بقلم : م. عمر موقدي/ مدير العلاقات العامة والاعلام
"الفيس بوك" هو احدى مواقع الشبكات الإجتماعية التي نالت شهرة واسعة عبر انحاء العالم في وقت قياسي ، لما جاء به هذا الموقع من أفكار جديدة غيرت نظرة الشعوب والحكومات وتعاملها مع شبكة الأنترنت باكتشاف الأدوار الكبيرة التي يمكن أن تلعبها في التأثير على حياة الناس في شتى المجالات، و تتصدر دولة فلسطين قائمة اعلى الدول في استخدام موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" ، مقارنة مع عدد السكان .
وفي وقت سابق اعلنت علا عوض رئيس الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني، ان نسبة مستخدمي الانترنت في فلسطين، وصلت 53.7%، وان نصفهم تعرضوا لتهديدات معلوماتية، مثل هجوم فيروسات، وتخريب معلومات، وسرقة بيانات. وقالت بأن هناك انتشاراً كبيرا لوسائل التكنولوجيا والمعلومات بين افراد المجتمع الفلسطيني، وان ثلثي الاطفال الذين تترواح اعمارهم بين 10-17 عاما يستخدمون الانترنت، واكثر من ثلث الاسر لديها انترنت في منازلها، واكثر من نصف الشباب يستخدمون الانترنت.
الاستخدام الأساسي "للفيسبوك" هو المشاركة! من خلال الحائط ، والحالة ، والبوم الصور، وروابط الانترنت، والفيديو، والعاب الفيسبوك، حيث ان جميع الأصدقاء بشكل تلقائي يمكنهم قراءة المعلومات المنشورة ويمكنهم الاطلاع على بعض أو كل المعلومات المنشورة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. فمن خلال الحساب الشخصي يمكن مشاركة الاصدقاء بالصور والأخبار الخاصة بنا، واستثناء من لا نود تمكينه من الاطلاع عليها، والحسابات الشخصية تعتمد على التسجيل بمعلومات صحيحة وواقعية، حتى تكسب المصداقية عند طلب صداقة مع أحد الأعضاء وتكون عادة للأصدقاء المقربين الذين يتشاركون بالاخبار اليومية والبومات الصور، كما يمكن تخصيص مجموعات اصدقاء خاصة تعطي ثقة أقل تحدد وتخصص المعلومات التي يمكن مشاركتها معهم، كما يمكن إنشاء حسابات شخصية لتسويق مناسبة معينة، أو لتسويق مؤسسة تجارية، وتكون المعلومات ذات اتجاه واحد ، حيث يشارك المسوق معلوماته لعامة اعضاء الفيسبوك، ويسمح بالتواصل بشكل محدود مع المعجبين.
كيف نستفيد من الفيسبوك:
لا شك ان موقع الفيس بوك هو ساحة كبيرة للحوار والنقاش وتبادل الآراء حول كل ما يهمنا في حياتنا اليومية وهو وسط اجتماعي لا مثيل له الى حد ما، لإحتوائه على ثقافات متعددة بلغات وعادات وتقاليد لا تعد ولا تحصى وهو بحر يفيض بالمعلومات في شتى المجالات التي لن نجدها في مكان آخر، وهو يحتل سمعة جيدة وكبيرة، حيث يكاد يخلو موقع على شبكة الأنترنت من كلمة الفيس بوك او زر المشاركة الخاص بالموقع، لذا فيمكن استغلاله في نشر المواقع والمدونات والحصول على الاف الزوار مباشرة من الموقع، وهو يحتل ترتيب قوي على محركات البحث وذو سمعة عالية بالنسبة لها، فنشر رابط لأي موقع أو مدونة قد يساهم بشكل كبير في تحسين ترتيب المواقع والمدونات بمحركات البحث، وموقع الفيس بوك يحتوي على مئات الملايين من الأشخاص النشيطين على الموقع ومن مختلف جنسيات العالم، بما في ذالك الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، فهو المكان الأوفر حظا لممارسة التسويق الإلكتروني خاصة بالنسبة لاولئك الذين يتقنون اللغات الأجنبية خاصة الإنجليزية منها.
مخاطر الفيس بوك :
انه لمن المؤسف أن يستخدمه البعض في إيذاء الآخرين ، حيث يطلق الشائعات والأكاذيب ، ويلقي بالتهم جزافا ، مستخدما اسماء مستعارة ، بهدف خلق حاله من البلبله وتشوية بعض الشخصيات الاعتبارية والوطنية ، وفي هذا ما يدعو للحيطة والحذر ، حتى يظل أفراد مجتمعنا مثل الجسد الواحد في " تراحمهم وتوادهم " ، وعلى كل هاوٍ للشبكة العنكبوتية أن يتيقن أنه لن يبقى متخفيا خلف شاشة الحاسوب ، إلى الأبد ، فيسب هذا ويلعن ذاك.
كما أن الإنسان الواعي ، عليه أن يدرك خطورة ومضار هذه التقنية إذا ما سمح لنفسه بقبول طلبات صداقة من أشخاص لا يعرفهم ، فقد أظهرت الدراسة أن نسبة من يقعون في هذا الخطأ ، تصل إلى43.9% (62.2% ذكور, 37.8% إناث). وبلا شك ، يتحمل كل أب وأم خطأ الأبناء ، إذا ما تركوا " الحبل على الغارب " بدواعي الحرية الشخصية ، فيكون الإنترنت سببا في دمار أخلاقهم وانحرافهم ، عندها يكون قد فات الأوان ولا ينفع الندم.
رأي محافظة سلفيت:
في مقابلة مع محافظ سلفيت عصام ابو بكر، فانه يرى ان التقدم التكنولوجي وسيله هامة في عرض قضايانا الوطنيه وما تعانيه محافظة سلفيت بسبب الاحتلال الذي يسمن الاستيطان على حساب اراضي المزارعين ، وهو نافذه للعالم لفضح الانتهاكات الاسرائيليه بحق ابناء شعبنا العزل ، وهو ساحة نقاش وحوار مفتوح يختصر الوقت ويساعد على تناقل الاخبار وفتح علاقات محلية ودولية يمكن الاستفاده منها .
ولكن ما ظهر مؤخرا في عدد من الجروبات في بعض بلدات المحافظة وباستخدام اسماء مستعاره ، من حملات اطلاق شائعات ومحاولات لتشويه بعض الشخصيات الوطنية من قبل اصحاب النفوس المريضه يشكل ظاهرة سلبية في الاستخدام لوسائل التكنولوجيا ، متمنيا على المواطنين عدم التعاطي مع تلك الشائعات ، مؤكدا ان جهات الاختصاص تتابع الموضوع وسيتم محاسبة من يثبت تورطه في مثل هذه الاعمال المسيئة.
واخيرا فان أمن المعلومات للمستخدمين الفلسطينيين وإجراءات الخصوصية على السياقين الوطني والفردي، وإجراء دراسات حول نوعية الاستخدامات والاهتمامات على مختلف صفحات الفيس بوك وكيف بالإمكان خلق وعي إعلامي حولها، ومن ذلك كيف يقدم الفلسطينيون قضاياهم الوطنية للجمهور العربي أو الدولي على "الفيس بوك" من خلال عضويتهم في صفحات محلية وعالمية.