أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الأربعاء، عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين أصحاب المؤبدات والأحكام العالية من سجني عوفر والمسكوبية، في صفقة "طوفان الأحرار" ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين فصائل المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل".
وفي تزامنٍ مع ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي تسلم جثث الرهائن الأربعة من الصليب الأحمر في كرم أبو سالم.
إلى ذلك، نقلت حافلة للصليب الأحمر، عددًا من المفرج عنهم، من سجن "عوفر" العسكري إلى رام الله، في حين تم الإفراج عن المعتقلين المقدسيين من سجن "المسكوبية"، حيث كانت عائلاتهم باستقبالهم.
واستقبلت العائلات الفلسطينية في الضفة الغربية أبناءها المحررين من سجون الاحتلال خلال الدفعة السابعة من المرحلة الأولى ضمن صفقة "طوفان الأحرار".
وفي أعقاب ذلك، أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز خلال اقتحامها بلدة بيتونيا قرب سجن عوفر غربي رام الله، وذلك في محاولة لمنع الأهالي من استقبال أبنائهم المحررين.
وفي سياقٍ متصل، أعلنت طواقم الهلال الأحمر في القدس تسلُّمها الأسير المصاب كاظم زواهرة من مستشفى هداسا، تمهيدًا لنقله إلى مستشفى الحسين في بيت لحم.
إلى ذلك، قال أحد الأسرى المفرج عنهم: "رغم كل ما رأيناه، لا يوصف الشعور، فهناك فرحة، لكنها ممزوجة بالألم من أجل أهل غزة".
وقال أسير محرر آخر: "أقضي عامي العشرين في الأسر، وكان يوم السبت مشهدًا لا يُنسى، تخيلوا أننا كنا أكثر من 15 أسيرًا، أمضى بعضنا أكثر من 20 عامًا خلف القضبان، وحظينا لأول مرة برؤية وجوه بشرية بعد 16 عامًا من العزلة والمعاناة".
وتابع: "لكن لحظة الخروج سرعان ما تحولت إلى كابوس، فبعدما أُبلغنا بإلغاء عملية التبادل وإعادتنا إلى السجن، حاصرتنا قوات المتسادا القمعية، وسط خشية من اقتحام الحافلة، خاصة بعدما طلب الاحتلال من فريق الصليب الأحمر المغادرة فورًا، أعادونا إلى الأقسام تحت وقع شماتتهم، لكن رغم ذلك، كنا على يقين بأن الحرية قريبة".
وكان من المقرر أن يتحرر في 22 فبراير/شباط الجاري، 602 أسير فلسطيني من سجون الاحتلال، بعدما أفرجت كتائب القسام عن 6 أسرى إسرائيليين لديها في غزة، ضمن الدفعة السابعة من صفقة طوفان الأحرار، وفق اتفاق وقف إطلاق النار.
لكن الاحتلال لم يلتزم بما تم الاتفاق عليه، إذ أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تأجيل إطلاق سراح الأسرى المخطط له أمس، حتى يتم ضمان إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين التاليين، ومن دون الاحتفالات "مهينة" وفق تعبيره.
وكانت حركة حماس أعلنت مؤخرًا التوصل إلى اتفاق لحل أزمة تأخير الاحتلال الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين، يقضي بالإفراج عن الأسرى مقابل الجثث الأربعة المتبقية لدى المقاومة بالتزامن.