نابلس-إكرام عودة
استنكر الشارع الفلسطيني معاودة صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية نشر صور مسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ضاربة بعرض الحائط مشاعر مليار ونصف مليار مسلم.
ويبدي مؤيد العبد غضبه في تجاوز الصحيفة الفرنسية الخطوط الحمر، والإساءة للرسول الكريم، مشيرا أن " ما حدث لا يبرر فعلتهم، والهجوم الذي حصل على الصحيفة لا نعرف ما ورائه حتى الآن، وما حصل مشابه جدا لأحداث11 سبتمبر، وبعدها حصل هجوم على الاسلام، هذه حجة حتى يغزوا فيها اوطاننا ويشنوا هجوم على ديننا والبلاد العربية".
وكانت الصحيفة قامت بنشر رسوم مسيئة في صفحتها الأولى بعد الهجوم الذي حصل عليها في باريس بتاريخ 7/كانون الثاني، وأسفر عن مقتل 12 شخصا من هيئة تحريرها.
وينفي الحاج رياض زامل من مدينة نابلس وهو يستمع الى نشرة الاخبار الدولية، "نحن لسنا ارهابيين كما يصفونا بوسائل اعلامهم، وما يحدث تحريض ضد المسلمين".
مؤكدا أن مسلمي فلسطين كافة يرفضون الإساءة الشنيعة التي وجهتها صحفية "شارلي إيبدو" الفرنسية لرسول البشرية محمد علية الصلاة والسلام.
ويقول:" نحن جميعا ضد هذه الأعمال البربرية التي تقوم بها بعض الصحف الأجنبية رغبة منها في تشويه الدين الإسلامي، المعروف بسماحته، وأنه دين السلام والمحبة لا دين الإرهاب"، ويأسف على الرقابة الفرنسية التي سمحت بحصول مثل هذه الإساءة للأمة الإسلامية كافة.
من جانبه، يصف أحمد سعيد ما قامت به الصحفية الفرنسية بالمعيب، مؤكدا أن ما حصل لا يمكن أن ينطوي تحت شعار "حرية الصحافة" فالاعتداء على أي ديانة وليس فقط الدين الإسلامي لم ولن يكون حرية تعبير، مشيرا إلى جهل الغرب عموما بأخلاق الرسول محمد رسول الرحمة، فلو علموا من هو لما كانوا قد هاجموه –حسب ما يرى سعيد-.
"نحن من أساء إلى نبينا قبل الفرنسين"- كما يرى خليفة حماد ، مشيرا أن الشعب الفسطيني هو أكثر شعب مضطهد وتعرض للإرهاب، ومع ذلك لم نر سوى متضامنين بسطاء من الدول الغربية، في حين أن ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص تضامنوا مع الذين قتلوا في فرنسا وضد الإرهاب.
ويقول: "أن تجيّش كل قيادات العالم لمناهضة الإرهاب في فرنسا، ولا وجود لأي ردة فعل على الإساءة للرسول محمد عليه السلام هو أمر يرفضه الفلسطينيون".
وقد ظهرت على صفحات التواصل الاجتماعي صورة لرسام كاريكاتير سابق في الصحيفة نفسها يقول فيها "لقد فصلتني شارلي إيبدو لأنني رسمت نجل ساركوزي حين اعتنق الديانة اليهودية لأسباب مادية، وقاموا بفصلي لأنني رفضت الاعتذار".
أما سوسن جبر تعتبر من جهتها ما حصل إهانة وإساءة للإسلام وللرسول الكريم، مؤكدة أن المسلمين كافة لا يرضون مثل هذه الأفعال، منوهة إلى ضرورة وجود احتجاج أكبر على ما حصل، كون الغرب إذا رأى منها تساهلا في هذا الأمر لن يتوانى عن تكراره، فالغرب لا يهدف فقط إلى تشويه الدين الإسلامي فحسب، إنما يطمح نحو إلغائه -كما تقول-.
وقام نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي بتنظيم حملات الكترونية ضد الاساءة للرسول الكريم، ورفعوا شعارات "فداك ابي وأمي يا رسول الله" واخرى "الا رسول الله"، وكانت قد خرجت اليوم بعد صلاة الجمعة بالقدس مسيرة نصرة لرسول الله.
اما في فرنسا، وحسب ما ذكرته وسائل الاعلام، فان مسلمي فرنسا البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة، فانهم يرفضون اعمال العنف التي حدثت في فرنسا الفترة الماضية، الا انهم بنفس الوقت يشعرون بالغضب جراء التحريض الحاصل ضدهم، والاساءة ضد النبي الكريم والاسلام بشكل عام.
ويؤكد الشاب محمد القاضي فلسطيني مقيم في فرنسا، أن المجتمع الفرنسي" لكن دون تعميم" يعتبر ما حصل من اهانة لرسول الاسلام محمد عليه السلام هو حرية تعبير عن الرأي، مشيرا أن الجاليات الإسلامية في فرنسا في حالة تخوف من القادم، لأن ما حصل هو انتهاك وتشويه للدين الإسلامي، وسخرية بشكل صريح.
وفي الحديث عن الخطوات المتوقعة القادمة، كرد على الإهانة للرسول محمد عليه السلام، يضيف القاضي أنه من المحتمل أن تخرج مسيرة لنصرة الرسول والإسلام، منوها أنه حتى اللحظة الحالية لا توجد أية تفاصيل حول الموضوع.
ويذكر القاضي أن البرلمان من جانبه يؤكد على موضوع حرية التعبير عن الرأي، مضيفا بأنه بنظر الفرنسين هذه الرسوم هي تعبير عن الرأي، كون هذه المجلة الفرنسية عادة ما تمس الأديان كافة برسوماتها الكاريكاتورية الساخرة.
ويضيف القاضي أنه حصلت عملية مهاجمة للعديد من المساجد بفرنسا بعد هذه الحادثة، ويذكّر أن الأزهر الشريف دعا المسلمين إلى عدم الاكتراث بمثل هذه الرسومات وضرورة تجاهلها، كون الإسلام أكبر وأسمى من مثل هذه الرسومات، التي تزيد شهرة الجريدة على حساب الدين.
وفي ختام الحديث، أشار القاضي إلى وجود حالة غليان لدى كل مسلم، إلا أنه لم يعلن عن تنظيم أي مسيرة حتى الآن.
