فراس أبو عيشة- لم تكُن العاصفة الثلجية الأخيرة التي أصابت بلاد الشام وفلسطين محض ثقة واعتماد من بعض الفلسطينيين لمواقع الطقس الفلسطيني، خاصةً بعد حجم الإخفاقات، والتهويل في التوقعات الجوية على حد قول بعض المواطنين، ويبقى السؤال "هل استقصدت تلك المواقع حجم هذا التهويل والإخفاقات كما قال المواطنون؟ أم هي التزمت المصداقية ونقلت الصورة كما رأتها في الخرائط الجوية؟".

طمأنةٌ وكسبٌ للثقة

تقول المواطنة رغد دويكات من مدينة نابلس "ما زالت الثقة والطمأنينة تجاه مواقع الطقس الفلسطيني سيدة الموقف، فهي لم تهول، ولكن الخطأ في التوقعات لا يعني الفشل على سبيل المثال، ولو توقعت تلك المواقع أحداث العاصفة بأقل مما حدث كالسنة الماضية، لاعترض الناس وواجهوهم بالشتائم، فـَرضا الناس غاية لا تُدرك.

ولم يختلف رأي لانا شحروري من مدينة طولكرم، قائلةً "مواقع الطقس تتحدث عن حالة الجو حسب ما يُرصد لديهم في الخرائط الجوية، وإن كان هُنالك تهويل فهو يستند للمعلومات الواردة لديهم، وليس لديهم مصلحة في التهويل، وإن حصل شيء غير متوقع فهو بمشيئة الله".

ويُوضح الصحفي عبد الكريم العلمي من رام الله "لم يكن هناك تهويل أبداً، والتوقعات الجوية أثبتت دقتها ومصداقيتها، فهي لم تتجاوز نسبة الخطأ المسموحة، ولا زال لدينا ثقة عالية بمواقع الطقس الفلسطيني، والناس نفسها هي من هولت القضية، ولكن بكل الأحوال الله عز وجل يقلب الدنيا من حالٍ إلى حال في غضون دقائق وثوانٍ".

تهويلٌ وفقدان للثقة

ويقول محمد الحاج أحمد من جنين، وعشرات المواطنين من مختلف المدن الفلسطينية "ما تناقله مواقع الطقس الفلسطيني كان يحوي تهويلاً واضحاً جداً، فهو جعل الناس تتحضر لهذه العاصفة وكأنَّها ستدخل في حرب، وما شاهدناه هو مجرد عاصفة طبيعية، فيها الثلوج والأمطار، وبناءً على ذلك فهي فقدت الثقة والمصداقية".

تبرير موقع طقس فلسطين

ويُبين مدير موقع طقس فلسطين على شبكة الإنترنت الأستاذ أيمن المصري أن هذا العام بدأ بـِتميز واضح مع المنخفضات الجوية والعواصف الثلجية، ونحن وضعنا ما لدينا من معطيات لعاصفة عيبال الثلجية دون أن نُخبئ شيئاً، وقُلنا للناس "كونوا مستعدين وجاهزين، وتخيلوا الجلوس في المنزل بضع أيام"، لأننا نُدرك أن ما هو آتٍ سيكون مُميزاً دون تهويل، ودون أن يكون هدفنا الدعاية الإعلامية.

وبالفعل شاهدت بلاد الشام وفلسطين أيام عاصفة بالفعل، وثلجية في جبال بيت لحم والخليل ورام الله مع تراكمات مميزة، وتوشحت بالثوب الأبيض، وكذلك عجلون التي وصلت سماكة الثلوج فيها إلى 70سم، وجبل الشيخ إلى 120سم.

ويُضيف "بالفعل كانت هذه العاصفة مميزة مع العلم أنَّها لم تنتهي، وتميزت باستمراريتها الطويلة، والبرودة الزائدة، وشمولية الحالة، ومعظم الهطولات ثلجية، ولكن لا يعني ذلك أن تكون كل الهطولات ثلجية، فعلى سبيل المثال، مدينة نابلس يوم الأربعاء وصلت نسبة الأمطار خلال 24 ساعة إلى 100ملم، ولو كانت ثلوج لوصلت إلى 60سم، فكان من الواجب علينا التحذير".