وصلها للعريس يا رئيس"..لم يجد الشاب راشد فضة (35 عاما) من مدينة نابلس بالضفة الغربية سوى هاشتاج يطلقه للم شمله مع خطيبته داليا شراب (32 عاما) من خان يونس في قطاع غزة، بعد أن تقطعت بهم السبل، وحالت الحواجز والمعابر الإسرائيلية من إكمال فرحتهما بالزفاف.

حق طبيعي

راشد الذي مضى على خطبته من داليا نحو الأربع سنوات لم يفلح بالزفاف لعروسته حتى اليوم، يقول "لقد حاولت مرارا وتكرارا جلب عروستي إلى نابلس، ولكن كل محاولاتي فشلت، كل شهر كنت أتوجه لإدارة الشؤون المدنية، وجوابهم لا يتغير، بان الجانب الإسرائيلي يمنع دخول أهل غزة للضفة".

وأطلق فضة وخطيبته مع بداية السنة حملة مستخدما وسائل التواصل الاجتماعي مطالبا بحل قضيته وإتمام مراسيم زفافه بوجود عروسته بنابلس، وناشد فيها الجهات الحكومية بذلك.

مشيرا" لقد توجهت برسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء، والجهات الرسمية بغزة أيضا قامت بنفس الشيء خطيبتي، دون جدوى، تواصلت مع جهات حقوقية داخل الخط الأخضر وجهات دولية دون جدوى، لم اترك بابا إلا وطرقته على أمل لم شملي مع عائلتي".

و بدأت قصتهما عندما تعرف فضة إلى شراب بالأردن من خلال برنامج للتبادل الشبابي في الأردن، و أعجب يبعضهما البعض، بعدها قام بخطبتها من أقاربها، وبعد فترة زار غزة وعقد قرانه علها، إلا أنهما لم يعلما أن قصتهما ستطول كل هذه الفترة، وأنها باتت قضية شعب بأكمله يعاني ظروفا واحدة جراء سياسات الاحتلال التعسفية.

وكانت شراب حاولت الوصول إلى خطيبها من خلال سفرها من مصر إلى الأردن، إلا أن العريسان فوجئا بوجود عائق آخر في جلبها عن طريق الأردن، فهي بحاجة إلى تصريح وتنسيق امني-كما أفاد فضة- لم يحل حتى اليوم.

راشد الذي بدا مرهقا من شدة الانتظار، لا زال يتفقد منزله الذي قام بتجهزه منذ ثلاث سنوات، ينتظر بلهفة أن تزينه عروسه.

ويقول " نحاول أن نشحذ هممنا، ونصبر بعضنا البعض في كل مرة، راجين من الله عز وجل الفرج القريب".

قضية شعب

أما داليا التي تنهدت كثيرا خلال الحديث معها، لا زالت تغلق حقائب جهازها وتتفقد بدلة عرسها يوميا، وتقول " لا اعرف ماذا أقول، حلم كل فتاة أن ترى نفسها عروس، لقد حرمت من هذه الفرحة، من تفاصيلها كافة، كنت أتنمى أن أجهز بيتي بنفسي، وان ارتب خزانتي، وان ارسم الفرحة على وجه أبي وأمي اللذين ينتظران هذه اللحظة منذ فترة".

وناشدت داليا الرئيس عباس والسلطات الفلسطينية بالضفة وغزة حل مشكلتها، وتذكر " انا مش مرفوضة امنيا، وبنفس الوقت لم يمنحوني تصريح لدخول الضفة، بحجة أن عمري صغير، حاولت كثيرا، وكنت أتوجه بشكل شهري للإدارة المدنية، إلا أنهم لم يساعدوني بشيء، بل على العكس كان تعاملهم سيء معي، كل اللي بطلبه أن أزف إلى عريسي ليس أكثر، وهذا حق طبيعي لأي إنسان".

وتناشد داليا المسئولين بملامسة مشاكل شعبهم، وان يشعروا بهمومهم، مشيرة أن قضيتها قضية الآلاف من أبناء شعبها، فهناك العشرات من الفتيات والشبان بنفس وضعها، وهناك الآلاف من الأهالي الذين لا يستطيعون زيارة أقاربهم سواء بالضفة أو غزة.

مضيفة "أنا عروس مع وقف التنفيذ، أنا قضية شعب بأكمله، حياتنا مرتبطة بالوضع السياسي، وغزة محرومة من كل اشي، محرومين من الحياة والفرح".

ويحاول العروسان إيصال رسالتهما من خلال حملتهما الالكترونية-التي لاقت تفاعلا واسعا- لعل وعسى أن تجد آذانا صاغية