غزة/ عمّان - وكالة سند للأنباء
عبّرت الفنانة الأردنية جولييت عواد، عن غضبها وحزنها الشديدين إزاء ما يتعرض له قطاع غزة من إبادة جماعية وجريمة تجويع ممنهجة أمام أعين العالم، قائلةً إنه لم يخطر في ذهنها أن تعيش يومًا حلقات مسلسل "التغريبة" الفلسطينية، أمرًا واقعًا بعد 7 عقود من مرور النكبة.
وتعتقد عواد وهي بطلة مسلسل "التغريبة"، أنّ ما تعيشه غزة حاليًا أسوأ مما كانت عليه الأمور في نكبة عام 1948، مضيفةً: "لو كتب لي كسيناريو للتمثيل فلن أصدقه ولن أتخيل يوما أن هذا يمكن أن يحدث في وسط أمة عربية وإسلامية لديها أنظمة وجيوش".
وتابعت في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء": "لم أتخيل يوما أن تعود النكبة على أسوأ مما كانت فيه،من لم يدفعه ضميره ليتحرك بأي شكل كان بعد أكثر 20 شهرًا من الإبادة والتجويع؛ فلن يدفعه لأي شيء بعد ذلك".
وتساءلت الفنانة عواد باستنكار: "لا أدري كيف يمكن لممثل أو جهة فنية أن تعيد حكاية هذه الحقبة؟ وكيف ستُصدق الأجيال القادمة أن هناك جيلا يمسح بهذا الإجرام دون أن تحرك البشرية ساكنا؛ لا أعلم كيف سيكتب التاريخ سطور هذه المرحلة؟".
وختمت حديثها بالقول: "إبادة غزة شيء؛ وتجويعها شيء آخر؛ وخذلانها أسوأ منهما.. فأن تقتل وتفتك وتجوع أمام مرأى إخوتك دون تحرك منهم هذا لوحده موت آخر".
وتزامنًا مع الغارات والقصف المدفعي وأوامر الإخلاء القسري التي لا تتوقف، يغلق الاحتلال منذ 2 مارس/ آذار 2025، جميع المعابر مع القطاع ويمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
ولم يعد بمقدور الفلسطينيين توفير الحد الأدنى من مقومات البقاء، حيث فقد غالبيتهم الدقيق اللازم لصناعة الخبز، بينما ترتفع أسعار الكميات القليلة المتوفرة منه في السوق السوداء، بشكل لا يمكن الفلسطينيين المجوّعين الحصول عليه.
ومع تفاقم أزمة الغذاء، أعلنت وزارة الصحة، عن تسجيل 18 حالة وفاة خلال 24 ساعة فقط بسبب الجوع وسوء التغذية، فيما ارتفع إجمالي الوفيات حتى الآن إلى 86 ضحية، من بينهم 76 طفلًا، غالبيتهم من الفئات الأضعف والأكثر هشاشة.
وتشير التقارير الطبية إلى أن نحو 17 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، في حين يُصنّف ما لا يقل عن 800 طفل في حالة حرجة تهدد حياتهم، نتيجة نقص الغذاء والعجز عن توفير الرعاية الصحية اللازمة.
ورُصدت خلال الأيام الماضية حالات متكررة لأشخاص ينهارون في الشوارع وأمام أبواب المستشفيات، دون أن يتمكنوا من الوصول إلى علاج أو غذاء.