ما هو الرابط بين إلقاء ورمي البيض والأحذية على وزير الخارجية الكندي "جون بيرد"، خلال زيارته لرام الله؛ وإلقاء الصواريخ والقنابل من قبل طائرات الاحتلال على مركبتين تابعتين لحزب الله بالصواريخ، واستشهاد نجل القائد عماد مغنية؟!
تعتبر كندا من ألد أعداء القضية الفلسطينية وهي على الدوام مساندة لدولة الاحتلال في كل جرائمها؛ ومن هنا كانت جريمة قصف وقتل عناصر حزب الله في القنيطرة بسوريا هي امتدادا لجرائم الاحتلال التي ستدافع عنه كندا بالقول؛ إنها دفاعا عن النفس أمام (الإرهاب) الإسلامي المنتشر في المنطقة .
لا تفهم كندا غير لغة المصالح والدفاع الأعمى عن دولة الاحتلال؛ ودولة الاحتلال لا تفهم غير لغة القوة والبطش والإرهاب؛ وراح "نتنياهو" يستعرض عضلاته بإلقاء ليس البيض؛ ولكن بإلقاء القنابل؛ قبل الانتخابات لحصد أصوات الناخبين في دولته؛ "نتنياهو" ومعه كندا والغرب عموما يعتقدون أن العرب يمكن السيطرة عليهم فقط من خلال القوة والبطش؛ وهم لا يلقون الورود علينا ولا البيض؛ بل الصواريخ والقنابل.
رد مقاومة حزب الله لا بد منه؛ فمقاومة غزة كانت ترد على كل عملية للاحتلال على الرغم من حصارها وتجويعها؛ وظروف مقاومة لبنان أفضل بكثير من ظروف مقاومة غزة؛ ومن هنا الكل ينتظر الرد الموجع من قبل حزب الله على دولة الاحتلال التي بعنجهيته "نتنياهو" يريد أن يشعل الحرب.
في الوقت الذي اعتبرت فيه دولة الاحتلال وزيرة خارجية السويد شخصية غير مرغوب فيها لاعترافها بدولة فلسطين ودعمها للحق الفلسطيني؛ لم يتخذ الفلسطينيون موقفا مماثلا لاعتبار "جون بيرد" شخصية غير مرغوب فيها!
يبدو أن زيارة "بيرد" غير المرحب بها تتعلق بطلب السلطة الفلسطينية بعضوية محكمة الجنايات الدولية؛ وجاء مهددا ومتوعدا؛ ومرغبا ليس بلسانه؛ بل بلسان "نتنياهو"؛ فمن يدعم الظالم في ظلمه يكون قد فقد الحياء وحمرة الخجل؛ ولا يتردد في الدفاع عن سفالة وجرائم دولة الاحتلال ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
مواقع التواصل الاجتماعي رحبت بإلقاء البيض والأحذية على "جون بيرد"؛ وهو ما يشير إلى أن الشعب الفلسطيني يعرف جيدا عدوه من صديقه؛ ولكل مقام مقال؛ ولكن أحيانا حالة الضعف دفعت جزء منه إلى الصمت أو دفع ثمن ثقافة الضعف والهزيمة التي من المفترض أن يجري البحث عن مواقع القوة لتغيير الحالة لديها .
لو خير الشعب الفلسطيني حق الاختيار؛ لاختار ما يليق بكل ظالم ومحتل جبان؛ وهو القوة ولا غيرها؛ فحزب الله ورغم ظروفه الصعبة وتشتت قوته وتعقيد الملف السوري؛ سوف يرد على عملية الاحتلال؛ فلك فعل رد فعل.
لن يتوقف الصراع ما بين الحق والباطل؛ عبر عملية هنا أو عملية هناك؛ عبر حرب هنا وحرب هناك؛ وسيستمر الصراع ما دامت الحياة تدب على الأرض؛ كسنة كونية حتى يوم القيامة، والنتيجة ستكون النصر لمن أجاد حسن التدبير والتخطيط السليم.
في المحصلة لن يتوقف الأمر عند فعل ورد فعل؛ بل سيمتد حتى حرب طاحنة تزول فيها دولة الاحتلال عن الوجود؛ كونها أقيمت في غفلة من التاريخ؛ وما بني على باطل سرعان ما سيزول ؛ كونه باطل؛ لكن قبل ذلك يجب التوحد فلسطينيا وعربيا، وتجميع كل الطاقات في بوتقة واحدة لمواجهة التحديات الجسام؛ فالمعارك الكبرى يلزمها قادة عظام يجيدوا صنع التاريخ، والفرص لا تتكرر مرارا.