تقرير معا - إن تغير المناخ يحدث الآن، ونحن نشهد بالفعل عواقب ارتفاع درجة حرارة كوكبنا. وستحدد القرارات التي تتخذها المؤسسات المختلفة في فلسطين خلال السنوات القليلة المقبلة مدى خطورة هذه العواقب على مستقبلنا جميعا، وما لا يُدرك على نطاق واسع في فلسطين هو ان التغير المناخي قد بدأ بالفعل ومن المتوقع أن يزداد خلال السنوات والعقود القادمة.
وتُعدّ أنظمة البنية التحتية الأكثر أهمية في منطقة كفلسطين، حيث تعاني فلسطين من التغير المناخي بشكل واضح خلال السنوات الأخيرة، مع انها الأقل تأثيرا في تغير المناخ في المنطقة والعالم، ولكن نتيجة هذه التغيرات المتوقعة فلا بد من صحوة جماعية عبر المؤسسات المختلفة وخاصة قطاع البلديات والهيئات المحلية لمواجهة أثر التغيرات المناخية المرصودة مؤخرا عبر الكثير من الظواهر الجوية المتطرفة، ولا يتم ذلك إلا من خلال بنية تحتية مقاومة لتغير المناخ على المدى القريب والبعيد.
والبنية التحتية المقاومة لتغير المناخ هي البنية المرنة التي يتم تخطيطها وتنفيذها وإدارتها بطريقة تتكيف مع تغير الظروف وقادرة على الصمود والاستجابة والتعافي السريع من الانقطاعات لمواصلة تقديم الخدمات والوظائف الأساسية، والتي تزيد من الفوائد الاجتماعية، وتقلل الخسائر الاقتصادية، وتعزز العدالة، وتقلل من العواقب الاجتماعية السلبية لدعم قدرة المجتمع الأوسع على الصمود في وجه تغير المناخ، لا سيما بالنسبة لأولئك الأكثر ضعفاً والذين سيعانون من أكبر آثار تغير المناخ، وهي التي تقلل من الآثار البيئية السلبية ومساهمتها في تغير المناخ .
ومع تزايد وتيرة وشدة الحالات الجوية نتيجة لتغير المناخ، باتت البنية التحتية المرنة في فلسطين ضرورية. ويشمل ذلك شبكات الطاقة، وشبكات النقل، وأنظمة إمداد المياه، وشبكات الاتصالات المصممة لتحمل الآثار السلبية. ويساهم ضمان الوصول إلى الخدمات الأساسية، كالمياه النظيفة والرعاية الصحية والاتصالات، أثناء الكوارث في دعم الاستقرار الاجتماعي والاتقتصادي والتعافي. والهدف الرئيسي هو الحفاظ على هذه الخدمات أثناء الكوارث وبعدها لحماية الأرواح البشرية، والاستقرار الاقتصادي، والاستدامة البيئية. فالبنية التحتية المصممة بعناية تقلل من الأثر البيئي وتعزز الاستدامة، وهو أمر بالغ الأهمية في عصر تغير المناخ. الذي بدأت ملامحه واضحة في فلسطين خلال الفترة الأخيرة.
وتشير البيانات الإحصائية والتوقعات طويلة المدى الصادرة عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ في الأمم المتحدة، او الدراسات الصادرة عن العديد من المؤسسات والمراكز البحثية الإقليمية والعالمية، إلا زيادة حدة ما يسمى علميا " السيول المفاجئة" في فلسطين، بحيث أصبحت هذه الظاهرة متكررة في مناطق بالكاد يتساقط عليها عشرات الميليمترات من الأمطار طوال الموسم المطري، وأصبحت هذه المناطق تستقبل عشرات الميلمترات في يوم واحد فقط أو حتى في ساعة واحدة، في ظل عدم وجود بنية تحتية قادرة على استقبال هذه الكمية الكبيرة من الامطار، بالإضافة لزيادة كميات الأمطار في مناطق غير معتادة على ذلك ونقصانها في مناطق أخرى.
كما يصاحب هذه الظاهرة الجوية طواهر أخرى مثل تكرارا ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير أو انخفاضها بشكل كبير غير معتاد، وهو ما يتطلب ان تكون جميع التصاميم الخاصة بأنظمة الطاقة والنقل والمياه والاتصالات قادرة على تحميل هذه التغيرات المفاجئة، بالإضافة لموجات حر بمدة أطول من المعتاد أو موجات برد بمدة أطول من الم
عتاد، والكثير من الظواهر الأخرى كهبوب رياح قوية، وتكرارا العواصف الرعدية والبردية العنيفة في الكثير من الحالات الجوية التي تؤثر على المنطقة.