تواصل سوق العملات المشفّرة تسجيل خسائر حادة، مع تراجع واسع النطاق شمل بيتكوين وإيثريوم وسائر العملات الرقمية، وسط عزوف عالمي عن الأصول عالية المخاطر وتزايد القلق من انهيار فقاعة الأصول التكنولوجية.
وشهدت بيتكوين انخفاضًا بنسبة 5.5% خلال التعاملات الآسيوية يوم الجمعة، لتصل إلى نحو 81,668 دولارًا، وهو أدنى مستوى لها منذ سبعة أشهر، بينما هبطت إيثريوم بأكثر من 6% لتسجل 2,661 دولارًا، وهو أدنى مستوى لها منذ أربعة أشهر، قبل أن تقلّص العملتان بعض خسائرهما لاحقًا.
وتؤكد بيانات منصة "كوينجيكو" أن السوق فقدت 1.2 تريليون دولار من قيمتها السوقية خلال الأسابيع الستة الماضية فقط، في تراجع وصفته بلومبيرغ بأنه الأسوأ منذ انهيار عام 2022.
وترتبط موجة الهبوط الحالية بسلسلة من عمليات التصفية الكبيرة التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول، وأسفرت عن محو ما يزيد عن 1.5 تريليون دولار من القيمة السوقية للعملات المشفّرة، مع تصفية مراكز مرفوعة بقيمة 19 مليار دولار، بحسب بلومبيرغ.
وخلال اليوم الماضي، تمت تصفية ما يعادل 2 مليار دولار من المراكز المرفوعة، ما يعمّق الخسائر ويدفع المستثمرين نحو مزيد من الحذر.
كما سجّلت صناديق البيتكوين المتداولة في البورصات الأميركية تدفقات خارجة صافية بلغت 903 ملايين دولار أمس الخميس، في ثاني أكبر نزوح يومي منذ إطلاق هذه الصناديق في يناير 2024.
وأشار تقرير بلومبيرغ إلى تراجع حاد في "الفائدة المفتوحة" لعقود البيتكوين الدائمة بنسبة 35% مقارنة بذروتها في أكتوبر، كما كشفت عن تحركات ملفتة لمحافظ قديمة، منها محفظة "أوين غاندان" النشطة منذ 2011، والتي أنهت بيع ما قيمته 1.3 مليار دولار من بيتكوين خلال الأسابيع الماضية.
وبرزت مؤشرات "خوف شديد" في مزاج المستثمرين، بحسب مؤشر معنويات السوق، ما يعكس هشاشة الثقة وسط تقلبات مستمرة.
ويقول براتيك كالا، مدير محافظ في صندوق "أبولو كريبتو"، إن "المعنويات متدهورة للغاية، وقد يكون هناك بائع مجبر في السوق"، مضيفًا أن اتساع نطاق البيع يهدد بمزيد من الانخفاض في حال استمرار ضعف السيولة المؤسسية.
ومع اقتراب نوفمبر من نهايته، تشير البيانات إلى أن بيتكوين قد تسجّل أسوأ أداء شهري لها منذ يونيو 2022، في ظل فقدان الثقة، وانحسار الرهانات على تخفيضات وشيكة في أسعار الفائدة الأميركية، ما يضع سوق العملات المشفّرة على مفترق طرق قد يعيد إلى الأذهان انهيار القطاع قبل ثلاث سنوات.