الرئيسية / الأخبار / فلسطين
"أنا بخجل من إيدي المبتورة".. الطفلة دانا سالم تخفي جرحها عن الأنظار
تاريخ النشر: منذ 5 ساعات
"أنا بخجل من إيدي المبتورة".. الطفلة دانا سالم تخفي جرحها عن الأنظار
"أنا بخجل من إيدي المبتورة".. الطفلة دانا سالم تخفي جرحها عن الأنظار

غزة – وكالة سند للأنباء
لم تعد دانا تحمل حقيبتها المدرسية، لم تعد تكتب بيدها الصغيرة، فقد بُترت يدها كما بُترت طفولتها، تجلس بصمت، تحدّق في الفراغ، وكأنها تبحث عن إجابة لسؤال يلاحقها: لماذا بقيت وحدي؟ كانت الحياة قبل الحرب أبسط، مدرسة وأصدقاء ودفاتر ملونة، لكنها اليوم صارت ثقيلة، تحملها بيد واحدة وقلب أثقلته الخسارة.

الطفلة دانا سالم، الناجية الوحيدة من عائلتها، فقدت يدها في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، استُشهد أكثر من 200 فرد من عائلتها، بينهم والداها وإخوتها، وبقيت وحيدة تواجه قسوة الحياة بجسد منهك وروح مثقلة بالحزن.

كانت تحلم بالعودة إلى مدرستها، لكنها اليوم تخفي يدها المبتورة عن الأطفال خشية نظراتهم، وتحاول أن تستوعب كيف تحولت من طالبة تجتهد لتحقق التفوق، إلى ناجية تحمل في قلبها وجع الفقدان.


"وكالة سند للأنباء" رصدت قصة دانا خلال متابعتها إحدى مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت الطفلة تتحدث عن معاناتها بعد أن فقدت أهلها وإحدى يديها، وتعبر عن خوفها من نظرات الآخرين وحلمها باستعادة ما سلبته الحرب منها.

"أنا بخجل من الصغار"..

تجلس دانا سالم، وتحاول أن تخفي يدها المبتورة خلف جسدها الصغير، تقول بحرج: "أنا بخجل من الصغار، ودايما بغطي إيدي علشانها مبتورة".

وتحكي دانا عن ألم الفقد: "فقدت إخواني وعيلة بابا وماما، زهقت من الدنيا، نفسي أشوف أهلي، أنا صحيت أصرخ يوم المجزرة، كرهت الحياة، والحياة بعد الحرب مش حلوة أبدًا، فقدت إيدي وإخواني وماما".

وتتذكر يوم إصابتها وتقول: "كنت خايفة تروح إيدي، وفعلا راحت، ولليوم بحلم بكابوس لما طلعوني من تحت الردم".

وتتوقف للحظة قبل أن تتابع: "لما بتروا إيدي، صرخت أصرخ وأحكي: وين إيدي؟ وين إيدي؟".

وتتحدث دانا عن حلمها بصوت يحمل بقايا أمل: "نفسي أكبر وأرجّع إخواني وإيدي وماما، وأرجع على مدرستي، وأصير الأولى على الصف، وأعتمد على إيدي".

والطفلة دانا سالم ليست الوحيدة التي تحمل عبء الحرب في قلبها، هناك العديد من الأطفال في غزة الذين فقدوا عائلاتهم، وأحلامهم، وأحيانًا أجزاء من أجسادهم، ليعيشوا في عالم مليء بالدمار والآلام، ومثلها، الكثير من الأطفال فقدوا الأمان والدفء العائلي، وأصبحوا يواجهون الحياة بمفردهم في ظل قسوة الواقع.


حرمان من الدراسة..

الطفلة دانا التي كان من المفترض أن تكون قادرة على بناء مستقبلها من خلال التعليم، تحولت الحرب إلى عامل يشلّ ذلك الحق الطبيعي الذي كان حقاً لها مثل الهواء، لم يكن فقدانها لِـ يدها مجرد فقدان عضو، بل كان فقدانًا لحلمها، لغدها الذي كان يشرق كل صباح بين صفحات الكتب.

وتسببت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، باستشهاد 17 ألفا و818 طفلاً، من بينهم 238 رضيعا ولدوا واستشهدوا في حرب الإبادة الجماعية، و853 طفلا استشهدوا خلال الحرب وأعمارهم أقل من عام، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.

بينما حرمت الحرب الشرسة "أكثر من 800 ألف طالب وطالبة من مختلف المراحل التعليمية من حقهم في التعليم بعد انقطاعهم عن الدراسة، وفقًا لمصادر حكومية.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017