الرئيسية / الأخبار / فلسطين
"سلوى" حلقة من مسلسل معاناة طال والدتها.. والخوف أن يطال ابنتها
تاريخ النشر: الثلاثاء 23/12/2014 21:30
 "سلوى" حلقة من مسلسل معاناة طال والدتها.. والخوف أن يطال ابنتها
"سلوى" حلقة من مسلسل معاناة طال والدتها.. والخوف أن يطال ابنتها

تقرير: صفاء عمر

 

"هي القصة نفسها التي عاشتها والدتي مع أبي مع فارق الزمان والأحداث". هذا ما قالته سلوى ابنة الـ22 ربيعاً، وهي تقص حكاية زواجها القصير، كيف بدأ قصراً بإجبار من والدها الذي لم تره منذ كان عمرها أربع سنوات، حين انفصل عن والدتها.

 

 فوالدتها حنان، اختارت السير بين حفر الطريق الممتلئة بمياه الأمطار ليلاً مع طفلتين لم يتجاوزا سنين عمرهما الأولى، هرباً من قسوة زوج أبرحها ضرباً، فكان الطلاق.

 

حتى الطلاق لم يأت بالصورة التقليدية المعروفة، فكان هناك مساومة لا تحمل أي سمة إنسانية، فقد تم مساومة حنان بالتنازل عن مصروف ابنتيها ونفقاتهما الواجبة على والدهما، مقابل الحصول على ورقة الطلاق، أو أن يأخذ ابنتيها وحرمانها من رؤيتهما، فاختارت الأم الرؤوم بطبيعة الحال ابنتيها، وتخلت عن فتات الأب الذي لا يمتلك أي معنىً للأبوة.

 

ورغم كل المعاناة والمرارة التي ذاقتها حنان، إلا أن وميض نور كان يشع من ذلك النفق المظلم، فالنور في حياتها كان جوهرتين، إحداهما ابنتها سلوى، فقد أفنت والدتهما زهرة شبابها تكسب رزقها ورزق طفلتيها بعرق جبينها، فعملت في تنظيف المنازل والمدارس والحضانات، وعند عودتها للبيت منهكة تنسى التعب ومرارة العيش بمجرد رؤية سلوي وشقيقتها، خاصة عندما يأتيان بعلاماتهما المدرسية، فكانت تشعر بأن لهما مستقبل زاهر وعظيم، سيعوضها عن سنوات الشقاء، وسيجعلها فخورة مرفوعة الرأس أمام الناس بهما.

 

استمرت حياة حنان وابنتيها على هذا الحال، دون أن يسأل عنهما الأب، حتى أنه لم يزرهما خلال الأعياد أو المناسبات، حتى أصبحت حنان تعتقد أنه إذا مر بجانب أحدهما لن يعرفها.

  تقول سلوى " بعد أن بلغت من العمر14 عاماً، فاجأني والدي بزيارته الأولى لنا، ليبلغني بموافقته على طلب عمي بتزويجي لابنه". تضيف والدموع بادية في عينيها " كنت أريد أن أكمل تعليمي، كنت أحب مدرستي كثيراً، لكن ضغوطه على والدتي لم تترك لي خياراً، دفنت طفولتي وأحلامي بعد هذا الزواج".

أبى نقاء الفستان الأبيض أن يلقى بشيءٍ من عذوبته على حياة سلوى الجديدة، حيث كان زوجها يضربها ويشتمها بشكل مستمر، ففقدت جنينها في أيامه الأولى عدة مرات من قسوة الضرب والعنف.

 

تروي سلوى نهاية قصة زواجها " كان زوجي ينسى أو يتناسى أنه قتل أبناءه وهم ما زالوا أجنة في أحشائي، وفي ذات مرة قال لي حين علم بحملي بأنه سيطلقني أو يتزوج علي إن كان المولود أنثى، ولكن قدرة الله شاءت أن يُسجن في قضية جنائية قبل معرفة جنس الجنين، وبعد شهور وضعت بنتاً، أسميتها نهاية حتى تنتهي حكاية عذابي مع هذه العائلة، فقررت أن لا أنتظر فترة محكوميته البالغة 12 عاماً ، خصوصاً بعد رفض أهله إكمال تعليمي، فقررت رفع دعوى تفرقة وكسبتها بعد شهادة عماتي بأنه كان يضربني حين سألهن القاضي الناطق بحكم التفرقة، لكن النهاية لم تكتب، خيرني أهل زوجي بين ابنتي وإكمال لتعليمي، فاخترت التعليم وخط الحرف الأول لمستقبلي، آملاً من الله أن يكون هذا القرار بمثابة إنقاذ لي ولفلذة كبدي لاحقاً، لكن ما أخشاه أن تكون ابنتي حلقة في مسلسل ضحايا هذه العائلة.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017