mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke"> mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke"> هكذا كانت محطات اعتقالي<div style="display:none">mildin og amning <a href="http://graviditetogvit.site/mildin-graviditet.html">graviditetogvit.site</a> mildin virker ikke</div> - أصداء mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke, حادث,نابلس,عسكر,بلاطة,الشرقية, أصداء، asdaapress، أخبار، فلسطين، تلفزيون، نابلس، القدس، اعتقالات، أسرى، سياسة، أخبار الفن، تكنولوجيا، أمين أبو ورده"> mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke" /> mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke" />
الرئيسية / الأخبار / فلسطين
هكذا كانت محطات اعتقالي
mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke
تاريخ النشر: السبت 27/12/2014 21:36
هكذا كانت محطات اعتقالي<div style=mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke
" border="0" src="../Uploads/Image/8612315520440949920.jpg" title="هكذا كانت محطات اعتقالي
mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke
">
هكذا كانت محطات اعتقالي
mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke
mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke
">
mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke
">
أنشر
mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikkehttp://www.asdaapress.com/?ID=8612">
واتس آب
mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke">
لينكدإن
mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke">
mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke">

 

كتب امين ابو وردة   

  فجر الثامن والعشرين من شهر كانون أول من عام 2011م، كانت طرقات الباب القريبة تثير التساؤل حول من يقف خلفها، لتتبين بعد دقائق، ومن خلال النظر من النافذة أنها لقوة عسكرية من جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مشهد لا يختلف كثيراً عن المشهد السابق الذي عاشته الأسرة قبل 23 عاماً، عندما تم اقتحام المنزل، وجر اعتقال اثنين من قاطنيه.

    عندها بدأت الفكرة تتبلور بأن الحكاية ستكون بمثابة قصة صحفية مفتوحة على مصراعيها، وتتطلب ذهناً صافياً للاستذكار والتأمل، وذلك لانعدام أدوات التسجيل، أو أي نوع من أنواع القرطاسية، فكانت الذاكرة هي السلاح الأمضى في هذه المرحلة من مراحل العمل.

   مضى ربع ساعة حتى تمكن الجنود من فتح الباب عنوة، باستخدام المعدات الخاصة، وليكونوا بعد ثوان داخل الشقة، يرافقهم ضابط مخابرات احتلالي، ويكون السؤال الأول عن بطاقة الهوية، ويصبح صاحبها هو الهدف من وراء هذا الاقتحام.

     تقدم الضابط من الابن الأكبر، وعمره خمسة عشر عاماً، ليطلب منه إبلاغ أعمامه المقيمين في البناية نفسها، أن الجيش اعتقل والد، اظهر أنه جيش متحضر، يستهدف فقط اشخاص بعينهم.

    وبعد نقاش ارتجالي قصير حول طبيعة عملي ودراستي العليا، تم إنزالي برفقة الجنود إلى الشارع، وهناك تم عصب عيوني وتكبيل يدي، ثم أخذني أحد الجنود إلى دورية مصفحة معدة لنقل الأسرى والمعتقلين فشعرت أن فيها أربعة جنود برفقة كلب مفترس، كاد أن يلمسني، وعندما حاول أحد الجنود شتمي باللغة العبرية، وبخه زميل له بقوله أنه "دكتور جامعة".

 

    سار الموكب مع "فريستهم" جنوباً، وأدركت أن الهدف هو معسكر حواره العسكري الذي لا يبعد عن المنزل سوى كيلومتر ونصف فقط، حيث أنزلت هناك برفقة جندي ليبدأ بعد ذلك مسلسل التسليم لمركز التوقيف هناك، وسط حالة من البرد القارص، حيث جرى الفحص الطبي ثم استلام ملابس التوقيف التي تتناسب فقط رجلاً يزيد وزنه عن 150 كيلوغرام، نقلت إلى بركس لإقامة الجنود سمعت خلالها آذان الفجر الأول والثاني من بلدة كفر قليل المجاور، وعندما نقلت إلى مركز التوقيف وهو عبارة عن بركس من الحديد لا يلاءم سوى المواشي، جلست على سرير حديدي لمدة ساعة، أحاول استيعاب طبيعة المكان، وعندما حضر حارس المركز، طلب مني الخروج تمهيداً لنقلي إلى سجن آخر للتحقيق.

      مرت إجراءات النقل بسرعة، حيث تسلمت ملابس التوقيف وارتديتها ، ثم صعدت إلى مركبة من نوع فورد ، مخصصة لنقل المعتقلين، وهي تابعة لشركة إسرائيلية خاصة بالشرطة، ويطلق عليها اسم "نحشون"، ركبت بداخلها مكبل اليدين والرجلين، لكن بدون عصب العينين.

       وبسرعة جنونية، اخترقت المركبة تقاطع شارع نابلس-القدس ، وعندما وصلت إلى مفترق زعترة (مستوطنة تفوح) عرجت غرباً باتجاه حدود الخط الأخضر،وبعد حوالي الربع ساعة، وصلنا تخوم بلدة كفر قاسم ، التي أعرفها ، وبعدها بثلاث دقائق أخذت تظهر ملامح بلدة (المويلح المهجرة) ـــ (بلدتي الأصلية)، والتي هدمت عام 1948، لتكون زيارتي الأولى لها منذ 22 عاماً.

     تجاوزت المركبة ضواحي بلدة ملبس (بتاح تكفا) الإسرائيلية، ووصلت إلى مركز المدينة ، لتكون نهاية المطاف مركز التحقيق في سجن بتاح تكفا. عند ذلك أدركت أن المرحلة المقبلة ستكون حافلة بكل جديد، حيث جرى تسلمي هناك وسط إجراءات تفتيش وفحص وتوثيق لكل شيء، وأخذ البصمات كالعادة ، ثم جرى نقلي بعد ذلك إلى زنزانة رقم (11) .

     تعد تلك الزنزانة أفضل من غيرها، كما تبين لاحقاً، فمساحتها تصل إلى أربعة أمتار مربعة، وفي زاويتها مرحاض عربي بدون باب، وقبالتها مغسلة تعمل بالضغط، وعلى الأرض فراش لا يتعدى سمكه ثلاث سنتمترات وعليها ثلاث بطانيات، تحولت إحداها إلى مخدة .

     وهنا تقاطر الضباط للتعرف على هذا الزائر الجديد، فذلك يعرف بنفسه باعتباره ضابط المخابرات / مسئول الملف، وآخر بأنه مسؤول المحققين. وعند الساعة الواحدة  من بعد الظهر، حضر طعام الغداء، وهو عبارة عن كمية من الأرز، وقطعة من الدجاج بمقدارثُمن دجاجة إلى جانب سلطة مثلجة، وقطعتي خبز ، وحبة واحدة من التفاح ، وخلال ذلك تم جلب معتقل آخر، ليصبح بذلك عدد النزلاء اثنين.

    كانت رنات التلفون لا تتوقف، وأصوات فتح الزنازين المجاورة من أجل نقل المعتقلين إلى الطابق العلوي ، حيث غرف التحقيق، لم تتوقف بالليل والنهار، إلى أن جاء الدور ليبدأ مسلسل التحقيق الذي استمر 43 يوماً، تخللتها عملية النقل للطبيب لأكثر من عشر مرات، من بينها مرة طلب فيها الطبيب النقل الفوري للمستشفى، وذلك بعدما تبين له وجود ارتفاع في دقات القلب، وآلام في أسفل الظهر، نتيجة (الشبح) المتواصل ليومين متتابعين.

       تم  نقل المعتقلين إلى المستشفى وسط حراسة مشددة ، وفي المركبة ذاتها   وهم مكبلو الأيدي والأرجل، ومعصوبو الأعين. ولدى نزولهم عند مدخل مستشفى "بلنسون" جرى نقلهم إلى قسم الطوارئ هناك، حيث بدأت جلسات فحص الدم والتصوير المختلفة ، لتفيد النتائج بعد ثلاث ساعات بأن الأمور غير خطيرة ، وهي بحاجة للراحة فحسب، وعندها تمت إعادتي إلى السجن لدقائق فقط ، وبعد ذلك وصلت تعليمات توصي بنقلي إلى محكمة (سالم) العسكرية، والقريبة من مدينة جنين .

     وهنا انطلقت بنا سيارة الفورد في سرعة جنونية ، كي تبدأ بعد ذلك فصول أول محكمة، منع فيها المحامي من حضور الجلسة الأولى منها، وذلك بحجة منع لقائه  بالمعتقل، بموجب بقرار مخابراتي خاص، وإثر ذلك صدر قرار آخر بوصي باستمرار تمديد فترة التوقيف لمدة اثني عشر يوماً إضافية، وذلك اعتباراً من مطلع الأسبوع الثاني للاعتقال، ولتكون الإعادة فوراً إلى  مركز الاعتقال نفسه، ومن ثم إلى غرفة التحقيق مجدداً، على الرغم من قرار المستشفى بالراحة.

    انتهت فترة التمديد الأولى، وجرت محكمة ثانية ، تم خلالها تمديد فترة التحقيق لمدة عشرة أيام أخرى ، ليستمر يعد ذلك مسلسل التنقل من زنزانة لأخرى، وليتم الالتقاء فيها بأسرى آخرين، بعضهم فتية صغار وآخرون من طلبة الجامعات والعمال، وكان صوت أسيرة تدعى فاطمة يدوي وهي تعلن رفضها تناول الطعام واضحاً، بسبب تقاطر الحراس إلى زنزانتها لإقناعها بذلك .

      وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع، جرى نقلي إلى سجن مجدو القريب من مدينة أم الفحم، حيث مكثت هناك ستة أيام ، لأتبين لاحقاً أن هذا القسم تابع لعملاء الاحتلال "العصافير"، والذي يحاولون فيه الإيقاع بالأسرى، من خلال الادعاء بأنهم من رجال المقاومة .

      وتمت إعادتي إلى التحقيق ذاته، ليستأنف من جديد، ولكن بدرجة أقل ، ويعد ذلك جرى نقلي إلى زنزانة رقم (15)، والتي تسمى معبار "5"، وهي بمثابة محطة لانتهاء التحقيق، والنقل إلى سجن آخر يتبع مصلحة السجون، وبعد يوم كامل من المكوث في تلك المحطة، وصل مندوب الصليب الأحمر ، لزيارة الموقوفين ، حيث جرت أول عملية نقل معلومات للأهل حول وضعي الصحي ، والاعتقالي، ليسمح بعدها في اليوم الـ 30 بزيارة المحامي كي تتضح الصورة حينذاك، بأن الاعتقال لا مبرر له، ولا وجود لأية أدلة للإدانة، وبعدها بدأت تهديدات المحققين، وتلويحهم بالتحويل للاعتقال الإداري.

    وفي اليوم الأربعين، جرى نقلي من جديد إلى محكمة سالم، حيث سمح لاثنين من العائلة فقط بالدخول إضافة إلى محامي الدفاع، فكان اللقاء بالإشارات مع والدتي وزوجتي، كي يطمئنوا على صحتي، ولا سيما بعدما نشرت وسائل الإعلام خبر نقلي للمستشفى أثناء التحقيق. حينها قرر القاضي إمهال المخابرات 72 ساعة لتقرير مصيري ، إما الإفراج، أو التحويل للاعتقال الإداري ، ليكون الأخير هو القرار، وذلك في صبيحة اليوم الـثالث والأربعين.

     كانت الساعة تقارب السابعة صباحاً، عندما وصلت قوة "النحشون" المختصة بنقليات المعتقلين، وجرى إبلاغي رسمياً بقرار الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر، من ضمنها فترة التحقيق، وأن النقل سيتم إلى سجن (كتسعوت) بالنقب.

 طارت بنا سيارة "الجيمس" بسرعة جنونية، يرافقها أربعة من السجانين ، من بينهم مجندة ،  لتصل بعد ساعة تقريباً إلى مجمع سجون (هشارون) ، ومنها سجن (هداريم) ، و(شطة) ، حيث تصل إلى هناك قافلة حافلات نقليات الأسرى، والتي تسمى "البوسطة"، ومن ثم تم تجميع المعتقلين في أقفاص حديدية، تشبه أقفاص وحدائق الحيوانات، وراحوا ينقلون مجدداً إلى الحافلات، مكبلي الأيدي والأرجل داخل حافلات كلها من حديد، وفيها فتحات صغيرة ، يمكن النظر من نوافذها بصعوبة لمعرفة مسار تلك الحافلات ..

     تجاوزت قافلة المركبات منطقة المثلث الفلسطيني، واخترقت عدة شوارع مدنية باتجاه الشمال، لتصل إلى محيط مدينة حيفا، حيث سجون : الجلمة ، والدامون، وحرمون ، وسلمون ، وعتليت ، وتكون العودة مجدداً إلى سجون (هشارون)، ومن ثم التوجه إلى معبار سجن (الرملة).

     بدا سجن الرملة كمنطقة محصنة للغاية، حيث الحراسات المنتشرة، وأصوات الكلاب البوليسية المدربة، وأجهزة كشف المعادن، وهي تفحص المركبات والأشخاص، ويجتمع في هذا السجن نحو مائتي معتقل، من مختلف السجون، كونه مركزاً لكل التنقلات بين كافة السجون، والمشافي ، والمحاكم.

     ساعات عديدة من الانتظار مرت ... الضباط يوزعون الأسرى كل حيث جهته، ويتخللها التعارف بين الموجودين ، وبعضهم سجناء مدنين يهود.

    أحد الأسرى عرّف عن نفسه،... (سمير أبو نعمة)، وبدا عادياً ، وهو يحدد فترة اعتقاله ب ِ (25) عاماً ، وسبعة أشهر وأسبوعاً واحداً،... عندها صمت برهة.. شعرت بأنني لا أقارن بهؤلاء الرجال،  وأسير آخر يدعى (أحمد صقر)، يمضي في الاعتقال الإداري (40) شهراً . وعلى الطرف الآخر مدير في الإطفائية في الدولة العبرية، وهو متهم ببيع عشرين مركبة إطفاء، وآخر حاخام يهودي، متهم باغتصاب قاصر، وآخر متزوج من (26) فتاة معاً !!

    استغل (أبو نعمة) الفرصة بأن يكون بجواره أسير حديث الاعتقال، ليطرح اسئلة كثيرة ، فشعرت بأنه يريد أن يعرف كل دقائق الأمور في الحياة خارجاً، والتي يشتاق إليها، وبدا غير مرتاح لاستمرار اعتقال أسرى من أمثاله  طوال هذه الفترة الطويلة دون بارقة أمل في إنهاء معاناتهم.

     كان أكثر المواقف تأثراً اللقاء بالمربي أحمد الحاج علي 70 عاماً، وهو أكبر المعتقلين الإداريين سناً حيث كان يعمل مدرساً في المرحلة الإعدادية في مدرسة ذكور مخيم بلاطة بشرقي نابلس.

      وفي الطريق، كان توزيع وجبة الإفطار داخل معلف نايلون، وهي عبارة عن قطعتي خبز من نوع (فينو)، وأسطوانتين من المرتديلا، وحبة خيار واحدة، فيما انهالت مطالب إحضار مياه باردة،  ولكن تحقق ذلك بعد عناء طويل.

     سويعات مرت حين بدأت الحافلات تنقل المعتقلين إلى سجون جنوب فلسطين ومنها، سجن النقب حيث انطلقت باتجاه سجن بئر السبع، وهناك تم إنزال الجميع لتصل الساعة 12 ليلاً، حيث جرى توزيع الجميع على غرف خاصة تحتوي على القليل من الفراش توزع على الموجودين، تحضيراً للنقل إلى النقب في الساعة السابعة صباحاً.

     في ساعات مبكرة، تم الإيقاظ والتجهيز لرحلة التوجه إلى سجن النقب، حيث كان المرور على سجن عسقلان وريمون، ثم تظهر بعد ذلك صحراء النقب ، وفي وسطها سجن كبير، كان الوصول إليه ظهراً، ولتبدأ الإجراءات الإدارية من تفتيش وتوثيق للسجلات، ثم النقل إلى أقسام الأسرى.

     ثم كان الاستقبال من الأسرى، والترحيب، وتوفير كل الاحتياجات، خاصة وأن القادم جاء من التحقيق ، ولا يملك سوى ملابسه التي اعتقل بها، وكانت المفاجئة التعرف على شخصيات ونواب، سبق وأن التقيت معهم خارج السجن، ومن بينهم وزير المالية السابق، د.عمر عبد الرازق وأمين سر المجلس التشريعي د.محمود الرمحي.

     بعد تناول وجبة صغيرة من الطعام، كان الخلود للنوم، ولكن هذه المرة على سرير "برش حديدي"، ويختلف كثيراً عن فرشات زنازين التحقيق، ليبدأ تعب الفترة السابقة بالتحلل، وتبرز ذكريات ومحطات لا يمكن أن تنسى ستجد لها قلماً للكتابة والتوثيق.

      عشرات، بل مئات العناوين بدأت تتضح للكتابة عنها، ولا تتوقف عند محطة نهائية، ففي كل يوم تظهر حكاية من هذا الأسير، أوذاك ، وكلها تعد فرصة لصحفي أسير أن يسطرها، لأنها فرصة لا تتوفر كثيراً لكل الصحفيين الإعلاميين، وعندها أدركت أنني في مهمة قسرية وغير اعتيادية.

      وبعيداً عن محطات التحقيق وجوانبها، رشحت المواضيع والقصص الصحفية، بدءاً من رحلة البوسطة، التي تحتضن الكم الأكبر من المحطات، وجلها تسرد جوانب إنسانية ووجدانية، وتترك أثراً في النفس، وتوثيق لمرحلة ما من مراحل الشعب الفلسطيني، عموماً والحركة الأسيرة على وجه الخصوص.

      كانت حياة العيش في الأقفاص تروى بشخوصها وشهودها، دون الحاجة لراوٍ خارجي، أو بيان لمؤسسة حقوقية تنسب معلوماتها لأقوال بشهود عيان، فيما نزلاؤها من مجموعات اثنية مختلفة، بينهم الفلسطيني الأسير الأمني، والسجين المدني الجنائي الإسرائيلي. فهذا أسير معتقل، على خلفية ضلوعه بنشاط مقاوم ضد الاحتلال، أما الإسرائيلي فإنه قد يكون على خلفية تحرش جنسي، أو سرقة، أو رشوة، وشتان ما بين الاثنان.

      إن ظروف المحاكمات وآلياتها كانت حاضرة في الكتابة، حيث الجلسات الصورية والشكلية، والتي لا تلتزم بالمعايير القانونية، ويتحكم بكل قرارتها جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك"، وخصوصاً فيما يتعلق بالمعتقلين الإداريين.

     أما حياة الأسرى فهي مليئة بالجوانب التي كانت محظوظة بسردها، فكان تقرير الأسرى المرضى، وكيف أن بعضهم يتناول في اليوم 12 قرصاً من الأدوية، وتقرير آخر سرد حول كشف ضرب جماعي بين الأسرى في سياسات الفرح والحزن، في مشهد كان يثير حرس السجن، وهم يشاهدون تكرار ذلك المشهد في أيام عديدة.

     في ساحة الفورة تلتقي بأسرى لهم حكايات تختلف عن الآخرين، فذاك الأسير (عمر البرغوثي) "أبو عاصف" الذي أمضى في السجون ثلاثين عاماً، وهو شقيق عميد الأسرى الفلسطينيين المحررين (نائل البرغوثي)، والذي يروي حكاية أسرته التي عاشت الأسر من الجد، الأب، الام، الأشقاء، الأبناء والأحفاد، وما تخللها من وفاة الوالدين وزواج الأبناء وجلاء الأحفاد وهم خلف القضبان.

     حكاية الأسير (عصمت منصور) الذي اعتقل مدة 18 عاماً ، ويمضي الآن 19 عاماً بالأسر ، أي أن نصف عمره أمضاه في الأسر، والسنوات المتعاقبة التي عايشها مع الأسرى، وبخاصة اقترانه بمحامية اعتقلت مدة عام واحد.

     وكانت قصة الأسير (يعقوب الريماوي) مغايرة لحكايات الأسرى الآخرين، فقد أضحى مصاباً حالياً باعاقتين، الأولى فقدانه النظر بإحدى عينيه، والثانية كسر أحد ساقيه، وذلك خلال نقله إلى إحدى المحاكمات، ورفعه قضية ضد الضابط الذي تعرض له.

        إن واقعة اعتقال الأشقاء الأربعة من عائلة الحلبي من بلدة كفر عقب، قضاء القدس، كانت شاهدة على استهداف أسر فلسطينية بكاملها، والتي طالت أيضاً اعتقال الأب وابنه، كما حصل مع الشيخ حسن يوسف ونجله / أويس.

      لكن إبداعات الأسرى لم تغب عن تسليط الأضواء عليها، فهناك تغلب على ندرة الطعام المقدم من قبل إدارة السجن، ورداءته من خلال إنجاز وجبات تعين على محنة الأسر ، وتوفر له من أنواع الحلوى المحببة، ومنها الكنافة النابلسية التي يتم إعدادها بوسائل تقليدية.

      أما حلاق السجن فهو أسير متطوع، يسهل على الأسرى تزيين شعورهم في مشهد يظهر تفاني الأسرى في خدمة بعضهم بعضاَ، ولا يختلف عن ذلك الأسرى العاملون في مجال توزيع الطعام ،والذين يتطوعون لخدمة إخوانهم الأسرى.     وكانت خطبة وصلاة الجمعة حاضرة أيضاً في الكتابة، كونها محطة اجتماع للأسرى معاً في كلمات يوجهها الخطباء، وجلهم من المتخصصين، والتي تتناول قضايا وطنية وتربوية، لا تتغيب عن اهتمام الأسير.

     وهناك محطات أخرى تروي استهداف الأكاديميين الفلسطينيين القابعين بالأسر، فكانت قصة الدكتور (محمد علي الصليبي)، والدكتور غسان ذوقان، وهما محاضران في جامعة النجاح الوطنية، إلى جانب لقاءات مع نواب المجلس التشريعي الأسرى وعلى رأسهم رئيس المجلس التشريعي (د. عزيز دويك).

     لقد كانت وقفة جادة مع معاناة الأشبال القاصرين، خاصة وأن ثلاثة سجون تحتضن 166 شبلاً بعضهم تقل أعمارهم عن 24 عاماً حرموا من دفئ عائلاتهم.

أما مصطلحات الأسرى، والتي تمزج بين الرمزية والكلمات العبرية، والتي تفرض قسراً على الأسرى ، فقد كانت إحدى الجوانب الحاضرة في عناوين المواد المكتوبة، والتي تأخذ جزءاً لا بأس به من يوميات الأسرى.

      ونجاح آخر يسجل للأسرى، وبخاصة تحديهم إجراءات مصلحة السجون بتعميق الانفصال، حيث تمكن أسرى سجن (عوفر) بإجبار إدارة السجن على جمع أسرى الفصائل الفلسطينية الخمسة، ومن بينها فتح وحماس ، للعيش معاً في رسالة للقيادات السياسية في الخارج ،أن الأسرى متقدمون على قياداتهم.

      أما زيارات الأهالي لأبنائهم الأسرى، والتي تتم بعد مضي أشهر على الاعتقال، فكان لها وقع آخر، كون غالبية الأسرى يعانون من حرمان القسم الأكبر من ذويهم من زيارتهم لدوافع أمنية، وعندما تتم تلك الزيارات، تكون في مشهد دراماتيكي مؤثر، وبخاصة عندما يلتقي الأسير مع أطفاله، حيث يحول العازل الزجاجي دون تقبيلهم.

      وللألعاب الرياضية والمسابقات حظ في يوميات الأسير كونها شكل من أشكال تمسك الأسير باتجاه المحافظة على جسمه وهذا حاله، وفي أجسام أسرى أمضوا سنوات طويلة في الأسر، لا يزالون يحافظون على صحتهم ولياقتهم.

     وهناك محطات أخرى تتعلق بنتائج أبحاث أجريت على الأسرى، بعضها حول استخداماتهم لشبكات التواصل الاجتماعي، وأخرى حول توزيعهم الديموغرافي، وحول تعرضهم لوسائل الإعلام المتوفرة داخل الأسر، وطبيعة اهتماماتهم.

     ولا يقف الأمر عند المواد الصحفية، بأشكالها التقليدية، وإنما تمتد أيضاً إلى الخواطر والمقالات، فمنها: مقال حول التعاطي الإعلامي مع قضايا الأسرى، وهي انطباعات حول يوم سقوط الثلج داخل السجن، وعن رسائل خاصة مفتوحة لفلذات الأكباد.

     وانطلاقاً من واقع النقل الحقيقي لوضع الأسرى، فإن هناك تسليطاً لظواهر تعد في نظر الكثيرين سلبية ،منها: انتشار التدخين بين الأسرى، وبخاصة الأشبال، رغم قيام بعض التنظيمات الفلسطينية بحملات منظمة لمحاربة الظاهرة.

     ولا يتوقف القلم عن الكتابة يومياً، وسيبقى السجل مفتوحاً، يكشف عن الخفايا والأحاسيس، لتكون نافذة للعالم ليعيش ولو بالقراءة عن معاناة الأسرى، وليكون الأسير الصحفي في مهمة قد يشكر السجان عليها يوماً ما.

المزيد من الصور
">هكذا كانت محطات اعتقالي<div style=mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke
"/>
mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke
">هكذا كانت محطات اعتقالي<div style=mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke"/>
mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke
">هكذا كانت محطات اعتقالي<div style=mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke"/>
mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke
">
فيسبوك
تغريد
mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke">
أنشر
mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikkehttp://www.asdaapress.com/?ID=8612">
واتس آب
mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke">
لينكدإن
mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke">
mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke">
حادث
نابلس
عسكر
بلاطة
مواضيع ذات صلة
منذ ساعتين
رئيس الموساد السابق يكشف سبب تعطيل نتنياهو صفقة تبادل الأسرى
منذ ساعتين
شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على شقة سكنية وسط رفح
منذ ساعتين
10 آلاف متظاهر بجنيف يطالبون بوقف الحرب في غزة
منذ ساعتين
أونروا: 800 ألف شخص "أجبروا على الفرار" من رفح
الأخبار
10 آلاف متظاهر بجنيف يطالبون بوقف الحرب في غزة
منذ ساعتين
أونروا: 800 ألف شخص "أجبروا على الفرار" من رفح
منذ ساعتين
حملة دهم واعتقالات إسرائيلية في الضفة
منذ ساعتين
بحضور محافظ نابلس غسان دغلس الهيئة العامة لمركز يافا ...
أمس الساعة 21:55
مقالات
الألم المتجددة على قطاع غزة
الخميس 09/05/2024 21:12
عيد العمال في ظل الحرب
الخميس 02/05/2024 22:02
"" بعض الإصلاح المرفوض والمطلوب من حكومة التكنوقراط الفلسطينية ...
الأربعاء 17/04/2024 14:38
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017