بحضور أكثر من 75 قيادية نقابية من كافة أنحاء العالم، عقد الاتحاد الدولي للنقابات اجتماعا دوليا حول الاتفاقية الدولية عدد 190 ومدى تقدم جهود المرأة النقابية في مجال المصادقة عليها، وألقت الأخ عائشة حموضة رئيس لجنة المرأة للاتحاد العربي للنقابات كلمة جاء فيها: " لقد عقد الاتحاد العربي للنقابات أكثر من اجتماع واطلق أكثر من حملة عربية من اجل المصادقة على الاتفاقية الدولية عدد 190، ورافق جهود كل المنظمات الأعضاء على المستوى الوطني من أجل تعزيزها خاصة في البلدان التالية: طبعا سأبدأ بالعراق، باعتباره البلد الأول الذي صادق على الاتفاقية الدولية عدد 190 بعد نضالات ومجهودات جبارة من المنظمات النقابية العراقية التي دخلت خلال هذه المدة في ماراطون من النقاشات من أجل إصدار رؤى نقابية موحدة حول السياسات واللوائح والأنظمة الوطنية التي تضمن تطبيق الاتفاقية والترافع بها أمام خلال الحوار الاجتماعي الذي سيفتح خصيصا خلال السنة القادمة من أجل تفعيل بنود الاتفاقية عدد 190 على أرض الواقع. أما في المغرب، وفي سبيل ترشيد الجهود وتوحيدها في مجال المصادقة على الاتفاقية الدولية عدد 190، فقد تم الإعلان خلال أوائل السنة الماضية على تأسيس "ائتلاف 190" الذي يضم المنظمات النقابية والمنظمات المهنية والمجتمع المدني وعددا من البرلمانين والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المغربي، هذا الائتلاف الذي بات مصدر ضغط وتحفيز كبير ساهم في وضع الاتفاقية عدد 190 مسألة رأي عام في المغرب وباتت مناقشتها في البرلمان ومجلس المستشارين مسألة حتمية. في تونس، أعلمت الحكومة التونسية موافقتها على المصادقة على هذه الاتفاقية بعد جهود كبيرة من الاتحاد العام التونسي للشغل، غير أن تعطيلا واضحا في المصادقة عليها لأسباب تتعلق بوجود تحفظات من منظمة أصحاب العمل التي اعتبرت أن هذه الاتفاقية مدخل لتوتير مناخ الإنتاج. في الأردن، أطلق الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن حملة سنة 2022 من الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن مشفوعة باتصالات مع الشركاء الاجتماعيين، وقد أثمرت هذه الجهود إعلان الحكومة الأردنية موافقة مبدئية بانتظار إعداد النصوص الترتيبية الخاصة بتفعيل الاتفاقية عدد 190 قبل عرضها على الحوار الاجتماعي. أما في فلسطين ولبنان، فنحن كنقابات نشعر بإحباط شديد، فبعد جهود مضنية استمرت لأكثر من سنتين أثمرت تكوين نواة مجتمعية وبرلمانية وحقوقية صلبة من أجل الدفع بالمصادقة على الاتفاقية عدد 190، اندلعت الحرب ليتوقف كل شيء، ونجد أنفسنا يوميا في مواجهة عنف قاتل بأيادي الاحتلال، ورأينا جميعا شهادات بالمئات للنساء والمدنيين الذي تعرضوا للتعذيب وانتهاك الكرامة في سجون الاحتلال. هذا الاحتلال الذي لا يزال يحاول اختراق البيت النقابي الدولي واضعاف موقفه الداعم للقضية الفلسطينية وحق الشعبين الفلسطيني واللبناني في العيش بسلام وتقرير مصيرهما وهما المبدئان الذين يجمعان الحركة النقابية العالمية "إدانة الاستعمار وحق الشعوب في الانعتاق وتقرير المصير".