نابلس- إكرام عودة- على سرير في العناية المكثفة، يقبع الطفل محمد موسى العطاونة (14عاما) بعد إقدامه على شنق نفسه بعد حصوله على علامة متدنية في احدى المواد الدراسية، ولم تمض فترة زمنية طويلة على حادثة طالبة الثانوية العامة فاطمة علي العروج (18عاما) من مدينة بيت لحم، والتي فارقت الحياة قبل دقائق من دخولها قاعة الامتحان.
فيلم رعب يشهده طلبة المدارس في فلسطين، فيلم طالت ساعاته لتشبث دقائقها على صفحات حياة الطلبة الدراسية اليومية، فمع استمرار تكرار حالات الوفاة والهلع وحتى اقدام الطلبة على الانتحار بسبب الامتحانات والنتائج الدراسية، غدا من الطبيعي جدا أن يسيطر على أذهاننا استفهام حول مدى تأثير الامتحانات المدمر هذه الايام على حياة الطلبة!
مشاعر وأفكار سلبية
صعوبة بالنوم، قلق، وخوف شديد، والالام بالمعدة... تلك هي المشاعر التي ذكرتها الطالبة رنين ضميدي أول ثانوي/ الفرع العلمي من بلدة حوارة، جنوب مدينة نابلس، حين سألت عن المشاعر التي تنتابها فترة الإمتحانات.
وتقول: "إن هذا المجتمع السيء هو الذي زرع في نفوسنا فكرة الرعب من الإمتحانات، فحرص الأهالي الزائد على حصول أبنائهم على علامات مرتفعة، ورغبة الطلبة في ارضاء أهاليهم، ونظرة المجتمع "شاطر، فاشل" علاوة على صعوبة المواد، كل ذاك أليس من شأنه أن يجعل الإمتحانات تفقدني شهيتي على الأكل، وتسبب لي صعوبة بالنوم؟!" بلهجة استنكارية تطرح الطالبة رنين هذه العبارة!
أفكار سلبية مختلفة تسيطر على عقول الطلبة عند دخولهم قاعة الإمتحان، إذ تصف الطالبة ضميدي والتي تطمح لدراسة الصحافة والإعلام مستقبلا تلك الأفكار والمشاعر قائلة:" رهبة قاتلة.. وتساؤلات حول قدرتي على اجتياز الإختبار، وحصولي على نتيجة مرضية لقاء تعبي وسهري على الإمتحان، وهواجس حول احتمالية نسياني كل ما درسته".
وجوه مصفرة وأيادي مرتشعة
من جانبها المعلمة زينات أبو دية، العاملة في مدرسة عقاب الثانوية للبنات، تؤكد بأن خوف الطلبة من الامتحانات غير مبرر، منوهة إلى وجود أسباب عدة قد تقف وراء هذا الشعور المبالغ به عند بعض الطلبة، حيث أن عدم استعداد الطالب بشكل جيد للإختبار قد يسبب له الشعور بالخوف والتوتر، إضافة إلى خوف الطالب من ردة فعل والديه في حال إخفاقه في امتحان ما.
وتتابع، أن اقتناع بعض الطلبة بضعفهم في مادة معينة، من الممكن أن يكون سببا وراء حالات الهلع التي تصيب الطلبة من الاختبارات،هذا علاوة على صعوبة المادة أو عدم كفاية الوقت المتاح لدراستها والتمكن منها.
وجوه صفراء، وأيادي مرتعشة، وحتى معالم نقيضة تحمل في طياتها معنى اللامبالاة، واستياء ملحوظ من قبل بعض الطلبة من المراقب، تلك هي المشاعر والانطباعات المختلفة التي تلحظتها المدرسة أبو بدوية فور دخولها قاعة الامتحان، مؤكدة أن شعور الطلبة بالخوف وقت الامتحان هو أمر طبيعي، ما لم يكن مبالغ به!
مشيرة إلى إمكانية تجاوزه من خلال دخول معلم/ة المادة على قاعة الاختبار، والإجابة على استفسارات الطلبة، ومحاولة تهدئتهم.
رأي علم النفس
الأخصائية النفسية سلمى محمد أبو اليزيد، تذكر وجود أعراض غير طبيعية من الممكن أن تنتاب الطالب فترة الامتحانات كالاصابة باضطرابات النوم، وفقدان الشهية للطعام، وعدم التركيز الذهني، والاصابة باضطرابات انفعالية وجسمية.
علم النفس الاكلينيكي يؤكد وجود حالات رعب وهلع ممكن أن تصيب الطلبة وقت الامتحانات،
فأعراض الحالة تكمن في ظهور حالة التوتر والأرق وفقدان الشهية أثناء ليالي الامتحانات وكذا الشعور بالضيق النفسي الشديد وتسارع خفقان القلب مع جفاف الحلق وسرعة التنفس وتصبب العرق وارتعاش اليدين وعدم التركيز وبرودة الأطراف فكثرة التفكير في الامتحان والانشغال بالنتائج المرتقبة كلها أعراض وسلوكيات فيسيولوجية وانفعالية وعقلية تربك الطالب وتعيقه عن أداء المهام.
وكما تشير الى الدور الذي تلعبه أجواء الاسرة فترة الامتحانات، والذي غالبآ مايكون سلبيآ تجاه الطلاب وذلك من خلال أساليب تنتهجها الأسره لمتابعة الابناء، فعوضآ عن تهيئه الأجواء المناسبه له كي يستطيع المراجعه فهي تقوم بالضغط علية ومطالبته بأن يحصل على أفضل العلامات وتهديدهم له بمعاقبته في حال لم يحصل عليها،هذا مايخلق أجواء من القلق لدى الطالب والخوف الشديد لذلك يلجاء الأبن للضغط على نفسه وبذل جهد يفوق طاقته للإلمام بكل شي،ماينتج عدم الأستعداد الجيدوالكافي ليوم الأمتحان،أيضآ يصاب الطالب داخل قاعة الأمتحان بعدم الثقه بالنفس ليركز على سلبياته ونقاط ضعفه مما يؤدي للإحساس بالعجز عن أداء الأمتحان.
أمور عدة يجب على الطالب القيام بها لتفادي الاصابة بحالة "قلق الامتحانات" أهمها الثقة بالله وبالنفس، إلى جانب التحضير الجيد والمبكروالاستعداد طوال العام، الى جانب قراءة الاسئلة بهدوء وتمعن أثناء الاجابة عنها، مع ضرورة الاخذ بعين الاعتبار ضرورة اعطاء الجسم راحته خاصة في الساعات القليلة التي تسبق ساعات الامتحان، والتخلي عن الطموحات المبالغ فيها، والتركيز على النقاط الايجابية التي يمتلكها.