بيت لحم- قتيبة قاسم-منذ أسابيع تحولت مدينة السلام إلى خلية نحل في سباق مع الزمن لاستقبال أعياد الميلاد في الوقت الذي باشرت طواقم العمال والمختصين والمهنيين بالعمل والتجهيز لاستقبال العيد وسط حالة من الفرح والابتهاج تعمّ أرجاء المحافظة.
أسطح المنازل في المدينة تحولت إلى أضواء تشعّ بالألوان والأنوار، وانتشرت أضواء الزينة على أطراف الشوارع وفي الميادين الرئيسية في المدينة ، فيما تزينت مداخل بيت ساحور وبيت جالا بأشجار الميلاد الكبيرة فيما كانت الشجرة الأكبر في مركز المدينة ووسط ساحة المهد في وسط بيت لحم مقابل كنيسة المهد والتي وصلت زينتها قبل أقل من أسبوع فقط عبر المطار بعد ان احتجزتها قوات الاحتلال لمدة سبعة أيام بشكل متعمد ، بتكلفة فاقت الـ 120 الف دولار تبرعت بها مؤسسة تطوير بيت لحم، بينما بلغت تكلفة زينة الشوارع المحيطة بساحة المهد وخاصة شارع المهد والنجمة ومغارة الحليب قرابة 70 ألف دولار تبرعت بها الوكالة الامريكية للتنمية.
وكانت بلدية بيت لحم أعلنت بأن الاحتفالات هذا العام ستشمل المدن الرئيسية الثلاث بيت جالا وبيت ساحور وبيت لحم وستمتد إلى مناطق أوسع باعتبار الاحتفال عالمياً وليس عيداً مسيحياً فلسطينياً.
أنا أريد في عيد الميلاد العدالة
تحت هذا الشعار أعلنت رئيسة بلدية بيت لحم السيدة فيرا بابون انطلاق ماراثون الاحتفال والتجهيزات المتواصلة له ، وأضافت بأن التركيز على عدالة القضية هو واجب على كل فلسطيني والعمل من أجل تحقيق العدالة ورفع صوت فلسطين عالياً هو شعار الاحتفالات حتى يتحقق السلام في أرض السلام.
وأضافت في حديث لها بأن " مدينة بيت لحم أعطت رسالة السلام والمحبة الى العالم لكنها اليوم تعيش التناقض لهذا السلام بفعل الاجراءات الاسرائيلية لذلك صلواتنا في عيد الميلاد هي أننا نريد العدالة وكفى لهذا الاحتلال".
وكانت بلدية بيت لحم نفذت العديد من المشاريع التحضيرية استعداداً للاحتفالات في المدينة وتميزت استعدادات هذا العام بحجم التجهيزات الكبيرة والتي اختلفت عن نظيراتها في الأعوام الماضية ، إضافةً إلى عمليات تنظيف المباني المجاورة لكنيسة المهد وتغيير هيكليتها وتنظيف جدرانها إضافةً إلى مواصلة العمل بترميم كنيسة المهد ، كما أن احتفالات العام الحالي ستبثّ على الهواء مباشرة عبر موقع البلدية على الانترنت وعلى مدار الساعة وهي إضافة نوعية.
وتتوقع وزارة السياحة أن يزور مدينة بيت لحم خلال الشهر الحالي لحضور احتفالات اعياد الميلاد قرابة مئة الف سائح وحاج من بينهم 10 آلاف اثناء احياء قداس الميلاد في 24 من الشهر الحالي، ومن المرجح أن يصل عدد السياح مع نهاية العام الجاري إلى 2.5 مليون زائر.
إضاءة شجرة الميلاد
وسط حضور رسمي وشعبي حاشد وبحضور رئيس الوزراء الدكور رامي الحمد الله وحشود كبيرة من المواطنين من مختلف أنحاء الضفة والقدس ومناطق الـ 48 ورجال دين وعدد من السفراء وقناصل الدول الاجنبية إضافة الى رؤساء اربع بلديات كبيرة في ايطاليا تقيم جميعها اتفاقيات توأمة مع مدينة بيت لحم بالإضافة إلى الكاردينال جوالتيرو ممثلا عن قداسة البابا فرنسيس(وهي المرة الاولى التي تكون فيها المشاركة الفاتيكانية على هذا المستوى باحتفالات الميلاد المجيد) أضيئت شجرة الميلاد وسط إطلاق للألعاب النارية والموسيقى عند السادسة والنصف من مساء اليوم السبت إيذاناً بانطلاق الاحتفالات بشكل رسمي.
وشهدت ساحة المهد حضوراً شعبياً واسعاً وأجواء احتفالية وسط تغطية إعلامية واسعة على المستوى المحلي والعالمي.
وأكد رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله في كلمةِ له بتمسك الشعب الفلسطيني بقيم السلام ومرحباً باعتراف العالم بالدولة ومشيداً بالانتصارات السياسية التي اعتبرها انتصاراً لنضالات الشعب وعذاباته ، وأن الاحتفال يأتي وشعبنا مسلّح بالثقة ومتطلعاً نحو التحرر من الاحتلال والاستيطان ورفع الحصار عن غزة وتكريس الوحدة الوطنية.
وقدّم الحمد الله التهاني للشعب الفلسطيني بمناسبة الأعياد المجيدة متمنياً زوال الاحتلال وأن يأتي العيد القادم وقد تحققت تطلعات الشعب وانتهت آلامه وأوجاعه