قال ثائر الطوس؛ نجل عميد الأسرى المحرر محمد الطوس؛ إن فرحة العائلة منقوصة بعد قرار الاحتلال بإبعاده لخارج فلسطين المحتلة. مشيرًا إلى أنه سيجري إبعاد والده لجمهورية مصر العربية، ومن ثم لدولة أخرى لم تحدد بعد.
وأضاف "الطوس" في تصريح خاص لـ "وكالة سند للأنباء"، أنّ "هذه الفرحة ممزوجة بالدم وعبق الشهداء؛ وهي ثمرة صمود وبسالة أهلنا في قطاع غزة".
وأكدّ: "المهم هو تحرير السجون وتنفس الأسرى الحرية؛ وهو ما حدث في هذه الصفقة". منوهًا لوجود تواصل مع جهات ومؤسسات بترتيب الزيارة لعوائل الأسرى مع ذويهم المبعدين؛ من خلال الدول التي ستستضيفهم.
من هو محمد الطوس؟..
ومحمد الطوس، الملقب بـ "عميد الأسرى الفلسطينيين"، هو مناضل وكاتب فلسطيني ولد عام 1956 في قرية الجبعة بمحافظة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية.
انضم إلى حركة فتح عام 1970، وهو من أقدم الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، واعتقل لأول مرة عام 1970، ثم اعتقل عدة مرات لاحقًا، وكان آخر اعتقال له في أكتوبر 1985، حيث حُكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة الانتماء لحركة فتح وتنفيذ عمليات عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ولد الطوس في قرية الجبعة، وتلقى تعليمه الابتدائي في قريته المحاصرة، ثم حصل على شهادة الثانوية من مدرسة حلحول. بعد نكسة 1967، هاجر مع عائلته إلى الأردن لفترة قصيرة قبل العودة إلى فلسطين. انضم لحركة فتح في سن الـ 14، وبدأ نشاطه المقاوم منذ ذلك الحين.
في أكتوبر 1985، تعرض الطوس لكمين إسرائيلي أثناء محاولته عبور الحدود إلى الأردن مع مجموعة من رفاقه. أطلقت الطائرات الإسرائيلية النار على سيارتهم، فاستشهد جميع رفاقه، بينما أصيب الطوس بجروح بالغة واعتُقل. أُخضع لتحقيق قاسٍ وتعذيب لمدة ثلاثة أشهر، وحُكم عليه بالسجن المؤبد. بسبب هذه الحادثة، لُقب بـ "الشهيد الحي".
وقضى الطوس 39 عامًا في السجن، حيث واجه تنكيلاً شديدًا، بما في ذلك الإهمال الطبي والسجن الانفرادي وهدم منزل عائلته ثلاث مرات. شارك في إضرابات عن الطعام وأصبح من قيادات الحركة الأسيرة. رفضت إسرائيل الإفراج عنه في عدة صفقات لتبادل الأسرى، بما في ذلك صفقة عام 2014، مما أدى إلى تفاقم وضع زوجته الصحية ووفاتها عام 2015 دون أن يتمكن من وداعها.
في 25 يناير 2025، أُطلق سراح الطوس ضمن صفقة تبادل أسرى بين "إسرائيل" وفصائل المقاومة الفلسطينية، بعد قضائه 39 عامًا في السجن. كان من بين أقدم الأسرى الفلسطينيين الذين رفضت تل أبيب الإفراج عنهم لسنوات طويلة.
ألف الطوس كتابين خلال سنوات سجنه: "عين الجبل" (2021)، الذي يروي سيرته الذاتية ونضاله، و"حلاوة ومرارة" (2023)، الذي يسرد يومياته داخل السجن.
الدفعة الثانية من "طوفان الأحرار"..
وفي وقت سابق اليوم، أفرجت سلطات الاحتلال، عن الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينيين أصحاب المؤبدات والأحكام العالية من سجني "عوفر" و"النقب"، في صفقة "طوفان الأحرار" ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وشملت الدفعة الثانية 200 أسيرٍ فلسطيني، من بينهم 121 أسيراً من المحكومين بالسجن المؤبد ومدى الحياة، و79 أسيراً من ذوي الأحكام العالية.
وجاء هذا الاتفاق مقابل إطلاق "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" سراح أربعة مجندات إسرائيليات، تم الافراج عنهن ظهر اليوم في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، وسط حشود غفيرة من أهالي القطاع.
وفي تصريحات خاصة لـ "وكالة سند للأنباء"، اليوم السبت، قال مستشار هيئة شؤون الأسرى والمحررين، حسن عبد ربه، إن 240 أسيرًا يشملهم الإبعاد (خارج فلسطين) في المرحلة الأولى من صفقة التبادل ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح "عبد ربه" أن 70 من الأسرى أُبعدوا خلال عملية التبادل التي جرت اليوم السبت؛ وأفرج بموجبها عن 200 أسير من حملة الأحكام المرتفعة والمؤبد.
ونوه إلى أن 3 دول مقترحة لاستقبال الأسرى المبعدين؛ وهي تونس والجزائر وتركيا، "لكن حتى هذه اللحظة لم يحسم العدد الذي ستستقبله كل دولة".