهم مشاكل يجب حلها، يمكن لأولئك الأشخاص المشاركة في المجتمع وتنميته وتطويره كأفراد نشيطين ومن ثم يتم احتوائهم داخل إطار الطاقة البشرية المنتجة. وهذه من أهم القواعد التي تتبناها المفاهيم الحديثة في مجالات دراسات التنمية، والتي من أهم اهتمامها استثمار القدرات والطاقات المختلفة بصورة كلية شاملة.

وتقول "هنا يأتي دور الأعلام ودوره الحيوي في التأثير على المجتمعات بشكل عام ومجتمعنا العربي بشكل خاص، ولا شك أن الإعلام العربي يمكن أن يلعب دوراً هاماً وفاعلاً في تغيير النظرة السلبية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة.

وتتابع وبما أن أمر الأشخاص ذوي الإعاقة هو أمر مجتمع ودولة بأكملها وليس فقط شأن مؤسسة أو قطاع  أو  وزارة واحدة، لذا فلابد من استنهاض جهد الدولة بوزاراتها ومؤسساتها المختلفة للإسهام بالاستجابة لحقوق الأشخاص ذوى الإعاقة. ولا تغفل الخطة الدور الكبير والرئيسي الذي يمكن أن يقوم به ذوو الإعاقة  أنفسهم عبر اتحاداتهم وتنظيماتهم المختلفة لمناصرة قضاياهم ونيل حقوقهم.

وشددت على ان المطلوب من مؤسسات الدولة النظر إلى الأشخاص ذوي الإعاقة من منظور الاتفاقيات الدولية المختلفة، وصولا إلى الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ودور الإعلام العربي في ترسيخها وبالتالي يجب أن تكون رؤية هذه المؤسسات

وحول دور مؤسسات الدولة في خدمة قضايا فئة متلازمة داون قالت انها توفير معلومات وإحصاءات عن الأشخاص من فئة متلازمة داون  والمؤسسات  ذات الصلة للتمكن من التخطيط السليم ووضع السياسات والبرامج المناسبة لتطبيق  الحقوق المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة. وحماية وتعزيز حقوق الأشخاص من فئة متلازمة داون في جميع السياسات والبرامج. وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين متلازمة داون  وغيرهم من مكونات المجتمع. واحترام القدرات المتطورة  للأطفال متلازمة داون والاستجابة لاحتياجاتهم و حقوقهم.ودمج أطفال متلازمة داون في مدارس رياض الأطفال والمدارس الخاصة والحكومية وضرورة تطبيق نظام التعليم الجامع في فلسطين والذي يهدف لدمج الأطفال ذوي الإعاقة في المدارس الحكومية وإعطاءهم أبسط حقوقهم وهو الحق  في التعليم مع ضمان فرص متكافئة لتعليمهم و تهيئة البيئة التعليمية المناسبة لهم. والعمل على إيجاد مناهج مناسبة وميسره لكافة شرائح الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفير المعينات والوسائل المساعدة لهم، وشرح الوسائل وفق أحدث وسائل التعليم و العمل على إعداد وتدريب المعلم وتهيئة البيئة المدرسية الملائمة من مباني ومعلمين أكفاء. وعمل دورات وورش عمل في بداية العام الدراسي لكافة المعلمين وأولياء أمور طلاب متلازمة داون، لتحقيق مبدأ العدالة المجتمعية تجاه هذه الفئة. وإنشاء المراكز المتخصصة  لتعليم وتأهيل الأشخاص من فئة متلازمة داون  الذين لا تتناسب إعاقتهم مع عملية الدمج. والعمل على توفير التخصصات للتربية الخاصة بالجامعات والمعاهد وإدخال مساقات إجبارية للطلبة تتناول قضايا وموضوعات ذات ارتباط بالأشخاص ذوي الإعاقة  لتسهيل عملية دمجهم بالمجتمع. وتشجيع البحوث والدراسات التي تتضمن قضايا وموضوعات  متلازمة داون. و دعم وتكريم المدارس والمؤسسات التي تؤمن وتعمل على دمج هذه الفئة

واكدت بسطامي إن تناول الإعاقة في وسائل الإعلام أصبح قضية عالمية وليست محلية أو إقليمية، ففي أمريكا مثلاً خلصت إحدى دراساتها الجامعية إلى أن وسائل الإعلام حققت تقدمًا ملحوظًا فيما يتعلق باستخدام لغة مناسبة لمناقشة واقع الإعاقة، ومع ذلك فهناك بعض القصور في تناول قضايا الإعاقة وهو ناشئ عن أن الرؤية غير واضحة حول أفضل الطرق الصحفية التي يجب التركيز عليها لخدمة هذه القضية.

ونوهت الى ان والسؤال المطروح ما المطلوب من الإعلاميين لخدمة قضايا الإعاقة بشكل عام وخدمة فئة متلازمة داون بشكل خاص؟ يعني ان تكون النظرة  إلى فئة متلازمة داون من منظور الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ودور الإعلام الفلسطيني  في ترسيخها. وتعليم متلازمة داون وتأهيلهم، وتنمية مهاراتهم، ودور الإعلام في إبراز أهميتها. ودمج متلازمة داون، ودور الإعلام في زيادة تقبل المجتمعات لهم واحترام الفوارق وقبول الأشخاص ذوي الإعاقة كجزء من التنوع البشري والطبيعة البشرية. وضرورة وضع قضية الأشخاص ذوي الإعاقة من قبل المؤسسات الإعلامية المحلية على رأس أجندتها اليومية بحيث لا تكون قضية موسمية فقط والاهتمام بإبراز  قضايا الأشخاص من فئة متلازمة داون والتعريف بخصائصهم واحتياجاتهم وحقوقهم من خلال توفير مساحات أوسع وأكثر تنوع في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة. وتنوع الرسائل الإعلامية ومضمونها وأسلوبها، حسب الفئة المستهدفة والمستوى التعليمي، وأن تتركز الرسائل الإعلامية الأساسية على الأنشطة الداعمة لنجاح الرسائل الإعلامية وبالتالي الخطة الإعلامية، وأهمها تقديم البيانات والمعلومات الصحيحة عن الإعاقة للجمهور المستهدف. ورفع مستوى الوعي المجتمعي بحقوق الأشخاص من فئة متلازمة داون ونقل معاناتهم إلى الجهات المختصة والتي أوجدت بالأصل لخدمتهم ولحل مشاكلهم ومساعدتهم.

 ومطالبة أعضاء الجمعيات والمؤسسات التي تقدم خدماتها لفئة متلازمة داون في كل الدول العربية بمواصلة السعي لتطوير العلاقة التفاعلية بين مختلف وسائل الإعلام والجمعيات العاملة في هذا  المجال، ويمكن أن يتم ذلك بإقامة الورشات والدورات التدريبية والندوات بين فئة متلازمة داون وأولياء الأمور والعاملين في مجال الإعلام. ودعوة وسائل الإعلام إلى الاهتمام بعرض ومعالجة القضايا التي تخص فئة متلازمة داون من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم. وتخصيص مسابقات تمنح لأفضل البرامج التلفزيونية والإذاعية التي تعالج قضايا متلازمة داون. وتأسيس لجنة خاصة بإعلام الأشخاص ذوي الإعاقة  في الجمعيات المتخصصة بالإعلام، يشترك فيها إعلاميون ومتخصصون في التربية الخاصة. وإقامة دورات تدريبية وورش عمل مشتركة للعاملين في قطاعي الإعلام والتربية الخاصة، بما يساهم في تطوير الخبرات في مجالي الإعلام والإعاقة و إعداد دليل بالمسميات والمصطلحات اللغوية الصحيحة التي يستوجب استخدامها من الإعلاميين فيما يتعلق بمجال الأشخاص ذوي الإعاقة. وعمل حملة وطنية شاملة في التوعية المجتمعية مناصرة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتأهيل المجتمع للتقبل والاندماج و تدريب مجموعات طلاب وشباب  من ألأشخاص ذوي الإعاقة في مجالات إدارة الحملات الإعلامية المختلفة.

 

 

 

 

 

 

mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017