الرئيسية / الأخبار / فلسطين
الاحتلال يستهدف عناصر تأمين المساعدات ويعطل الإغاثة في غزة
تاريخ النشر: الخميس 07/08/2025 22:23
الاحتلال يستهدف عناصر تأمين المساعدات ويعطل الإغاثة في غزة
الاحتلال يستهدف عناصر تأمين المساعدات ويعطل الإغاثة في غزة

تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في ملاحقة وتأليب البيئة الأمنية ضد عناصر تأمين المساعدات في قطاع غزة، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تعطيل إيصال الإغاثة وتحويل المشهد الإنساني إلى ساحة فوضى ونهب.

وهذه الاستهدافات تتجاوز تعطيل المساعدات، إذ تسعى إلى فرض سيطرة محكمة على ما يُسمى “الملف الإغاثي”، من خلال خلق حالة انعدام أمان في الميدان، تُضعف القدرة على إيصال المساعدات وتُخضع العملية الإنسانية لأجندات الاحتلال.

ميليشيات النهب تتوسع بدعم إسرائيلي
ومع تصاعد عمليات السطو والنهب في القطاع، ظهرت عصابات منظمة تستغل الفوضى الأمنية، بتنسيق مباشر مع أجهزة الاحتلال، لتقوم بسرقة المساعدات المخصصة للمدنيين، وهذه العصابات لم تُولد من فراغ، بل يُعاد تأهيلها وتوجيهها من قبل الاحتلال لإفشال أي بنية محلية قادرة على ضبط وتنظيم الإغاثة. وهكذا تتحول المساعدات من طوق نجاة إلى أداة للابتزاز والسيطرة.

ويعاني قطاع غزة من حصار خانق منذ أكثر من عامين، مما أدى إلى تفاقم خطر الجوع وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.

وتؤكد تقارير دولية أن القطاع وصل إلى مراحل حرجة من المجاعة، مع مؤشرات صحية كارثية، تشمل انتشار سوء التغذية الحاد والهزال ونقص الغذاء الطبي وحليب الأطفال. والمستشفيات، التي تكاد تنهار، تسجل وفيات يومية مرتبطة بالجوع، في ظل عجز تام عن توفير الرعاية الأساسية.

“الممرات الآمنة” مجرد فخاخ مفتوحة
وتشير تقارير ميدانية إلى أن المناطق التي يصفها الاحتلال بـ”الممرات الآمنة” ليست سوى ساحات مفتوحة يتعرض فيها العاملون في المجال الإغاثي لتهديد مستمر بالسرقة والملاحقة، دون أي ضمانات حقيقية للحماية.

وهذه “الممرات” تُستغل لترويج صورة زائفة بأن المساعدات تصل، بينما تُدار على الأرض عملية ممنهجة لإفشال كل ما هو فلسطيني، وتسليم زمام المبادرة لعناصر إجرامية تُنفّذ أجندات الاحتلال.

خداع استراتيجي وتزييف للواقع الإنساني
ويحذّر مراقبون من أن “إسرائيل” تسعى لإعادة تشكيل صورة الواقع الإنساني في غزة بما يخدم أهدافها الاستراتيجية، عبر الترويج الكاذب بأن المساعدات تصل، بينما تُرتكب على الأرض جريمة تجويع بدم بارد.

وهذا التناقض يهدف إلى تبرئة الاحتلال أمام العالم، وتحميل الشعب الفلسطيني مسؤولية المجاعة، وتبرير استمرار الحصار كضرورة “أمنية”. إنها بروباغندا الخداع التي تُخفي جريمة كبرى يُنفّذها الاحتلال بهدوء، بينما تغض القوى الدولية الطرف.

ووسط هذا المشهد المأساوي، ترتفع أصوات حقوقية تُحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الانهيار الإنساني في غزة، وتطالب بتدخل دولي فوري، لوقف هذه الجرائم ورفع الحصار، وتمكين المساعدات من الوصول بأمان إلى مستحقيها، وإنها ليست مجاعة قادمة يُحذّر منها فقط، بل كارثة متسارعة الوقوع، تتسع يومًا بعد يوم، في ظل صمت دولي قاتل. 

الصحافة الفلسطينية

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017