من دنيا خولي
تعاني مدينة طولكرم من أزمة اقتصادية خانقة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر, والتي فرضت حصاراً خانقاً دمر البنية التحتية وعطل الأسواق ورفع البطالة إلى مستويات غير مسبوقة. كما أدت الهجمات إلى نزوح آلاف السكان, مما أدى إلى تفاقم تدهور الاقتصاد وسبل العيش.
الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية وتأثيرها على الاقتصاد
وفقاً للتقارير, دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلية عمداً الطرق, ودمرت المركبات والمرافق التجارية, مما أدى إلى شلل شبه كامل للأنشطة الاقتصادية. كما قامت الجرافات العسكرية بتجريف المناطق الرئيسية, وخاصة حي المقاطعة عند المدخل الغربي لمخيم طولكرم, مما زاد من صعوبة نقل البضائع.
التهجير القسري وأثره الاقتصادي
من أخطر آثار الهجوم الإسرائيلي النزوح واسع النطاق للسكان. وقال محافظ طولكرم أن 75% من سكان مخيم طولكرم ( حوالي 9000 شخص) اضطروا إلى مغادرة منازلهم بسبب استمرار العدوان, وأدى هذا النزوح إلى تراجع حاد في النشاط التجاري, مع إغلاق مئات المحلات التجارية والأسواق بسبب غياب السكان وضعف القوة الشرائية.
إغلاق الأسواق وتعليق الأنشطة التجارية
تعاني أسواق طولكرم تراجعاً غير مسبوق بسبب الحصار العسكري, حيث يمنع الاحتلال التجار من الوصول إلى الأسواق الرئيسية ويواجه الفلسطينيون صعوبات في نقل البضائع والمنتجات. وبالإضافة إلى ذلك, تضررت البنية التحتية, مما أدى إلى انقطاع شبكات المياه والكهرباء والاتصالات, مما زاد من تعقيد الأوضاع الاقتصادية.
حصار مستشفى الشهيد ثابت ثابت وأثره الاقتصادي
إلى جانب التدمير الاقتصادي, فرضت قوات الاحتلال أيضاً حصاراً مشدداً على المستشفى الحكومي الرئيسي في المدينة, وهو مستشفى الشهيد ثابت ثابت, ومنعت وصول الإمدادات الطبية وأعاقت عمل الفرق الطبية. كما أثر الحصار على القطاع الصحي بأكمله, مما دفع العديد من الأسر المهجرة إلى مناطق أخرى بحثاً عن الرعاية الصحية, مما أدى إلى ارتفاع التكاليف المعيشية للأسر المتضررة.
خسائر في فرص العمل وارتفاع البطالة
نتيجة لهذه الأحداث فقد أكثر من 12000 فلسطيني في طولكرم وظائفهم بسبب الحصار والإغلاق, مما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر. كما تأثرت أيضاً فرص العمل في الداخل المحتل الذي يعتمد على تصاريح العمل حيث منع الاحتلال العمال من المغادرة, مما أدى إلى تعطل مصادر الدخل لعائلات بأكملها.
الجهود المحلية للحد من الأزمة
نظراً لصعوبة الوضع, تحاول السلطات المحلية التخفيف من حدة الأزمة من خلال تقديم المساعدات الغذائية والمالية للسكان المتضررين. كما تعمل الوكالات الفلسطينية على تجهيز مراكز إيواء للنازحين وتوفير احتياجاتهم الأساسية. في ظل الحصار والإغلاق تبقى هذه الجهود محدودة مقارنة بحجم الأزمة.
تعيش مدينة طولكرم واحدة من أصعب الفترات الاقتصادية في تاريخها, حيث أدى الاحتلال الإسرائيلي إلى شل النشاط التجاري والصناعي, ورفع معدلات البطالو والفقر إلى مستويات خطيرة. ومع استمرار الاجتياح والحصار, هناك حاجة ماسة لرفع الحصار وتمكين إعادة بناء الاقتصاد المحلي وضمان حياة كريمة لسكان المدينة.