الرئيسية / الأخبار / فلسطين
شبح العنوسة رسم طريق أم حمزة والخوف من الطلاق حدد خياراتها
تاريخ النشر: الخميس 15/01/2015 20:13
 شبح العنوسة رسم طريق أم حمزة والخوف من الطلاق حدد خياراتها
شبح العنوسة رسم طريق أم حمزة والخوف من الطلاق حدد خياراتها

تقرير: صفاء عمر

 

"خوفاً من أن أجني على نفسي وأبقى "عانس" جنيت على نفسي ومحوت ذاتي"هذه الكلمات التي ما ان قالتها أم حمزة في الثلاثينات من العمر حتى بدت الدموع في عينيها، لكن سرعان ما مسحتها وأبتسمت عندما طلب منها أبنها حمزة ذو الأربع سنوات أن يشرب ماءً.

أنهت أم حمزة دراسة الثانوية العامة بمعدل جيد جداً وبدأت تلح على أهلها بطلب إكمال تعليمها لكنهم عارضوها وبشدة, بحجة أن البنت هي فقط للمنزل، ولن يتقدم لخطبتها أحد إذا اتمت تعليمها في الجامعة في مكان مختلط مما يضع في ملفها الاجتماعي نقطة سوداء، توقفت عن طلبها الذي يأست من أن يلبى وانتظرت العريس في المنزل كما رُسم لها أن تفعل.

وبعد مرورعشر سنوات من الانتظار ومع زيادة الضغط الاجتماعي عليها قبلت أم حمزة بالزواج من رجل متزوج ولديه ثلاث بنات وتقدم لخطبتها حتى "ينجب الولد", وفضلت ان تكون زوجة ثانية على ان تكون "عانس" في ظل عائلة نهشت رأسها بهذه الكلمة في كل مجلس ومناسبة.

وتقول أم حمزة: "عندما أنجبت ابنتي الأولى عاقبني زوجي لأني أنجبت بنتاً ولم أنجب الصبي الذي تزوجني من أجله، وأعادني لمنزل والدي لعدة شهور مع ابنتي وقبل بإعادتي للمنزل بشرط أن أقدم لوظيفة آذنة في مدرسة البنات القريبة من منزلنا، قبلت الشرط وعدت معه داعية الله أن لا أقبل لهذه الوظيفة لأني سألتقي  فيها زميلاتي اللواتي حصلن على معدلات أقل مني في الثانوية العامة كمعلمات فيها".

عندما حملت أم حمزة للمرة الثانية لاقت تهديداً بالطلاق ان لم تنجب الذكر في هذه المرة، أستمرت تسعة شهور لم تزر فيها الطبيب النسائي للكشف عن جنس المولود خوفاً من تعجيل قدرها، وطوال أشهر الحمل كانت تستمع للكلمات الجارحة من زوجها وتماثلها الكلمات اذا ما زارت اهلها حتى لا تعود لهم مطلقة وتجلب لهم العار، وعايشت حرب أعصاب  طوال شهور حملها التي انتهت "لصالحها" بعد انجابها الذكر.

وبعد أشهر قليلة أصيب زوجها اثناء عمله داخل الخط الاخضر ولم يعد قادراَ على العمل بعدها، تمنت أم حمزة في ذلك الوقت ان تكون لديها شهادة لتعمل بها لكنها لم تجد، فقدمت مرارا لعدة أعمال حتى حصلت على وظيفة الآذنة في المدرسة المجاورة، وعملت الزوجة الأولى كخياطة في المنزل وقامتا بمساعدة بعضهما ليقوم المنزل على قدمية ولتوفير حياة كريمة للأبناء.

وتختتم أم حمزة قولها: "أنا واحدة ومثلي الكثير من اللواتي أجبرهن الخوف من العنوسة والطلاق على فعل أي شيء حتى محو أنفسهن في سبيل ارضاء المجتمع والمستقبل الذي رسمه وحدده لنا بالزواج فقط، صحيح أن وجود أبنائي معي يخفف عني الهموم، لكن لو كان حالي مختلف لربما وجدوا أبنائي بحالٍ أفضل". 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017