إعداد:وفاء ابعيرات، طه "سعيد" طبيلة
العادة والصدفة غالباً أن أكون الراكب الأخير المنادى عليه، لم أكن أعلم بأن ذهابي لأول مرة إلى قرية قريوت الواقعة جنوب مدينة نابلس، ستستغرق مني في سيارة الأجرة ساعة أنتظر اكتمال عدد الركاب، الراكب السابع أتى متأخراً، كانت امرأة عجوز، تحمل في ثنايا تجاعيد وجهها قصة تروي بها معاناة احتلال اغتصب الأرض وسلب أهلها الأمان.
السائق أوقفني بجانب أرض ترابية، أكد بأن هذا الطريق حديث التعديل لحسن حظي، وأني لن أضطر لسير سوى أمتار معدودة لأصل المقصد، أدار مقود سيارته سريعاً وسار في اتجاه مغاير، ليس وحده من يغاير بالاتجاه، كل شيء هنا يبتعد عن خربة صرة ويتركها خلفه، سيارة الأجرة، النمل، طائرة الشراع الورقية، ظرف متهرئ تحمله الرياح شمالاً، حتى البشر أنفسهم ينأون عنها!.
المستوطنة قريبة جداً علينا، والفاصل بيننا شارع ترابي فقط، أستطيع أن أرى بوضوح ماذا يفعلون، طاولة الطعام في المطبخ عليها شرائح الخبز المشروم بالثوم والجبن المبشور، اتضح لي بأن هذا فطورهم اليوم، واتضح لي أيضاً بأن التلفاز لا يتغير عن قناة فرنسية مختصة بأفلام الهوليود.
خربة صرة الفلسطينية ذات العرق الكنعاني، ويعود أصلها لعائلة عبد الهادي من نابلس التي اشتراها أهل الخربة الحاليين منهم، تقع الخربة من الجنوب الشرقي لقرية قريوت، ومن الجنوب الغربي لقرية جالود، ومن الشمال الشرقي لبلدة ترمسعيا، وحكم القدر عليها بأن تقع أيضاً بين إخطبوط استيطاني، حيث نالت نصيبها ما يكفي لتكون في فكي مستوطنات جاثمة على أراضيها، فمن الجهة الغربية تحدها مستوطنة شيلو، الواقعة على أراضي قرية قريوت وترمسعيا، ومن الجهة الجنوبية الشرقية مستوطنة شفوت راحيل، والتي استولت على معظم أراضي مواطني الخربة.
وجدنا أبو شنار وزوجته أخيراً، كانوا يمارسون حياتهم اليومية تحت أغصان الزيتون، لا يكل من العمل في أرضه رغم قرب كلاب حراسة المستوطنة عنه، ولا يكتفي بأرضه وحسب، حرثه طال الأراضي التي تركها أصحابها وأهلها، يقول بأنه يهتم بما تبقى من أراضي الخربة حتى لا تُهمل ويستولى عليها، والأغلب بأنه آخر من تبقى من رجال خربة صرة ليدافع عنها.
عائلة محمود زكي عامر، المكنى بأبو شنار، من العائلات الثلاثة الوحيدة التي تسكن في الخربة، والمقدر مجموع عدد ساكنيها 28 فرداً من الذكور والإناث، يتجلى اعتمادهم في حياتهم على الزراعة وتربية الأغنام والدواجن.
ويمتاز أهالي الخربة بالأكل القديم، كالرشوف واللوف والصميعه، وتفضيلهم للحياة الريفية القديمة، رغم هذا فإن أبنائهم يكملون دراستهم، فمعاناتهم اليومية تتجلى في أزمة المياه وصعوبة الموصلات، ومطلبهم الوحيد هو استصلاح الأراضي والطرق.
يقول محمود زكي (أبو شنار) أحد سكان الخربة: "لا نلقى الاهتمام من أحد، لا ماء ولا كهرباء ولا طريق، اعتداءات المستوطنين اعتدنا عليها إضافة إلى استيلائهم المتواصل على الأراضي بحرثها وزرعها بالخوخ والزيتون، وكأن الأرض أرضهم".
ويضيف: "نحن نعيش من قلة الموت، يجف ريقي قبل أن أقوى على إيصال تنك الماء إلى الخربة، لصعوبة الطريق ووعرته، وأن لا يبقى سو لنصف الأسبوع تقريباً، برغم اقتصادنا بالاستهلاك قدر الإمكان".
بينما تقول عطاف سلمان 54 عاما (أم شنار) بأن الشخصيات المهمة التي تزور الخربة تؤكد ملياً دعمهم لنا ولوجدنا وصمودنا، ووعودهم سرعان ما تذهب عند ذهابهم.
في حين أكد امين مجلس قروي قريوت، بشار القريوتي ومسوؤل الاستيطان ومنسق اللجنة الشعبية: "أن الكهرباء استطاعوا التغلب عليها، ومدها إلى الخربة منذ فترة ليست بالطويلة، لكن بما يتعلق بالمياه، فإن الدول المانحة قالت بأن لا صلاحية لها للدخول لمنطقة "ج"، إضافة إلى أن الماء ليس بالسهولة إيصاله إلى الخربة بسبب وقوعها على رأس تلة، لكن مؤخراً بدرت من قبل الدكتور مصطفى البرغوثي مبادرة لمد الماء إلى الخربة بطريقة خفية تبعد الأنظار عن المشروع".
تاريخ خربة صرة يعود إلى آلاف السنين، حيث تحتوي مجموعة من الآثار القديمة والكهوف والآبار والقبور المحفور عليها باللغة اللاتينية، إضافة إلى الأعمدة القديمة والحفريات تحت أرضيتها والأحجار الثمينة، وهذا ما يرجح استهداف إسرائيل لها، ودخولهم عدة مرات وسلبهم للعمدان والقواعد الأثرية.
لكن ضيق الخناق ومنع الحياة للمزارع الفلسطيني المقيم في خربة صرة من الذهاب لأرضه بدأ عند توغل الاستيطان نحوها منذ عام 1977م، في إقامة مستوطنة شيلو، ومن ثم وضعت البيوت الحديدة على أراضي خربة صرة وقريوت في عام 1993م، ليصحو المواطنين على أصوات الشاحنات الناقلة للكرفانات ويتحول الأمر إلى واقع مرير مفروض عليهم، بدأ بالاستيلاء على الأرض، ومنع مقومات الحياة، وانتهى بالتضييق والخناق والهدم والمعاناة، لتبقى معركة البقاء مستمرة لأهالي الخربة حتى دحر المحتل عن أرضهم.
يستنكر أبو شنار، الهدم المتواصل من الاحتلال ومنعهم لكل حجر يوضع في الخربة لبناء غرفة جديدة، يقول: "لا مشكلة في بناء فوق البيت، المهم التوسعة، أولادنا يغادرون الخربة عند زواجهم لضيق المكان، التوسعة والبناء هي حل من حلول إحياء الخربة، حتى لا يتحقق الحلم الإسرائيلي".
رئيس المجلس القروي، بشار القريوتي، يقول: "للاحتلال هدف مشين في خربة صرة، كل الخرب هي هدف للاحتلال في فلسطين للسيطرة عليها وطرد أهلها وتدمير بيوتهم، كخربة طويل في عقربة، وخربة يانون، وخربة سيلون في قريوت التي حولها الإحتلال إلى منتجع سياحي بحجة احتوائها على آثار إسرائيلية".
ويضيف القريوتي: "لو عثر اليهود على حجر قديم عند أحد مواطني الخربة، يصادرونه ويسجونه، فهم يحاولون السيطرة على كل شيء أثري لزعمهم بأنها إسرائيلية ولا تمت لنا بصلة".
أبو شنار، وهب نفسه وأولاده لحماية أرضه التي تربى وولد فيها، حتى عرف بأنه شوكة في حلق المستوطنين في تلك المنطقة، لما يفعله مراراً من التواجد مقابل الحاجز الأمني قرب أرضه، وعدم تركه للمستوطنين أي مجالاً لعبثهم.
وما يخشاه أبو شنار من المستقبل هو الموت، لأنه آخر من تبقى في الخربة ليدافع عنها، وأن المستوطنين عجزوا عن الخلاص منه، يقول: "لا نتنياهو ولا أبو مازن ولا كلينتون بقدروا ياخدوا الأرض مني، طول ما أنا عايش مستحيل ياخدوها".
القانون في قرية قريوت حسب ما أضاف رئيس المجلس بشار القريوتي بأنه لا يستطيع من يمتلك أراضي قريبة من الشيك الأمني، بالدخول إليها إلا ثلاث مرات بالسنة، بالتنسيق مع الجيش، إضافة بأن يكون بعيداً عن الشيك الأمني 150 متراً، لكن أهالي الخربة، يتميزون برفضهم لهذا التنسيق، فهم يصلون إلى أراضيهم متى يشاءون بالرغم من المضايقات التي قد يتعرضوا لها.
أبو شنار يشير إلى أنه لا ينتظر التنسيق ليدخل إلى أرضه، بالرغم من قدرته أن يدخلها بقوة، لكنه يتجنب ذلك خشية التهديد بمصادرة كامل الأرضي والتهديد بالسلاح والمضايقات من قبل المستوطنين اتجاه الخربة، ومعقباً بموقف مر به، يقول: "كنت أحرث في أرضي، فجاء مجموعة من المستوطنين موجهين سلاحهم تجاهي، أمروني بالخروج من أرضي، ورفضت دون أن اهتز شبراً من سلاحهم الموجه إلى رأسي، أمرته بأن يطلق النار لو أراد، لكن جبنهم وجراءة الحق حالت دون ذلك".
إن خربة صرة، هي قصة صمود وتحدي، فرغم التهميش والمضايقات، ما زال أهاليها يرفضون كل الإجراءات التعسفية بتضييق الإحتلال على دخولهم لأرضيهم عبر ربطهم بتصاريح مؤقتة أراضيهم، حتى أضحوا حماة المنطقة الجنوبية من المستوطنين.
لكن المخيف بالأمر حسب ما أضاف سكان الخربة أن مستعمرة شيلو التي تحد الخربة شمالاً يسكنها عصابات يهودية متدينة، بينما مستعمرة شفوت راحيل تحتوي على سكان لا خوف منهم.
محمود زكي من سكان الخرية يقول "لو ابتلينا بسكان مستوطنة كياش كودش المقامة على أراضي جالود لابتُلعت أراضينا منّا بسهولة ولكن الحمدلله".
ويضيف أبو شنار: "منذ وقت مضى كنت أعمل في أرضي، أتى موشي يعلون وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، وقال بأنه سيحضر لي صورة تعود إلى 1967م تؤكد بأن هذه الأرض بور وتتبع لإسرائيل فما رأيي؟ قلت له، (إذا أنت زلمة) أحضر الصورة"، ويعقب صارخاً: "في عام 1967 كانوا أسيادنا يزرعوا في الصخر فكيف يقول لي هذا الملعون بأنه سيحضر صورة تبين لي أن هذه الأرض بور(لا زرع فيها)".
دلال عازم، من قرية عزموط شرق مدينة نابلس، والتي تزوجت في الخربة ولم تكن تتخيل هذه المعيشة المأساوية، تقول: "كل يوم أضطر لإخراج أطفالي إلى هذه الساحة، المطلة على المستوطنة، لا يوجد شيء نفعله، بالرغم أن في الجهة المقابلة حديقة ألعاب لأطفال المستوطنين".
دلال الحاصلة على شهادة لغة عربية، من جامعة النجاح الوطنية في نابلس، لم تقدم على وظيفة بسبب صعوبة الطريق المؤدية للخربة إضافة بأنها تستصعب الذهاب إلى الدكتور إذا مرضوا أولادها للسبب نفسه، تقول وهي تشير بيدها والحسرة تملأ عيونها إلى المستوطنة وتقول: "هذي الأرض كلها إلنا!".
في حين يعاني نضال محمود ابن الصف الثامن الأساسي، من صعوبة الذهاب إلى المدرسة يومياً، لقطعه مسافات طويلة ذهاباً وإياباً، وأنه يتمنى أن تمطر كل يوم بغزارة، حتى يلقى حجة مناسبة ليوصله أخيه شنار كل يوم.
يقول نضال: "عند انتهائي من دراستي عصراً، لا أجد ماذا أفعل، ما أتمناه وجود أصدقائي بالقرب مني ليس فقط في مقاعد المدرسة".
تتمنى الطفلة دالية، ابنة شنار، بأن يكون لديهم مدينة ملاهي، وأن تذهب إلى صديقاتها للعب معهم كل يوم، تقول: "أنا زهقت، بس بلعب مع أخواتي، وبابا ما بخليني أطلع مشان المستوطنين ما يخطفوني وأضيع!".
فالبرغم من الوضع الحالي لخربة صرة، إلا أن القادم أسوأ في ظل التوسع الحديث لمستعمرة شفوت راحيل بإضافة 500 وحدة سكنية، وتوسعة مستوطنة شيلو بإضافة 150 وحدة، ومن حيث المخطط الاستيطاني بفصل شمال الضفة عن جنوبها، عن طريق شبك جميع المستوطنات ببعضها البعض، من آرائيل إلى الأغوار.
صراع البقاء
عانت خربة صرة من ويلات الاحتلال والاستيطان كثيراً لتصمد وتتحدى هذا الواقع المرير الذي بدوره حاصرها من كافة الجهات والتي بدأ توغله منذ عام 1977في مستوطنة شيلو والذي بدء بخناقه من الجهة الغربية ليضيق الخناق ويمنع الحياة للمزارع الفلسطيني من الذهاب لارضه، ومن ثم وفي ليلة ظلماء توضع البيوت الحديدية على اراضي خربة صرة وقريوت في عام 1993 ليصحو المواطنين على اصوات الشاحنات الناقلة للكرفانات وتصبح واقع مرير ومفروض على الخربة وتجفو الان بين اخطبوط استيطاني يبدأ بالاستيلاء على الارض ويمنع مقومات الحياة وينتهي بالتضييق والخناق والهدم والمعاناة ولك اصروا اهالي خربة صرة امام هذا الجبروت ويجبرونهم على البقاء فوق ارضهم ومعركة البقاء لديهم مستمره حتى دحر المحتل عن ارضهم .
الحاجة نجلة عبد الفتاح 49 عاماً والحسرة تعتلي كلامها تسرد لنا قصة بداية وجود مستعمرة شفوت راحيل" قبل 27 عام ففي منتصف أحد الليالي عام 1987 استيقظ أهالي القرية على قيام مجموعة من المستوطنين المتطرفين بإقامة كرفانات على أراضي أهالي الخربة للثأر من مقتل اليهودية راحيل التي قتلت على أيدي.
وتضيف الوجود على هذه البقعة بحد ذاته يعتبر تحدياً للإحتلال في توسعهم لمستوطناتهم، لكن وجودهم في المناطق (ج) المصنفة ضمن اتفاقية اوسلو حيث يمنع البناء فيها ساهم وبشكل كبير إلى نزوح عدد من سكان الخربة إلى خارج الخربة، حيث توافر الراحة والأمن نوعاً ما.
"وصل بي الحال اشتهيت أكل تينةٍ واحدة مما زرعت هذا العام بسبب إطلاق مستوطني مغتصبة شيلو و شفوت راحيل خنازيرهم نحو محصولي الزراعي من الخضار والفاكهة الذي يعد مصدر عيشي الوحيد" هذا ما قاله الحاج أبو شنار.
ويضيف بمرارة أن المستوطنين لم يتوانوا عن فتح مياه مجاري المستوطنات للأراضي الزراعية مما يؤثر سلباً على اقتصاد سكان الخربة ومصدر دخلهم
يقول بشار القريوتي: "وجود الخربة بين هذه المستوطنات، سيؤثر على إسرائيل ويبقى شوكة في حلقهم، ومشاريع الاستصلاح وكل المتطلبات التي تعيد إحياء الخربة سنوفرها بأقصى الجهود".
الاعتداء المتواصلة على خربة صرة
صادر الاحتلال مساحات واسعة تقدر بمئات الدونمات الزراعية السهلية لصالح المستوطنة وقد استولت على عدة تلال تحيط بالخربة لتوسعة المستوطنة ، وتقوم قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين بالتضييق على المواطنين المتواجدين بالخربة من خلال عدة امور منها منع البناء الجديد بالخربة ولا إضافة أية غرف أخرى على البيوت الموجودة حالياً.
حيث منع ايصال المياه للخربة من شبكات المياة الموجوده بالمنطقة ويعتمد الاهالي بتعبئة التنكات، وضخ مياه المجاري باتجاه الأراضي مما أدى إلى إحراق محاصيل المزارعين هناك ومنع تأهيل الطريق الترابي الواصل بالخربة بين قرية قريوت وجالود حيث يتم استهداف المعدات لمنع أي تأهيل للشارع والذي يعاني الزائر من صعوبة الوصول للخربة على حد قول بشار رئيس مجلس قروي قريوت .
ويتابع بشار أنهم يقومون بهدم المنشآت الزراعية وبيوت الاغنام والبركسات وأيضاً سرقة الآثار القديمة الموجود بالخربة ( مثل الاعمدة – والقواعد – والاحجار الثمينة المحفورة ( وغيرها ).
أما منسق المقاومة الشعبية في الضفة الغربية صلاح خواجا يقول "المخطط الرئيسي للإحتلال ضد هذه الخربة هو ترحيل وتشريد كل من على أرض الخربة والسيطرة على مزيد من الأراضي".
ويضيف توسيع المستوطنات التي تحيط بالخربة تشكل عائق أمام التمدد الاستيطاني فسياسة المستوطنين هي تعذيب الفلسطينيين وتعقيد الحياة اليومية وذلك عن طريق منع البناء وتقييد الحركة والتنقل، وسوء الموارد و الخدمات الصحية المقدمة للخربة.
ويتابع هذا ما يجعل الحاجة اليومية أكثر صعوبة وحتى في ظل منع عمليات البناء للأجيال الجديدة تأتي في إطار سياسة الضغط من اجل التهجير وهذا ليس فقط في خربة صرة بل وحتى في الأغوار الشمالية، وغيرها الكثير من المناطق المهمشة.
فدور المجتمع المحلي مهم وضروري في تكامل الأدوار والحفاظ على دعم الخربة فهم حراس الأرض، والقادرين على الحماية من توسع الاستيطان ويجب توفير كل أدوات التعزيز القانوني والإسناد ومقومات الدعم لأهالي المنطقة من مياه وصحة وتعليم وتسهيل حركه الناس عن طريق قيامنا بالضغط على عدد من الجهات المسؤولة هذا ما وضحه خواجا.
ويستكمل حديثه قائلاً "يجب أن يكون هناك خطة لإحياء المنطقة من قبل المجلس القروي لقريوت والجهات الرسمية لإسنادهم فقريوت وحدها لاتستطيع الدعم المتواصل ضمن إمكانية مجلس قروي بإمكانياته المحدودة".
فنحن كمقاومة شعبية وبعد الاطلاع على حجم الاستيطان الكبير في قرية قريوت وتهديد خربة صرة لتنفيذ مخططات استيطانية في المنطقة، هناك عدد من الاجراءات اللازمة للوقوف بوجه هذا الاستيطان ومنعه من الإمتداد أكثر فأكثر إلى أراضي الخربة فالمطلوب هو خطة وطنيه كفاحية تقودها قياده وطنيه موحده لتصعيد المواجهة وتحقيق الهدف المطلوب وهو حماية المنطقة وجعلها شوكة عالقة في حلق الإستيطان.
ويضيف خواجا إن أفضل الخيارات المطروحة لمقاومة الاستيطان وجدار الفصل أن يكون هناك استراتيجية من أربعة عناصر أولاً وجود قياده وطنيه موحده ولها استراتيجيه سياسيه موحده، وثانياً استراتيجيه المقاومة الشعبية، وثالثاً توزيع موارد السلطة بهدف تعزيز صمود الناس، ورابعا بناء حركة تضامن دولي.
إحتياجات ومطالب أهالي الخربة
ايصال شبكة مياه للمنطقة بالإضافة إلى تاهيل الطريق الترابي الواصل للخربة وتوفير الاحتياجات اللازمة، والعمل على استصلاح الأراضي الزراعية في المنطقة لحمايتها من الاستيطان، وتأهيل بعض المنازل وترميمها والحفاظ على التاريخ لهذه الخربة وضرورة التضامن مع أهالي الخربة في مواسم الزراعة ومساعدتهم.
خربة صرة نصيبها من الاستيطان لتكون في فكي مستوطنات جاثمة على أراضيها كغيرها من الخرب الفلسطينية المهمشة، فهي تستصرخ ضمائر حية علها تجد من ينقذ ما تبقى منها في وجه التوغل الاستيطاني الممنهح من حكومة اليمين المتطرف.
إلى متى سيبقى المستوطنين رعباً يهدد أمن ووجود الفلسطيني؟
أليس على الجهات الرسمية تقديم مشاريع من شأنها أن تعزز وجود الفلسطيني بأرضه بإقامة مشاريع بنية تحتية؟