لم يكن مشهد الحالة الجوية غائباً عند المواطنين سابقاً إلا أن التطور في مواكبة الطقس والاهتمام المتزايد بدا من الطبيعي ملاحظته في كل وقت خصوصاً مع اقتراب مواسم الأمطار والفعاليات الجوية القوية والتي تؤثر بشكل كبير على قطاعات كبيرة من المجتمع إن لم يكن المجتمع بأسره ، فأضحت الجامعات والمدارس والمؤسسات تترقب الحالة الجوية لتحديد أوقات الدوام وتعليقه أحياناً ، إضافةً إلى المزارعين والتجار وغيرهم ....

حاورنا في لقائنا هذا الراصد الجوي قصي الحلايقة والذي شغل مؤخراً مقدم برامج في فضائية معاً استُحدثت لمتابعة الحالة الجوية بشكل يومي ، وهو طالب في جامعة بيت لحم ومدير موقع طقس الوطن www.p-weather.ps

ويحدّثنا الحلايقة عن سر الاهتمام المتزايد من قبل المواطن بحالة الطقس باعتبار 
حالة الطقس تشكل جزءاً طبيعياً في حياة المواطن الفلسطيني كونه يتأثر بتقلبات الجو وبالظروف الجوية التي قد تؤثر على عمله ووصوله إلى الجامعة وذهابه إلى المناسبات المختلفة، إضافةً إلى أهميتها البالغة بالنسبة للكثيرين من العمال الفلسطينيين والمقاولين والمهندسين الذي يعملون في الميدان.

وإضافةً إلى ما سبق فإن آخرين مهتمون بالبحث عن معلومات حول الحالة الجوية ، كما أن هناك عدد كبير أيضاً من عشاق الشتاء " هواة الطقس " الذين يبحثون على الدوام عن منخفضات ماطرة أو ثلوج.  

أما فيما يعلق بالتغييرات التي طرأت على المتابعة ومستواها عن الماضي القريب فإن النهضة التكنولوجية والتقدم الهائل بات يوفر إمكانية الحصول على المعلومة الجوية من مصادر متنوعة ، ويقارن الحلايقة كيف كان في السابق يجري انتظار النشرة الجوية على التلفزيون الأردني أو على اذاعات " اسرائيلية " لمعرفة ما هو قادم بينما قدّمت وسائل التواصل الاجتماعي الحصول على المعلومة من عدة مصادر وبأسهل الطرق وبالتالي إغناء المواطن الفلسطيني بالمعلومات حول الطقس المرتقب.

ويضيف الحلايقة " في ذات الوقت وفي ظل التطور الحديث في وسائل الاعلام انتشرت صفحات عديدة تزود حالة الطقس وأحيانا تحتوي على معلومات مغلوطة وبالتالي قد تشكّل ارباكاً في صفوف الجمهور الفلسطيني" .

وفي سياق حديثه عن الأرصاد المحلية يرى الحلايقة بأن الأرصاد الجوية الفلسطينية لا تمتلك أي معدات جوية حديثة، وتعتمد بشكل كبير على الطرق التقليدية في رصد والتنبؤ بحالة الطقس، وأن طاقم العمل في دائرة الارصاد يعتمد على الكادر البشري ومدى قدرته على قراءة خرائط الطقس العالمية المتوفرة في ظل ضعف القدرة التكنولوجية ، وبالإضافة الى نقص المعدات، فإن الارصاد الجوية الفلسطينية حتى اللحظة غير مسجلة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية كعضو دائم، وبالتالي لا تستطيع امتلاك نموذج خرائط جوية خاص بها، او امتلاك قمر صناعي او رادار خاص بالأمطار.

ويرى الحلايقة بأن العمل في الأرصاد يحتاج إلى مجهود عقلي هائل " لكي نتمكن من ربط المعلومات المتشابكة الكثيرة التي نقوم بجمعها من الخرائط الجوي لإصدار نشرة موجزة للمواطن العادي " إلا أن الراصد يواجه مشكلة " عدم تفهم " المواطن – أحياناً - لأن توقعاتنا قد تصيب وقد تخطئ والبعض " ينظر إلينا أحياناً على أننا آلات يجب ألا يحدث انحراف ما بين التوقعات وما يحدث على أرض الواقع ، على الرغم من أننا دائماً نقول " الله أعلم " كون الغلاف الجوي لا يمكن التحكم به، فتغير عامل واحد يقلب الظروف الجوية.

طقس الوطن

وعن تجربة موقع طقس الوطن والتي أشرف عليها منذ البداية قصي الحلايقة فإنه يعتبر الموقع " طفرة " خرجت عن الصندوق التقليدي في تقديم حالة الطقس – حسب وصفه – فالموقع بات يقدم تقارير متواصلة ويعمل على مدار الساعة في  تغطيةٍ مستمرة، بالإضافة إلى أنه أتاح الفرصة لهواة الطقس لممارسة هوايتهم من خلال الانضمام الى قسم مناقشة الاحوال الجوية في المنتديات التي افتتحها موقع طقس الوطن ، وحديثاً فإن الموقع أضحى يمتلك محطة رصد جوي متطورة وأتاح معلوماتها للمواطنين ليشاهدوا بيانات الطقس بشكل محدث كل 3 ثواني ، كما أن الحلايقة يقدّم اليوم نشرة جوية مفصلة على فضائية معاً كسابقة على صعيد الفضائيات الفلسطينية. 

شو نلبس بكرا

لم يتوقف مسلسل التطور في المتابعة والاهتمام المتزايد للحالة الجوية ولا عطاء موقع طقس الوطن والقائمين عليه عند هذا الحد من إمداد المواطنين بالحالة الجوية على مدار الساعة ، بل وفّر لهم عدداً من الخدمات والتي كان من ضمنها خدمة " شو نلبس بكرا "  ، وعن الخدمة يقول الحلايقة بأن الفكرة جاءت من المتابعين وعامة الناس " لأنهم يشتكون في الكثير من أيام الشتاء من التقلبات المفاجئة على احوال الطقس وخاصة في ساعات الصباح عند الخروج الى العمل والجامعات والمدارس، فقمنا بعمل هذه الخدمة لاطلاعهم على حالة الطقس في الساعات الاولى من اليوم لكي يختاروا اللباس المناسب، ولكي يكونوا حذرين من أي تقلبات مفاجأة في الطقس" .

وفي ختام حديثنا الشيّق كان لا بد من طرح السؤال المهم والذي يتبادر إلى ذهن الجميع حول " التوقعات " للشتاء القادم ، فكانت الإجابة بنكهة التفاؤل نحو شتاء " ذو فعالية جوية جيدة جداً "  وكميات أمطار عالية بمشيئة الله كما أن" الزائر الأبيض " سيكون حاضراً والله تعالى أعلى وأعلم.