ناقشت الحلقة الخامسة من برنامج "قضية ومسؤول" الذي تنظمه جامعة القدس المفتوحة ووزارة الإعلام، هموم القطاع الزراعي في الأغوار الشمالية، واستعرضت جهود وزارة الزراعة في دعم الفلاحين، والسياسات التي أقرتها الوزارة، فيما عرض مزارعون ورؤساء جمعيات تعاونية وهيئات محلية ونسوية العوائق التي تعترضهم، وبخاصة في ظل نهب الاحتلال لمصادر المياه، ومصادرته لمساحات واسعة من الأراضي، وتداعيات انحباس الأمطار.
واستضافت الحلقة الخامسة من الحوارات التي تجمع المواطنين بالوزراء وجهات الاختصاص وكيل وزارة الزراعة المهندس عبد الله لحلوح، ومحافظ طوباس والاغوار الشمالية العميد ربيح الخندقجي، ومدير زراعة المحافظة المهندس مجدي عوده، ومدير بيطرتها د.عمار الحنبلي.
فيما استهل رئيس مجلس قروي عين البيضاء مصطفى فقهاء البرنامج برسم واقع الأغوار الحالي، والتحديات التي تواجه المزارعين من مصادر متعددة أبرزها الاحتلال وإجراءاته التوسعية، التي تستولي على سلة الغذاء الفلسطيني، وأكد أن المنطقة تعاني الأمرين، وتحتاج للكثير من خدمات البنية التحتية، والدعم الحكومي، وتنفيذ مشروعات اقتصادية عديدة.
فيما أشار لحلوح إلى أن الظروف الراهنة تستدعي الالتقاء بمزارعي الأغوار، والاستماع إلى التحديات التي يواجهونها، موضحاً أن الحكومة والوزارة تعتبر المنطقة من أهم الأماكن الزراعية في فلسطين. وأكد أن الوزارة اتخذت إجراءات لحماية القطاع الزراعي، وفتحت أسواقاً جديدة للمنتجات كما في العربية السعودية، ومنعت دخول منتجات زراعية إسرائيلية للأسواق المحلية بغية دعم المنتج الوطني كالعنب والجوافا والبطاطا والبطيخ.
وقال بان الزراعة تقاس كنشاط اقتصادي في جميع دول العالم، لكنها تتمتع بخصوصية في فلسطين، إذ تعتبر إضافة إلى كونها نشاط اقتصادي عنواناً للصمود والبقاء والمقاومة، وأشار إلى انه لن تكون تنمية اقتصادية حقيقية دون النهوض بالقطاع الزراعي، الذي يستحق الدعم والمساندة، فيما تضع الوزارة ذلك ضمن خطتها الإستراتيجية.
وأضاف إن القطاع الزراعي يحتاج من أجل النهوض به إلى توفير مصادر المياه، وتحسين إدارتها، وحفر الآبار، وإقامة السدود، في وقت يسيطر الاحتلال على 90% من مصادرنا المائية، بالإضافة إلى شق الطرق وتوفير مستلزمات الإنتاج بأسعار مخفضة، وفتح الباب أمام الأسواق العالمية، ودعم الثروة الحيوانية.
وذكر الوكيل لحلوح آن أضرار العاصفة الثلجية التي ضربت فلسطين في كانون أول الماضي بلغت 23 مليون شيقل كأضرار مباشرة، وخمسين مليون أضرار غير مباشرة ، موضحاً أن الحكومة استطاعت تأمين16 مليون دولار لتعويض المزارعين من مصادر دولية وعربية وإغاثية. وقال بان الوزارة ستعمل على توزيع الأسمدة على المزارعين. وحول الجفاف وانحباس الأمطار ذكر لحلوح إن المنطقة تعاني حالة عنيفة من تغّير المناخ، وأوضح بان الحكومة لن تعلن حالة الجفاف هذا الموسم؛ لأن المعايير العالمية المتبعة لا تطلب من الدولة إعلان حالة الجفاف، إذا زادت كمية الأمطار عن 25 % من معدلها السنوي، موضحاً بأن نسبة الهطول العام الحالي ( قبل أمطار العاشر من آذار) فاقت 60% في بعض المناطق.
وأكد أن الحل يكمن في صندوق درء المخاطر والتأمينات الزراعية، بالإضافة إلى أن الحكومة تعمل على إنشاء عدد من السدود لتوفير المياه،وتنفذ بالفعل سدين في محافظة الخليل، وتبحث عن تأمين لسد الفارعة.
وحول استخدام المبيدات الكيماوية قال لحلوح إن عدد الأدوية المرخص باستعمالها في إسرائيل 450 ماده فعاله، بينما المسموح باستعمالها في الأراضي الفلسطينه 240 ماده فقط ، وهذا يدلل على مدى حرص الوزارة على صحة المواطن، من خلال سلامة المنتج. كما عربت بطاقة البيان على الأدوية والمبيدات، مشيراً إلى وجود مختبرات لفحص السمية تعمل في الأراضي الفلسطينية، منها ما يتبع للجامعات ، ومراكز الأبحاث، إضافة إلى مختبرات المركز الوطني للبحوث الزراعية.
وأشار لحلوح إلى أن هذا قطاع الثروة الحيوانية يعاني انخفاضًا في الإنتاجية في الحليب واللحم بسبب انحباس الأمطار وتلف المراعي، وأشار إلى أن الوزارة تعمل على النهوض بهذا القطاع من خلال البرنامج الوطني لتحسين السلالة ، منوهاً إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف مرتبط بالسوق العالمي، ويصعب على الحكومة التدخل في أسواقه.
وقال إن الوزارة ستخفض ضريبة القيمة المضافة على الأعلاف من 16 % إلى 8 %، ما يعني دعماً غير مباشر لمربي الثروة الحيوانية بنسبة تفوق 30 %. ودعا المزارعين إلى الإسراع في فتح ملفات ضريبية، لتتيح لهم الحصول على العوائد التي يدفعونها، بدلاً من تسربها للتجار.
بدوره، أكد المحافظ العميد الخندقجي أن الرئيس والحكومة مهتمة بالأغوار، وتتعامل معها ضمن أولوياتها، وتبحث عن كل سبل دعم صمود المزارعين والمواطنين فيها، الذين يواجهن حرباً إسرائيلية مفتوحة منذ الاستيلاء على هذه المنطقة الحيوية والزراعية.
وشدد على أن الأغوار وحدة واحدة، وليس هناك تقسيمات أغوار وسطى وشمالية وجنوبية في خطة الدعم الحكومي، بل تسعى إلى منحها دعماً مفتوحاً يعزز البقاء في وجه الاستيطان ونهب المياه والأرض، التي هي عنوان الصراع.
ودعا الخندقي المزارعين إلى نقل العقبات التي تعترض طريقهم إلى المسؤولين، وعدم الرضوخ للأمر الواقع الذي يحاول الاحتلال فرضه على المنطقة بالقوة. مؤكداً أن البرنامج يوفر فرصة للتواصل بين المسؤول والمواطنين، لحل المشاكل الحياتية.
فيما قال المساعد الأكاديمي لمدير فرع "القدس المفتوحة" بطوباس الأستاذ جهاد ربايعة، إن الجامعة تحرص على فتح نوافذ الحوار بين المواطنين والمسؤولين كأحد أدوارها المجتمعية، لتكريس ثقافة الحوار والبحث عن حلول لقضايا يومية وتنموية وخدماتية، بعيداً عن التأجيل والتبرير.
وأضاف إلى أن هناك مسودة لمذكرة تفاهم ثلاثية بين الجامعة ووزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون لتطوير البرنامج شكلا ومضموناً، وتعميمه لمحافظات أخرى، وتناول حقول وقضايا مختلفة.
من جانبه، قال منسق وزارة الإعلام في طوباس، عبد الباسط خلف، الذي أدار الحوار، إن الوزارة تنفذ برامج حوارية توفر فضاءات لربط المسؤولين بالصحافيين، وهمزة وصل بين المواطنين وجهات الاختصاص، بعيداً عن إعادة تدوير الأزمات، وإنما رسم ملامح لحلها.
وأضاف إن البرنامج استضاف في السابق وزراء: الصحة، والزراعة، ورئيس سلطة المياه، ووكيل وزارة الحكم المحلي ورؤساء بلديات طمون وطوباس وعقابا، وناقش قضايا حيوية لمواطني المحافظة وأبرزها مستشفى طوباس والأسباب وراء تأخر افتتاحه.