الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مع اقتصار الثوب الفلسطيني على المناسبات الوطنية.. هل سيندثر؟
تاريخ النشر: الأثنين 05/01/2015 15:16
مع اقتصار الثوب الفلسطيني على المناسبات الوطنية.. هل سيندثر؟
مع اقتصار الثوب الفلسطيني على المناسبات الوطنية.. هل سيندثر؟

نابلس-اكرام عودة- شاردة الذهن، وبعيون  يملؤها الحنين، تستذكر الحاجة أم العبد التي تجاوزت العقد الثامن من عمرها ذكريات طفولتها وشبابها مع الثوب الفلسطيني المطرز، الذي تربطها به علاقة قوية، وتذكر أنها كانت قد  تعلمت التطريز من أمها، وأخذت على عاتقها تعليمه للفتيات حتى لا يندثر.

 

 

وبتنهيدة تسبق كلماتها، تتأسف أم العبد على الحال الذي آل له الثوب المطرز بعد إعراض الفتيات عن ارتدائه، وولعهن بالأزياء الغربية التي لا تعبر عن الهوية الفلسطينية.

 

الثوب يعكس الهوية

الى كل مكان تذهب اليه، ترتدي الحاجة ام العبد الثوب الفلسطيني، والذي ترفض استبداله بأي قطعة قماشية جديدة تدخل الاسواق من الجلابيب والدشاديش والاثواب العصرية التي تكتسح الاسواق اليوم، وتؤكد أنه حتى الشابات الصغيرات بالعمر اعتدن ارتداء الثوب الفلسطيني قديما، أما اليوم فهي لا ترى الثوب الا بالمناسبات الوطنية فقط وهذا يحزنها كما تقول.

لكل بلدة تطريزة معينة لأثوابها تميزها عن أثواب المناطق الاخرى، فتذكر ام العبد أن الناس قديما لم يكونوا في حاجة لسؤال الفتاة عن بلدها، فمجرد النظر للثوب الفلسطيني المطرز الذي ترتديه يدل على البلد الذي أتت منه.

وسط زغاريد تعلو، وأزهار جافة ترش على الحضور، كانت العروس تدخل مرتدية ثوبا فلسطينيا نقش بزخارف وتطريزات تميزه عن بقية الاثواب، حيث اعتادت المرأة الفلسطينية في القدم أن ترتدي الثوب الفلسطيني في كل اللحظات والى أي مكان تذهب اليه، اما اليوم فالثوب الفلسطيني يكاد يندثر مع اقتصاره على المناسبات الوطنية فقط.

أسباب هجر الثوب

الشابة هداية أبو العلا من قرية طلوزة قضاء نابلس، هي واحدة من بين شابات فلسطين اللواتي اعتدن ارتداء الثوب الفلسطيني في المناسبات فقط، وتقول إنه على الرغم من حبها للثوب الفلسطيني وفخرها بارتدائه  الا أنها تجد الثوب الفلسطني غير عملي هذه الايام، ويصعب ارتداؤه أيام الدوام الجامعي.

وتضيف بأن  أغلبية شابات اليوم يترددن في ارتداء الثوب الفلسطيني في الايام العادية، خشية من كلام الشبان الذين يرون في ارتداء الشابة للثوب الفلسطيني  في يوم عادي ودون مناسبة لفتا للأنظار، الى جانب ارتفاع تكلفة الثوب الفلسطيني فكثير من الشابات ترغب في امتلاك الثوب الفلسطيني لكن تجد ثمنه باهظا.

وتضيف: "جيل اليوم هو جيل الموضات الغربية الرائجة، فمن الصعب أن يتقبل فكرة ارتداء الفتاة للثوب الفلسطيني رغبة في احياء التراث، وحبا له"، وتعزو الشابة أبو العلا ذلك الى قلة الثقافة والوعي السائد بين جيل اليوم حول التراث وأهمية الحفاظ عليه.

وتطالب كل ىفتيات جيلها بالبدء بارتداء الثوب الفلسطيني في الايام العادية، والتجاوز عن كل المعيقات سابقة الذكر، فاذا استمرت فتيات فلسطين باقصار الثوب الفلسطيني على المناسبات الوطنية فقط قد يأتي يوم يندثر به الثوب الفلسطيني.

من جانبها الشابة ورود خليل من مدينة نابلس، تؤكد أنه لا مانع لديها من ارتداء الثوب الفلسطيني في الايام العادية، فذلك يشعرها بالفخر، ويعود بها لأصلها الفسطيني العريق المليئ بالحضارة والرقي، وتعزو سبب اقصار الثوب الفلسطيني هذه الايام على المناسبات الوطنية فقط، الى المؤسسات بشكل عام، فهي ترى ان الخلل منها.

"خلينا متطورين بس من دون ما نخرب اللي بنوه أجدادنا" بهذه الكلمات تصف الشابة ورود ما يجري اليوم من موضة غربية تغزو الاسواق الفلسطينية، ويلحق بها جيل اليوم، ودون وعي، وتختم حديثها بدعوة الشابات للتمسك بالثوب الفسطيني وارتادئه كل يوم وبفخر، منوهة الى خطورة اقصار ارتدائه على المناسبات.

 

التراث بطريقة عصرية

 

كمحاولة لدمج القديم بالحديث، تؤكد خالدة استيتية من مركز ركن المرأة بنابلس، تحسن إقبال الفتيات والنساء على ارتداء التطريز الفلسطيني بعد ادخاله في الملابس العصرية، فمع عزوف الجيل الشاب عن ارتداء الثوب الفلسطيني واقصاره على المناسبات، كان لا بد من ادخاله بطريقة ابداعية بالملابس العصرية اليوم، وهذه مبادرة إيجابية تساعد في الحفاظ على التراث الفلسطيني من الاندثار.

 

 فباستطاعة الشابات انتقاء أي قطعة مطرزة تلائمها، وتتماشى مع مناسبتها الاجتماعية، وتصف استيتية الاقبال على شراء الملابس العصرية المطرزة بالكبير، نظرا لتنوعها، وللطريقة العصرية المستخدمة  في دمج المطرزات بالثياب بطريقة تمزج القديم بالجديد.

 

وأشارت إلى دور النشاطات التي تنظمها الجمعيات والمؤسسات في نشر الوعي حول أهمية الحفاظ على الثوب والتراث الفلسطيني من السرقة، خاصة في ظل المحاولات الإسرائيلية لنسب الثوب الشعبي لهم، مؤكدة أن ركن المرأة يحضر لنشاط قريب بالتعاون مع نادي المدينة الرياضي في نابلس، حيث سيكون هناك عرض ازياء ومطرزات تراثية من مناطق مختلفة، كمحاولة للحفاظ على التراث والمطرزات الفلسطينية، والحيلولة دون اندثارها.

 

 

 

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017