memantin iskustva memantin alzheimer memantin wikipedia">
الجو مشوبٌ بالقلق على ذلك المُفترق، مستوطنٌ يرتدي القبعة السداسية، ويؤدي رقصات الموت.. هناك في جنوب نابلس من بعيد تفوح رائحة التطرف من مستوطنة "يتسهار"، أما حاجز زعترة فهو ذلك السيف الذي يفصل الضفة إلى جسدَين شمالي وآخر جنوبي، المستوطنون يمتشقون البنادق بمختلف أشكالها قبل الجنود العسكريين أنفسهم!، "أوزي، مسدسات، M16"، عذراً كل التسميات هامشية وغير مهمة، فوجود المستوطنين المتطرفين بحد ذاته كارثي.
الشمس في كبد السماء يوم الإثنين الأسود، وإمام يتقدم، والجندي الإسرائيلي يحدّق به!، يبدو أن ذلك الجسد النحيل يحمل بندقية أطول منه!!، تباً إنه أعزل لا يحمل شيئاً، لماذا أطلق الجندي الرصاص عليه إذن؟!.
ذلك الصغير يحملُ في قلبه وطناً لذلك إستحق إصطفاء الله له، لا تحزني عليه يا أمّاه، لا لا تبكي، عليك أن تبتسمي لأن فلذة كبدك كبُر وسبق عمره وتجاوز جيله، نعم يا أم الإمام، ألا تتابعين صفحته عبر "فيس بوك"؟!، ألم تريه يكتب تلك العبارة "كم أتمنى أن يعلو صوت النشيد الوطني على مناسبة استشهادي"؟!، وأرفق هذه الكلمات بصورة له يجلس أمام لوحةٍ كُتب عليها فلسطين!.
إذن هو سبق عمره يا أمّاه، بل حمل هموماً لم يحملها كثيرون ممن هم أكبر منه سناً، ألا ترين شاباً يحمل طولاً بعرض ومفتول العضلات ويعمل لصاً في شوارع بلادي؟!، ألا ترين شاباً يحمل طولاً بعرضٍ ويفوق عمر إمام ويلاحق فتيات مجتمعه؟!، ألا ترين شاباً عشرينياً يبحث عن المخدرات وينغمس في وحل الدعّارة؟!، ألم تشاهدي كل هؤلاء؟! إبنك إمام كان أصدق منهم جميعاً وأعظم منا، ونال إصطفاء ربّه، فلا تزعجي نفسك بالبكاء!.
ما بال هؤلاء الشهداء الأطهار؟! ما الذي يحدث؟!، قبل أن ينتهي عام2014 يُطّل شهيدٌ جديدٌ يكتب الكلمات المتعلقة بالشهادة والشهداء عبر صفحته!، إنها حالات متكررة، هل هم فعلاًً يودّعون الدنيا دون أن يعلموا ما يُحيك لهم قدر الله!، من يدري ربما هم شهداء يمشون على الأرض ويرتقون للسماء في لحظة إختراق الرصاص لأجسادهم!.
يا أم الإمام: لا تسألي لماذا أعدموا صغيرك الأعزل، إنه يحمل بداخله وطناً بحجم الكون يا أمّاه، كيف يسمحون له بحب وطنه بكل براءة؟! ربما يكبر ويبغض التعصب الفصائلي، ويترجم تلك اللوحة التي وقف أمامها إماماً ومكتوبٌ عليها فقط بالبونت العريض "فلسطين"!، لكن القدر فضّل أن يختار المقولة التي كتبها فوق الصورة!، أنتم أيها المهنؤون، لا تنزعجوا لا تهتفوا لفصائلكم في جنازة إمام، بل إجعلوه إماماً وسيروا خلفه، وأسمعوا "يتسهار" ترانيم النشيد الوطني الفلسطيني على وقع خطواتكم في زفة العريس الصغير.