إعجاز فلسطيني مستمر، أطفال يولدون من خلف الزنازين، أمير اشرف الصفدي نموذجاً بقلم:تيسير نصر الله
تاريخ النشر: الخميس 13/03/2014 07:03
إعجاز فلسطيني مستمر، أطفال يولدون من خلف الزنازين، أمير اشرف الصفدي نموذجاً بقلم:تيسير نصر الله
رغم أنني أمضيت فترة من عمري في سجون الاحتلال الإسرائيلي، واعرف جيداً أساليب اﻻسرى الفلسطينيين في ابتكار طرق جديدة للتواصل مع المجتمع الخارجي، عبر استخدام كل الوسائل والحيل الممكنة في إخراج الرسائل والدراسات التي يكتبونها داخل الغرف المحصنة والمراقبة في سجون الاحتلال، ولقد مارست بعض هذه اﻻساليب أثناء وجودي في السجن. اﻻ أنني، وأمام متابعتي للتطورات التي حدثت مؤخراً على إبداع اﻻسرى، وقفت مذهوﻻ امام ظاهرة تهريب السائل المنوي من السجن، وازددت يقيناً أن اﻻرادة أقوى من كل اﻻحراءات البوليسية التي تتقنها بجدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، فليست هذه المرة اﻻولى التي اتابع فيها وﻻدة طفل من خلال حقن والدته بالسائل المنوي المهرب من والده المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي. فلقد حضرت أكثر من عملية وﻻدة ناجحة خﻻل السنتين الماضيتين، والتي كان آخرها وﻻدة زوجة اﻻسير أشرف الصفدي من قرية عوريف قضاء نابلس، والذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد في السجن، وما لفت نظري هو أن أشرف الصفدي عندما اعتقل قبل اثني عشر عاماً كان من المتزوجين حديثاً، حيث لم يمض على زواجه أكثر من أسبوعين.
انه اﻻعجاز الفلسطيني، وسر البقاء، كيف يولد اﻻنسان من رحم المعاناة، وكيف نبحث عن مكان لنا تحت الشمس رغم وعورة الطريق، ورغم حلكة الظﻻم يولد الفجر الفلسطيني، هذا هو الزمن الفلسطيني الذي يسير نحو الهدف مهما اشتدت معاناة الفلسطيني، فلنا موعد قادم مع الحرية، ولنا في بﻻدنا ما نعشقه، لنا اﻻطفال الذين يولدون رغماً عن قوانين اﻻحتﻻل وإجراءاته اﻻمنية، ولنا الفرح الذي عشناه في كل حالة وﻻدة لطفل ما زال والده ينتظر انقضاء سنوات من زهرة شبابه في السجن، لنا التآخي والمودة، ولنا ما نريد.
خرجت قرية عوريف ﻻستقبال الطفل أمير ووالدته الصابرة والتي ولدت من جديد، خرجت في أجواء من الفرح العفوي الصادق الممزوج بالحزن، فاختلطت الدمعة مع الضحكة في صورة جميلة اعتاد الفلسطيني عليها، مثلما يحدث حين يستقبل رفاة شهيد مكثت في قبور اﻻرقام وثﻻجات الموت اﻻسرائيلية سنوات وسنوات. يحق لعائلة الصفدي في عوريف أن تفرح، ويحق لمركز رزان لعﻻج العقم أن يفاخر كل الدنيا بهذا اﻻعجاز الفلسطيني، وأن يحصد الجوائز والتكريم، وأن يواصل تعزيز الثبات الفلسطيني فوق اﻻرض الفلسطينية، فلقد انطلق القطار ولن يتوقف اﻻ في عاصمة فلسطين اﻻبدية قدس اﻻقداس.
لم أستطع اﻻجابة على سؤالي:كيف تمكن اﻻسرى في سجون الاحتلال من اخراج السائل المنوي؟ وكيف نجحوا في تكرار التجربة مرات عدة؟ لهؤلاء اﻻسرى نرفع القبعات، وﻻجل اطفالهم سنعشق الحياة، وسنسعى لغد يليق بهم.