mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke"> إعلامهم وإعلامنا.. مُشاهدات إعلامية - أصداء mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke">
الرئيسية / مقالات
إعلامهم وإعلامنا.. مُشاهدات إعلامية
تاريخ النشر: السبت 06/12/2014 15:19
 إعلامهم وإعلامنا.. مُشاهدات إعلامية
إعلامهم وإعلامنا.. مُشاهدات إعلامية

بقلم: قتيبة قاسم

يختلف الأداء الإعلامي العبري تماشياً متماهياً مع سياسات الكيان وانسجاماً مع متطلبات كل مرحلة في تكامل قلّما تجده في إعلامنا الفلسطيني الذي بات اعتماده الكلي على الرواية الصهيونية والتي باتت المرجع الأول والأخير له، كما أن (بعض) الإعلام "العربي" ليس إلا إعلاماً عبرياً خالصاً مُسانداً للرواية الصهيونية ومدعماً لها.

فمنذ بداية الأحداث وتسارعها في الضفة الغربية والقدس، كان هاجس الانتفاضة واشتعال المنطقة يطارد الساسة ويؤرّق الإعلام الذي حاول جاهداً تسيير السفينة حيث أراد وحيث آلت قرارات قياداته وتوجهاتهم، فتارةً يُخفي أخبار الهجمات والعمليات الفلسطينية وتارةً يُبرزها ويضخمها، فضلاً عن تزويرها وتدليسها أحياناً كثيرة، في استمرار الاحتلال على خُطى ما رسمه الساسة الصهاينة للحفاظ على كيانهم الهش.

في الجولة الأخيرة من الاحداث ومنذ حرق الطفل المقدسي محمد أبو خضير في الثاني من تموز من هذا العام وما سبقها من عملية اختطاف المستوطنين الصهاينة والعثور على جثثهم، كانت الأحداث تؤسس لمرحلة من الصراع تتطلب حنكة إعلامية تحاول تحقيق التوازن بين الواقع وبين ما يريده أو يخشاه قادة الاحتلال في طَور الحديث عن إمكانية اندلاع انتفاضة وتطور للأحداث وفي نفس الوقت الاحتفاظ بصورة الكيان المظلوم أمام الرأي العام العالمي، فكان الإعلام العبري يعيش المفارقات والمتناقضات ما انعكس كثيراً على إعلامنا المحلي "التقليدي" والمُتلقي.

من المشاهدات على الحالة الإعلامية المتناقضة داخل الكيان وما يصدّره لنا، في حادثة دهس الجنود والتي وقعت في مخيم العروب والتي أصيب خلالها 3 من جنود الاحتلال بجراح خطيرة حيث فرّ منفذ العملية ليسلّم نفسه في اليوم التالي، كانت قوات الاحتلال تُسارع إلى الإعلان بأن الأمر لا يتعدّى حادث سير غير مقصود وعلى غير عادتها حيث كانت تُسارع دائماً بتوجيه أصابع الاتهام للفلسطينيين، وإن صح التفسير فإن الإعلان عن ذلك كان لأسباب أبرزها محاولة الاحتلال "طمأنة" الرأي العام الصهيوني والتقليل من شأن الهجمات الفلسطينية حيث سبق العملية عملية دهس أخرى نفذها الشهيد العكاري قبل ساعات في القدس وأدت العملية إلى مقتل اثنين من الصهاينة وإصابة آخرين، ومن ناحية أخرى فقد أعاد الموضوع إلى الواجهة ضغوطات أهالي الجنود الجرحى على قيادة الجيش والاحتلال باعتبار أن أبناءهم كانوا ضحية حدث قومي واعتداء فلسطيني مقصود ولم يكن محض صدفة الأمر الذي دعا الاحتلال لاحقاً لإعادة طرح الرواية على حقيقتها ووفق ما رشح عن تحقيقاتها مع المنفذ.


وعلى إثر الرواية الصهيونية تناقلت وسائل الإعلام المحلية النبأ بدايةً على أنه عمل فدائي تماشياً مع ما تناقله الاحتلال للوهلة الأولى ثم عاد لينسجم صباح اليوم التالي مع ما نشره الاحتلال ليعود مجدداً بعد أسبوعين من العملية لينقل الرواية الصهيونية مرةً أخرى وكانت مغايرةً تماماً تلك الرواية السابقة.. فأين يكمن الخلل؟؟

في سياق آخر، مارست الماكينة الإعلامية الصهيونية (وعندما تطلّب الأمر البحث عن إنجازات لتقديمها للمستوطنين) التضخيم والتهويل بل والتدليس حين أظهرت القبض على عدد من النشطاء والأسرى المحررين بمثابة الإمساك بخلايا كبيرة كانت تخطط لأعمال كما لو أنها جيشاً كبيراً منظماً، وأظهرت بأن تلك الخلايا وبالأعداد الكبيرة جداً والتي تجاوزت الـ30 شخصاً من بينهم نواب وقادة وكبار في السن والذين في غالبيتهم يقضون أحكاماً إما إدارية أو لا زالوا موقوفون، في محاولة إعلامية يائسة لإظهار قدرات الردع الصهيونية بعد انهزامها واندحارها في غزة وبعد تصاعد العمليات ( الفردية ) في الضفة والتي يدرك الإعلام وقادة الاحتلال صعوبة الحدّ منها أو منعها، وثبت قبل أيام أن أحد المتهمين الرئيسيين والذين نُشرت صورهم في الصحف العبرية لم يتجاوز حكمه 8 أشهر!!!

أما آخر ما طالعنا به الإعلام الصهيوني عن عملية إطلاق نار مُفترضة باتجاه باص للمستوطنين بالقرب من مستوطنة عوفرا  قرب رام الله الأسبوع الماضي، حيث قال الإعلام العبري بأن العملية كانت عبارة عن إلقاء للحجارة حسب ما أخبرتهم به الشرطة وجاء ذلك تعديلاً لخبر سابق جاء فيه بأن عملية إطلاق نار وقعت في المكان، ليتبين لاحقاً بوقوع إطلاق نار بشكل فعلي وهذا ما أثبتته بعض الصور وما تناقلته المواقع لاحقاً ، الأمر الذي جاء بعد وقت قصير من إصابة مستوطن في حادث سير قرب نابلس (توفي لاحقاً) في الوقت الذي سارعت قوات الاحتلال إلى اعتباره عملاً لم تُعرف خلفيته بعد..

 

وفي خضم الأحداث أصبحنا في جانب كبير ضحايا للرواية الصهيونية في أكثر من مرة وإعلامنا الناقل بات جزءاً من المشكلة وجزءاً من الدعاية عن جهل وغير وعي غالباً، وعن قصد وسبق إصرار في بعض الأحيان، أما الأولى، فعند النقل عن مواقع الاحتلال ومجرد النقل أحياناً يعني تناقل الخبر وفق رؤية الاحتلال وإن كنا ندرك وكثير من المتلّقين إمكانية الغمز واللمز والتدليس في ثنايا الخبر، غير أن هذا لا يمنع أن نقف كثيراً عند مجرد فكرة النقل، حتى استكمال المشهد وربطه بما يقوله الاحتلال ومقارنته قبل النشر وهذا يتطلب بعضاً من التأنّي... وعلى سبيل المثال، ففي حادثة إطلاق النار على الفتاة أمل طقاطقة على دوار عتصيون وادّعاء الاحتلال بأنها قامت بطعن أحد الجنود ثم قالوا بأنها مجندة وعادوا ليقولوا بأنه مستوطن وأجريت معه مقابلة صحفية مصورة، وعادوا للإعلان لاحقاً بأن الإصابة حرجة ثم تم التراجع عن ذلك ليُقال بأنها طفيفة، كلها تشير إلى أن الفتاة تعرضت إلى الإعدام ومن مسافة قريبة  (وهذا ما أكده شهود عيان لاحقاً حيث تبين أن أحد المستوطنين حاول الاعتداء عليها ولما فرّت هاربة منه أطلق الاحتلال النار عليها) وأن ادعاء الاحتلال باطل وما ادّعاه إنما ليبرر القتل والإعدام بدم بارد وهنا يكمن دور الإعلام في تغليف عمليات القتل وتبريرها وإيجاد المسوغ لها والتعبئة في الاتجاه الذي يريده.

أما الثانية ويكفي ذِكر قناة العربية ليتخيّل القارئ الرسالة وما أردت إيصاله، وما موضوع صلاة المسلمين على الإسفلت قرب المسجد الأقصى بعد منعهم من دخول الأقصى ببعيد والذي حوّرته العربية إلى أن جيش الاحتلال يقوم على حماية المصلين إضافة إلى نشر موقع ما يسمى بوزارة الخارجية للاحتلال مقالات لكتاب "عرب" وخبر إصابة "غليك" الذي اعتبرته العربية "ناشطاً" إسرائيلياً كان يحاول الترويج للسماح للصهاينة بالصلاة في المسجد الأقصى!! ولم تأتِ على اقتحاماته المتكررة وتدنيسه للمسجد الأقصى.. وغيرها من الشواهد..


الحالة الإعلامية الفلسطينية بحاجة إلى مراجعة شاملة، وآلية تناقل الأخبار عن المواقع العبرية والترويج لها بحاجة إلى وعي وسياسة تتماهى مع المصلحة العليا والرؤية الوطنية للصراع لا أن تكون أدواتنا الإعلامية وسيلةً إضافيةً وصوتاً آخرَ للاعلام العبري دون حسّ ووعي وطني ومهني، والمطلوب استراتيجية موحدة وميثاق شرف ومحددات للتعامل مع الإعلام العبري وما ينشره وما يروّج له.

وفي المقابل ، فقد أبلى الاعلام الفلسطيني المقاوم بلاءً حسناً ، حين كانت القضية تتعلق بالدوافع الداخلية الوطنية ، وكانت بعيدة عن معطيات الإعلام العبري ، وكانت نتيجة إبداع يخرج من قلب الحدث المتواصل على مدار الساعة في الضفة والقدس ، حتى أن أحد الكتاب الصهاينة المتطرفين والمعروف بـ نيفو زيف أفرد مقالاً طويلاً يحتج فيه على الإعلام الفلسطيني وكيف أنه تجاوز حدود القمع والملاحقة ومما جاء فيه "شبكات التواصل الاجتماعي هي المسجد الجديد ، ولا حاجة لان تخلع حذاءك قبل الدخول، لا يوجد هناك حواجز امنية ، ولا يوجد غاز مسيل للدموع ، ولا حتى شرطة اسرائيلية تفرض قيود السن على المصلين
! أما الباحث الصهيوني "بروف يير"  وهو مدير في مركز الابحاث الخاص بعلم النفس الاجتماعي على الانترنت، يقول أن الانترنت اصبح بمثابة ارض خصبة لما سمّاه "المتطرفون"، " الجماعات على الانترنت في الحقيقة تغذي عقلك برسائل معينة طوال الوقت ، وتقوم بنوع من التصعيد" على حد وصفه .


وقال أيضا: "الجماعات الانترنتية اصبحت مرتعاً لأفكار ذات طبيعة معينة ، بحيث انها تأخذ الافراد الى حد التطرف بغرض اللعب بدور مهم وعظيم في القضية... الانترنت أصبح يصنع اعلام غيتو نوعاً ما "الارهابي" القادم يرى ما يحدث على شبكات التواصل الاجتماعي وبهذا تصبح شبكات التواصل الاجتماعي هو عالمه الحقيقي"
.

ويبدو القلق الصهيوني واضحاً جداً من الأزمة التي شكّلها الإعلام الفلسطيني المقاوم الذي لم يعد محصوراً في جهة بعينها ، وإنما أضحى كل فلسطيني يملك حساباً عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو صوت حي وناقل للحدث وبنظر الاحتلال قد يكون مسؤولاً عن أي عمل تحت بند التحريض، ويتساءل الصهاينة كثيراً حول الموضوع حيث ينظرون إلى أن "مستخدمي الانترنت الفلسطينيين يستجيبون بسرعة كبيرة للتطورات على أرض الحدث " فبينما ادّعى الاعلام العبري بأن حادثة استشهاد السائق في باصات "ايجد"  يوسف الريموني عملاً انتحارياً  فإن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي قالوا منذ البداية بأنه وجد مخنوقاً مقتولاً من قِبل المستوطنين وكيف– والحديث هنا للباحث الصهيوني جلعاد شيلوخ وهو محلل شبكات اجتماعية في موقع اخبار اميركا- وبعد ساعات قليلة ، وجدنا تصاميم جميلة ليوسف الريموني ، وتصاميم تحريضية تدعو الى الانتقام كخلفية لجبل الهيكل ، مع شعار مكتوب (اليهود يلطخون المسجد الاقصى)، هذا مثال يوضح كيفية التشهير الدموي المنتشر ، وهذا حدث قبل يومين فقط من الهجوم "الارهابي" على الكنيس في
القدس...  

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017