mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke"> التسول ما زال حاضرا في الشارع الفلسطيني باشكال متنوعة - أصداء mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke">
الرئيسية / الأخبار / فلسطين
التسول ما زال حاضرا في الشارع الفلسطيني باشكال متنوعة
تاريخ النشر: الأربعاء 10/12/2014 19:20
التسول ما زال حاضرا في الشارع الفلسطيني باشكال متنوعة
التسول ما زال حاضرا في الشارع الفلسطيني باشكال متنوعة

نابلس/ من زينب الخاروف

ما تزال مشاهد بعض الاطفال  بعمر الزهور  وشبان وفتية يافعين ونسوة ورجال كبار بالسن، يختارون قارعة الطريق، ينتظرون الإحسان من المارة، سعياً لجلب عطفهم، لجمع الاموال والمؤن، تحت ستار الحاجة والعوز.
في احد شوارع نابلس تجلس فتاة، غطى وجهها التجاعيد تحمل طفلة صغيرة بحضنها،  عرفت على نفسها بأنها سهى  من مدينة غزة، مطلقة تبلغ من العمر 21 عاماً جاءت الى مدينة  نابلس  هي وطفلتها التي لا تتجاوز الرابعة  من العمر لا تحمل معها  سوى بطاقتها الشخصية دون معيل يعيلها. وتقول "انا مضطرة لمد اليد طلباً للمساعدة لاجمع قوت يومي".
عدة مفارق طرق وشوارع اضحى تواجد المتسولين فيها معلماً يومياً، فهناك مجموعة من الفتية بشارع سفيان واخرين تحت نفق مجمع البلدية، واخر قرب حلويات دمشق وامام البنك العربي بنابلس.
ويقول المواطن فرحان سعيد ان وجود العدد الكبير من المتسولين في شوارع المدينة يعطي صورة سلبية لاهالي المدينة ومؤسساتها خاصة ان جميع من يتواجد منهم ليسوا بحاجة، وتحول التسول الى مهنة لجمع الاموال فقط.
ويرى الباحث والكاتب امجد رامز السائح  ان التسول وسيلة بغيضة من وسائل الكسب الغير مشروعة السهلة، لتجعل مختلف الفئات العمرية المتسولة عالة على المجتمع، مما تجعله يظهر بصورة سيئة ضعيفة، ويسبب ظهور التسول ايضاً العديد من الظواهر المرافقة والمدمرة للمجتمع مثل التسرب من المدارس، والعديد من المشكلات الاجتماعية التي تقضي على الوجه القيمي وتهدد الخطط التنموية، وتزرع المفاهيم الهدامة، وتشوه الوجه الحضاري المشرق للوجود الفلسطيني.
ويضيف لقد تزايدت هذه الظاهرة فلسطينياً بعد تراجع الأوضاع الإقتصادية ، مما فرض على بعض العائلات اللجوء إلى التسول كوسيلة لتوفير مستلزمات الحياة، وبسبب كون هذه الظاهرة لا تحدث الا بالخفاء او بالظل فمن الصعب رصد حجمها وانتشارها، بسبب عدم توفر إحصائيات أو دراسات أو أبحاث رسمية حولها، الا ان هناك أسبابًا واضحة للظاهرة وذلك من خلال نتائج إحصائيات قام بها مركز الإحصاء الفلسطيني ومؤسسات حقوق الإنسان للوضع الاقتصادي الفلسطيني الذي ممكن اعتباره السبب الرئيس في انتشارها الى جانب الدور الذي يلعبه فيها الا وهي:
الأوضاع الاقتصادية الصعبة في فلسطين، البطالة، الفقر، ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، الحواجز الإسرائيلية وجدار الفصل العنصري، الحرب والحصار على قطاع غزة، والأسباب الاجتماعية السلبية: الطلاق والخلافات الدائمة بين الأبوين وتفكك الأسرة وجنوحها نحو العنف والقسوة، وتمزق أوصالها، وممارسة العنف بحق الطلبة في المدارس، ومشكلات صعوبة المناهج التعليمية المدرسية، هروب الأطفال إلى الشارع والحصول على المال بطريقة سهلة من خلال التسول فيشبعون به رغباتهم، ويوفرون به مستلزمات حياتهم.
وينوه السايح الى ان القدوة السيئة تعد من أسباب التسول، فمثلاً قد يجد الطفل أباه أو أمه يمتهنان التسول فيقلدهما، خصوصاً مع علمه بالمردود المادي المرتفع الذي يجنياه من مهنتهما. ولا ننسى رفاق السوء ودورهم في انتشار هذه الظاهرة بين الأطفال، أيضاً ما يشكل ضعف الوازع الديني دافعاً قوياً للتسول؛ إذ يجعل تصرفات الفرد غير متوازنة وغير منضبطة؛ فيفعل أي عمل، دون البحث عما إذا كان حلالاً أم حراماً.
ومن الآثار السلبية التي تسببها ظاهرة التسول في المجتمع الفلسطيني يرى السائح ان لهذه الآفة الاجتماعية أثاراً سلبية مدمرة على المتسول، فتنطوي على إهدار كرامة المتسول، إضافة إلى اثاره على المجتمع الي يحوله الى مجتمع كسول خامل اتكالي، ويظهر صورة المجتمع بصورة سيئة امام السياح وبنفرهم من زيارة الأماكن التي يتواجد فيها المتسولون، كما يشكل مناخًا خصبًا تنطلق منه الجريمة بكل أشكالها، فهو بداية الطريق للسرقة والانحراف، إضافة الى ان فيه انتهاك لحقوق الطفل، ويؤدي أحيانا التسول إلى بعض المشكلات النفسية الكثيرة التي يعاني منها الأطفال المتسولون هيك زيادة القلق، الاكتئاب، النظرة العدوانية، والخوف من قلق الانفصال عن الآخرين، وهذا يعطي مؤشراً بأن الأطفال سوف يعانون في المستقبل من أوضاع نفسية صعبة.
وفي آليات معالجة ظاهرة التسول يرى السايح انه يقع على عاتق المجتمع العبء الأكبر في محاربة هذه الظاهرة؛ لأنها  تنتشر بتجاوب الناس معها وتختفي بكف الناس عن إعطاء هؤلاء المتسولون المال؛ فيجب على جميع أفراد المجتمع التعاون مع الجهات المختصة للحد من هذه الظاهرة السلبية والقضاء عليها.
ودعا الاخصائي السايح على الجهات الرسمية الفلسطينية المختصة تجريم التسول، بفرض عقوبة قانونية حسب القوانين المعمول بها في البلاد، وتوفير العمل لكل فرد قادر على العمل،او توفير الضمان الاجتماعي لكل عاجز لا يستطيع العمل،كما يجب التنسيق بين كل الوزارات المعنية مثل: وزارة الشئون الاجتماعية والعمل ووزارة الداخلية والتعليم والأوقاف،حيث سيكون لكل وزارة وظيفة منوطة بها في علاج الظاهرة. وضرورة زيادة حجم المساعدات والمعونات المقدمة للأسر الفقيرة، والعمل على تغيير بيئة الأطفال المتسولين، وزيادة الاهتمام ببرامج تنظيم الأسرة، علاوة على تعديل أحكام قانون العقوبات الفلسطيني لجهة تشديد العقوبة على كل من يشجع أو يقود الأطفال نحو التسول، والاهتمام الواسع في التوعية بمخاطر الظاهرة من قبل الإعلام الرسمي والمؤسسات الأهلية.
وللتعرف على دوافع تسول الأطفال وأبعاد ذلك على المجتمع، يقول السائح إن التسول من أخطر المشكلات الاجتماعية فتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، يدفع بعض الأطفال للتسول من أجل توفير قوت يومهم واحتياجاتهم الضرورية".
ويقول ان دفع بعض العائلات بأطفالها للتسول جريمة بحق الطفل ويجب معاقبتهم، لما لذلك من أبعاد نفسية واجتماعية تؤثر على نفسية الطفل، حيث تنعكس طفولته على شخصيته ما يؤدي إلى توليد شخصية غير سوية، متدهورة، تتجاوز كل القيم وكل ذلك سيظهر عندما يصل الطفل لمرحلة الشباب. ولعلاج هذه الظاهرة أرى أنه يجب إتباع ثلاثة سياسات، أولها تجفيف منابع التسول، وثانيها تأهيل المتسولين، وثالثها تغليظ العقوبات. وأخيراً أن تتكاتف الجهود للقضاء على ظاهرة التسول التي تمثل ظاهرة سلبية خطيرة، وتمثل مرض خطير تصيب جسد الوطن، وأن نرى هذه الظاهرة تتضاءل، ومع زيادة الاهتمام بمكافحة هذا الوباء نحلم بأن تختفي هذه الظاهرة وهذا الوباء من مجتمعنا تماماً.
اما دور الأسرة والمدرسة والمجتمع في هذه الظاهرة فيرى السائح ان البيئة الاجتماعية بما تحتويه من عناصر(الاسرة ، المدرسة، المجتمع) تلعب دورا كبيرا في زيادة ظاهرة تشرد الاطفال ،فالاسرة هي النواة الاساسية التي تتوقف على سلامتها ومدى تماسكها سلامة المجتمع وتقدمه حيث تشير الاحصاءات الى ان اغلب الاطفال المشردين ينتمون الى الاسر المفككة اجتماعياً اما بسبب الطلاق او وفاة احد الزوجين او بسبب غياب الاب للعمل في الخارج او لاسباب سياسية معينة مما يؤدي الى ضعف التوجيه والتربية والرقابة داخل الاسرة وبالتالي ينشأ الطفل بشكل غير سليم ويكون عرضة للانحراف والتشرد وبالتالي التسول.
ولا تتوفر هناك احصاءات حكومية دقيقة وشاملة فيما يتعلق باوضاع التسول في فلسطين. ومما لاشك فيه ان الدولة وأجهزتها وموؤسساتها المختلفة يقع على عاتقها دور كبير في التصدي لهذه الظاهرة ومن خلال وزارة التربية والعمل والشؤون الاجتماعية والعدل وحقوق الانسان والثقافة ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام الا ان الجهد الاكبر يقع على عاتق العمل والشؤون الاجتماعية، كونها الوزارة التي يندرج ضمن واجباتها ونشاطاتها معالجة هذه الظاهرة .
ويلاحظ الاخصائي السائح ان معظم المتسولين يتأثرون بواقعهم الاجتماعي الذي يعمل على تهميشهم وإقصائهم من المجتمع الذي يشعرهم بعدم تحقيق مكانتهم داخله، وهذا ما يدفع بهم الى الإقبال على السلوك ألانحرافي المتمثل في امتهان التسول وهذا لتحقيق التوافق النفسي والاندماج الاجتماعي لهم. كما ان للتفكك أو التصدع داخل الأسرة سواء بفقدان العائل بالطلاق أو الهجر أو الترمل مما يؤدي بالمرأة للخروج الى امتهان التسول هي او اطفالها او الاثنين معا . كما ان مهنة التسول ترجع الى عوامل اقتصادية واجتماعية ولكل من للتفكك الأسري والفقر والبطالة دورا في كبيرا في خروج المتسول لممارسة هذه المهنة وينخرط ضمن هذا السلوك الانحرافي ويعتبر ايضا التسول من المشكلات الاجتماعية المرضية الخطرة التي يعاني منها الفرد والمجتمع في كل مكان،كما يعكس الكثير من الظواهر السلبية على جميع القطاعات في كونها أحد أسباب الجنوح والانحراف فضلا عن منافاتها لقيم المجتمع وأخلاقياته في العمل.
وينهي السائح تقييمه الى ان هذه المشكلة معقدة وتقف وراءها أسباب عديدة اقتصادية وسياسية واجتماعية، الا ان العوامل الاقتصادية تلعب الدور الأساسي في تفاقمها اذا عاش المجتمع ظروف اقتصادية صعبة ادت الى انخفاض مستوى القدرة الشرائية للمواطن في ظل ارتفاع الاسعار سيما لاصحاب الدخول الثابتة كما انعكس الواقع المأساوي الذي يعيشه البلد بشكل سلبي وخطير على امكانية توفير فرص العمل للعاطلين فشيوع ظاهرة البطالة بنسبة كبيرة في المجتمع الفلسطيني من اجمالي القوى العاملة وانتشار ظاهرة الفقر بنسبة بن السكان المعتمدين على البطاقة التموينية مما دفع بالكثير من العوائل الى تشغيل اطفالهم من اجل توفير الحد الادنى من الحاجات الاساسية للعائلة مما ساهم بشكل واضح في انتشار ظاهرة الاطفال المشردين والمتسولين في المجتمع الفلسطيني.
 
المزيد من الصور
التسول ما زال حاضرا في الشارع الفلسطيني باشكال متنوعة
التسول ما زال حاضرا في الشارع الفلسطيني باشكال متنوعة
التسول ما زال حاضرا في الشارع الفلسطيني باشكال متنوعة
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017