كثير من الفتيات يلجأن في مصر إلى الاعتماد على أنفسهن لتأسيس مشروع صغير يقيهم شر البطالة، ويدر عليهم دخلا، والشابة "منة" من بين هؤلاء اللائي اخترن حلما خاصا بهن بعد اتمام عملها الجامعي، لكن ما اخترته منة يبدو مثيرا للجدل في مصر.
منة اختارت أن تصبح صاحبة مقهى شعبي بأحد شوارع القاهرة، ولكنه ليس مقهى بالمعنى المفهوم، فاستغلت مساحة من أحد شوارع القاهرة لتبدأ من خلالها بيع الشاي والقهوة للمارة.
منة شابة عشرينية تخرجت من كلية الحقوق، وبدلا من أن تعمل بالمحاماة أو حتى بمهنة متعارف عليها بالنسبة للفتيات اختارت الطريق الأصعب، استطاعت أن تحول زاوية في شوارع القاهرة إلى مقهى صغير، زينت الأشجار المحيطة به وغيرت لون الرصيف في محاولة لجذب الزبائن.
توافقا مع المهنة التي اختارتها منة قررت حلق شعرها كالرجال، لتواجه تهكم المارة عليها، الذين كانوا ينادونها ساخرين "ياولد يابنت".
كل هذه المضايقات لم توقف حلم منة، لكن ما أوقفه هو اصطدام الحلم برجال الشرطة، الذين هاجموا مشروع منة أكثر من مرة لأنه ليس لديها ترخيص بمزاولة المهنة وانتهى الأمر بإغلاق مشروعها.
تقول منة عن مشروعها الذي لم يكتمل بسبب مضايقات الشرطة، إن العديد من زبائنها الذين اعتادوا تناول الشاي لديها يأتون يوميا للسؤال عنها ومعرفة مصير الفتاة النحيلة التي اختفت فجأة دون مقدمات.
كل ما تسعى منة إليه الآن هو العودة إلى مشروعها، الذي تحدت به عادات وتقاليد مجتمعها، مصرة على أن الفتيات يستطعين تغيير الواقع والمألوف.
الاتحاد ـ مريم عيسى