الرئيسية / الأخبار / فلسطين
ما هي احتمالات تساقط الثلوج في شهر ديسمبر الحالي ؟
تاريخ النشر: الثلاثاء 16/12/2014 05:46
ما هي احتمالات تساقط الثلوج في شهر ديسمبر الحالي ؟
ما هي احتمالات تساقط الثلوج في شهر ديسمبر الحالي ؟

 طقس فلسطين -م.محمد جانم : كثيرةٌ هي متغيرات الطقس ومؤشرات المناخ ، وليست الكثرة بحد ذاتها هي السبب في تغير أنماط الطقس باستمرار ، بل السبب هو سرعة تغير هذه المؤشرات من الايجاب الى السلب ، أو العكس ، بالإضافة الى ترابطها مع بعضها ، وهذا ما يزيد الأمر تعقيداً عند محاولة الوصول الى معادلة ثابتة ، إذن فليس هناك معادلة واحدة في علم الأرصاد الجوية ( بمفهوم 1+1=2 ) ، بل إن التتبع المستمر لهذه المؤشرات وتتبع أثر ذلك في النماذج العددية الحاسوبية وفي الخرائط الجوية الصادرة عنها هو المفتاح في فهم سلوك الغلاف الجوي للفترات القادمة .

بعيداً عن هذه الدائرة التي قد لا توصلنا الى صُلب الموضوع ، نذهب بكم الى تحليل الخرائط الجوية المعتمدة لدينا والتي تشير في آخر تحديث لها إلى أن فلسطين وبلاد الشام ( قد ) تستفيد من صيد قد يكون ثميناً تصطادُه من سلوك النظام الجوي ونظم الضغوط الجوية المتوقعة في الثلث الأخير من الشهر الجاري بمشيئة الله .
ولتوضيح أكثر قليلاً ، فإن المرتفع الأطلسي يتمركز حالياً بقيم مرتفعة وقوية في منطقته كما في الخارطة التالية :

ومن المتوقع أن يمتد ويتوسع بشكل إضافي شرقاً في القارة العجوز ، في الفترة القادمة :

 
وفي فترة منتصف الأسبوع القادم  يُتوقع أن يسيطر المرتفع الجوي على أوروبا بشكل كبير ، بالتزامن مع سيطرة نظم ضغوط جوية منخفضة وعميقة للغاية في مناطق آيسلندا واسكندنافيا ، حيث يتوقع أن تنحدر النزولات القطبية الى البحر الأسود وتركيا في حال ثبتت هذه الديناميكية المرتقبة وبالوقت الزمني المناسب أيضاً ، ومن المهم متابعة عدم تنامي المرتفع بشكل أكبر نحو الشرق حتى لا يقطع الطريق أمام المسرب البارد ، حيث إن نجاح وصول هذه النزولات الى منطقتنا مرتبط بالأمور السابقة بشكل وثيق ، 

 
وحسب المعطيات الحالية ومُجمل الخرائط الجوية فإن فرص نجاح وصول النزولات القطبية وتشكل المنخفضات الجوية الباردة على إثرها في المنطقة كالتالي :
1- الاحتمال الأول ( 50% ) : تشكل منخفض جوي بارد وهطول الأمطار في معظم المناطق في تلك الفترة 
2- الاحتمال الثاني ( 25% ) : تشكل منخفض جوي بارد الى بارد جداً بحيث تهطل الأمطار بشكل قوي في فلسطين وبلاد الشام ، مع تساقط للثلوج في المرتفعات الجبلية العالية ، ونقصد بالمرتفعات الجبلية العالية هنا القمم العالية في الأردن وفلسطين وجبال لبنان وسوريا العالية بالطبع ، وتشمل القمم العالية في فلسطين جبال الجليل الأعلى وربما أجزاء من قمم جنوب الضفة الغربية ولكن على نطاق محدود ، وقد تكون النزولات مباشرة أو على هيئة نظام قطع ( cut off ) نتيجة قوة المرتفعات الجوية من روسيا وأوروبا .
3- الاحتمال الثالث ( 15% ) : تتأثر المنطقة بحالات سريعة قد تكون على شكل عدم استقرار جوي نتيجة عدم اكتمال المنظومة الجوية بالطريقة المثلى ونتيجةً لقطع الطريق أمام المسرب الأوروبي البارد عبر إطباق المرتفعات الجوية بين أوروبا وروسيا ، وقد تكون الأمطار سريعة وماطرة .
3- الاحتمال الثالث ( 10% ) : تشكل عاصفة مكونة من عدة منخفضات وجبهات هوائية باردة إحداها قطبي ، بحيث تصل الثلوج الى الجبال العالية وأجزاء من الجبال المتوسطة الارتفاع .
 
وقد بُنيت هذه الاحتمالات بناء على مُجمل الخرائط الجوية المعتمدة لدينا ، وهي احتمالات أولية ، أي أنها قابلة للتغيير ايجاباً أو سلباً في الأيام القادمة بشكل كبير ، لذلك يُنصح بمتابعة نشرات الموقع باستمرار ، بالإضافة الى متابعة زاوية "طقس 12 يوم" التي يتم تحديثها في الموقع يومياً ، وكذلك متابعة التحليلات الدائمة عبر صفحات المختصين الرسمية ( اضغط هنا : 1 ، 2 ، 3 ) .
جدير بالذكر أنّ عدد مرات تساقط الثلوج في مدينة القدس في شهر ديسمبر كان 19 مرة منذ  عام 1878 م وحتى الآن ، ومعظمها كان خفيفاً ، باستثناء عدة مرات وأهمها بالطبع عاصفة يالو الثلجية التاريخية التي ضربت البلاد قبل سنة من الآن .
إن أصبنا فمن الله ، وإن أخطأنا فمن أنفسنا .
والله تعالى أعلم .
 
 وكتب المهندس محمد جانم : كَثُرَ الحديث في الآونة الأخيرة عن تساقط للثلوج في الفترة الأخيرة من الشهر بناء على بعض الأقاويل التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي ، وقد وردت عشرات الاستفسارات المتعلقة بذلك لموقع طقس فلسطين ، هل تتساقط الثلوج وما مدى دقة هذا الكلام ؟
في الحقيقة قبل أن نخوض في التفاصيل ، نودّ أن نشير مجدداً الى ما قُلناه في النشرة الشهرية التي أصدرناها لشهر ديسمبر الحالي ، حيث قلنا فيها أن توقعات الثلج لا تظهر بشكل واضح الا قبل 7 الى 10 أيام على أبعد تقدير ، ولا تثبت على الخرائط الا ضمن فترة 4 الى 6 أيام ، ولا تثبت التوقعات الدقيقة المتعلقة بارتفاع المناطق المتوقع تساقط الثلوج فيها الا ضمن نطاق 3-4 أيام .
وبالتالي فإن أي تصريحات تتعلق بموضوع تساقط الثلوج في الفترات البعيدة والبعيدة جداً تعد ضرباً في الغيب حسب ما توصل اليه العلم الحديث وما توصلت اليه الأجهزة الحاسوبية العملاقة التي تصدر الخرائط الجوية، وذلك بإجماع المراكز المتخصصة في هذا المجال ، فإذا كانت الخرائط الجوية تتغير 180ْ أحياناً للفترة البعيدة في كل تحديث دوري لها يومياً ، فكيف يستند الى ذلك من يتوقع الثلج بعد أسبوعين أو شهر من الآن ؟!
أما المؤشرات المناخية المفتاحية ، فيمكننا الاستدلال بها على طبيعة النشاط في الفترة البعيدة ، ولكن لا يمكن من خلال هذه المؤشرات أن يكون ضمن سياقها توقعات خاصة بنوعية الهطول مطرياً كان أم ثلجياً .

وهنا يحق للناس التساؤل، ما الفائدة من ذكر توقعات تخص الثلوج قبل فترة طويلة وبدقة تكاد تكون معدومة ؟
عند الحديث عن الثلوج فهذا يستدعي أخذ الحيطة والحذر في بلادنا وتجهيز الآليات والمعدات والطواقم الخاصة وتنبيه الأجهزة المختصة والبلديات وما يترتب عليه من تأثير على عجلة الاقتصاد وكذلك الأمر قد يصل الحال الى وجود إشاعات غير صحيحة وترهيب الناس في الأوساط الشعبية نتيجة التناقل الخاطئ للخبر ونشره على أنه طقس متطرف وسيبيري وغير معهود على خلاف ما هو عليه ، هذا إن حدث أصلاً !
عندما نصدر نشرة خاصة بالثلوج وبالارتفاعات المتوقع تراكم الثلوج فيها ، فإننا نقوم ببناء هذه النشرة بناء على دراسة علمية دقيقة ومتابعة مستمرة على مدار فترة طويلة لدراسة خصائص الكتلة الهوائية ومصدرها وكل ما يتعلق بها بناء على خبرات السنين الماضية ، وقد وصلنا في معظم المرات الى نتائج دقيقة بفضل الله عز وجل ، وكان لتنبيهنا الناس في الوقت المناسب الأثر الكبير في المجتمع وكذلك الحال في المصداقية والثقة أيضاً .
صحيح أن هاوي الطقس يتملّكه شغفٌ كبير لمعرفة أكثر من ذلك ، لكن العلم الحالي والحواسيب العملاقة الحالية لا تمكنّه من ضبط هذا الايقاع الطقسي الهادر إن صح التعبير، بل إنها تكبح جماحه دوماً حين تنقلب الخرائط في الفترات البعيدة بل وربما المتوسطة أيضاً في بعض الأحيان ! فكم من منخفض ظهر على الخرائط في الفترة المتوسطة ومن ثم تلاشى واندثر !

والآن نعود الى توقعات الثلث الأخير من الشهر ، فالقراءة الحالية حسب التحديثات الأخيرة غير ثابتة على مدى تعمق النزولات الباردة ومدى تواجد الأنظمة المثالية اللازمة لنزول بارد صوب المنطقة ، ففي حين يظهر بعضها تضافر عدة مؤشرات ايجابية ، لا زالت بعض الخرائط الجوية الأخرى تظهر عدم اكتمال المنظومة لصالحنا ، وبالتالي تبقى الأمور غير ثابتة ، لكن مجمل المؤشرات بشكل عام تشير الى أن الثلث الأخير ايجابي من دون تحديد ما هية هذه الايجابية بالضبط ، ولعلّ الأيام القادمة قد تحمل في جُعبتها اجابة لما سبق ، وهذا ما سنتحدث عنه في قادم الأيام بمشيئة الله .
جدير بالذكر أن عدد مرات تساقط الثلوج في مدينة القدس في شهر ديسمبر كان 19 مرة منذ  عام 1878 م وحتى الآن ، ومعظمها كان خفيفاً ، باستثناء عدة مرات وأهمها بالطبع عاصفة يالو الثلجية التاريخية التي ضربت البلاد قبل سنة من الآن ، ومن ناحية إحصائية ، فإن شهر شباط هو أكثر الشهور حظوظاً في العادة لمشاهدة الزائر الأبيض في بلادنا، حيث تساقطت الثلوج أكثر من 60 مرة منذ التاريخ المذكور في مدينة القدس وحتى الآن .
ويبقى كل ذلك في علم الله تعالى وقدرته ، والله تعالى أعلم .
طقس فلسطين
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017