سلمى ياسر الوريدات –
نظرتها نظرة شموخ وإباء، صوتها موسيقى قوية تعطي الأمل لروح أنهكاها اليأس والخذلان ، امرأة عرفت التميز منذ نعومة أظافرها ، واكبت ، تحدت وتطورت وطورت في مجتمعها حتى غدت نموذج المرأة الفلسطينية الناجحة .
تعتز بفلسطينيتها ، يافوية الأصل ، خليلة الإقامة ، تعمل دون كلل أو ملل ،عرفت بنشاطها النسوي والإعلامي المميز على مستوى محافظة الخليل، إنها الإعلامية والحقوقية ميسون القواسمي.
الإعلام عنوان ومسيرة حياة وتغيير
خبر هنا وخبر هناك فعالية تقام وأخرى تنفذ ومواكبة حثيثة للأحداث ، هذا ما اعتمدت عليه ميسون القواسمة في عملها الإعلامي ،مؤكدة على قدرة الوسائل الإعلامية وتطورها على التغير ، تقول ميسون :" ان العمل الإعلامي بالخليل وخاصة من العام 2004-2006 كانت تحمل تغيرا حقيقا ، ماذا لو قورنت بالوقت الحاضر بظل تطور الوسائل الإعلامي والتكنولوجية الحديثة التي جعلت التواصل أسهل بكثير ، حيث أصبحت بتناول الكثيرين وما دامت هذه الوسائل متوفرة هنا تكمن القدرة على التغيير ".
وتضيف ميسون ": ان اتساع رقعة الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب أصبح كبيرا لا سيما الإعلام المسموع ودورة الكبير في إحداث التغيير لان الرسالة تصل بالسمع قبل العين ، هذا الشيء أعطى ميسون دافعية لتكون بخمس لقاءات إذاعية أسبوعيا لإحداث التغير بموضوعات مختلفة وخاصة الإعلام والمرأة لنقل رسالة نوعية وإيصالها للنساء داخل البيوت حتى تقدر على التغير حتى لو لم يكن ظاهرا ، واقتصر التغيير عليها داخل بيتها بتعاملها مع زوجها وبتربيتها لأبنائها ، بالإضافة إلى أن الوسائل الالكترونية وخاصة الفيسبوك هو طريقة فعالة في توجيه الرسائل المختلفة مع ضرورة مراعاة الخطاب الإعلامي الجيد ومعرفة ما نريد ".
المشاركة السياسية والترشح للانتخابات خطوة في طريق التغير
المواكبة لكافة المجالات منذ شبابها كان الدافع لها للإكمال في التغيير السياسي ، فقد عملت عام 1992 مديرة جمعية سيدات الخليل ، فكانت البداية لمواصلة هذا الطريق ، فوجدت أن المرأة لا يوجد لديها المبادرة لإحداث التغير المطلوب بالرغم من قدرتها على ذلك، فعملت على ابتكار ما هو جديد ولكنه صدمة لمجتمعها بإنشاء قائمة انتخابية فحصلت على 20% كوته نسائية ، ومن خلال منافستها النسوية بإمكانها أن تزيد كوتتها النسائية بالإضافة إلى تعزيز مشاركة المرأة السياسية وخاصة في بلدية الخليل التي تعاني من عادات وتقاليد تمنع مشاركة النساء بالشكل المطلوب وما زالت محافظة الخليل تحد من مشاركة المرأة السياسية وفي الحياة العامة ، وهذا الشيء يكرس صورة المرأة النمطية بان تكون تابع مقرنيين ذلك بوظائف معينة ، وخاصة عدم تقبل الوظيفة الإعلامية ، لذلك كانت القائمة النسوية دافع لإحداث التغير بقضية النساء العادلة وهي تساوي النساء في الحقوق والواجبات في مجتمع يكتسي الحلة الذكورية ".
هذا وواصلت ميسون طريقها وكانت السباقة للتوجه للمجالس العشائرية والحديث عن قائمتها الانتخابية بقوة ، فكسبت بذلك احترام العشائر ومكرسة فكرة لديهم إذا كانت المرأة تريد المشاركة السياسية يجب أن تكون قوية وقادرة على إحداث التغير جبا لجنب مع الرجل دون الاكتراث للحزب السياسي أو للحصص العشائرية لذلك يجب أن تكون المرأة نموذج ايجابي للتغير وهذا كلف ميسون كثيرا إلى أن وصلت إليه .
نتائج عمل مستمرة للتغيير
عمل مستمر وفر التربة الخصبة للشابات للعمل وهذا ليس بالأمر السهل فهذا جاء نتيجة سنوات طويلة من العمل لإحداث التغير :" تقول ميسون بعملنا مهدنا الطريق للشابات وتوفير ظروف أفضل لهن للعمل ، لكن عليهن استثمار هذه الفرص بإكمال الطريق الذي بدأت به ميسون وغيرها من النساء بإحداث التغير ، مع تأكيدها على مواصلة مشوارها ما دام هناك نفس .
ميسون القواسمة الأم المثالية
ما أن تدق الساعة وتأخذ عقاربها أماكنها المحددة مشيرة للساعة الثالثة عصرا تخلع ميسون ثوب المرأة العاملة وتردي ثوب الأم المثالية تحضر الطعام لعائلتها ، تتناقش مع بناتها بما جرى خلال اليوم وتقدم لهن النصيحة بكيفية التعامل إذا واجهتهن مشكلة معينة ، بالإضافة إلى العلاقات الاجتماعية المختلفة مؤكدة على دعم زوجها المستمر لها والذي هو سر نجاحها الأساسي ، منوهة إلى ضرورة عدم تنكر المرأة لدور زوجها في نجاحها .
ووجهت ميسون رسالة للنساء مفادها ضرورة مشاركة المرأة لزوجها بكل شي ، وضرورة أن تعمل فبعملها تعمل على إثبات نفسها في بيتها ومحيطها ومجتمعها.
الأب هو العّراب الأساسي
الأردن مكان إقامة عائلتها ، أب رائع ربها على القوة والإبداع وإيمان أم بقوة ابنتها هو من وضع ميسون بهذه المكانة التي وصلت إليها ، فوالدها نموذج للعراب الذي أعطى ابنته القوة ووضعها على الطريق الصحيح للاستمرار فقال لها ":كوني بقوة الرجال عقليا لا جسدياً"، حيث كان يعطيها مهام صعبة ليؤكد لها أن الحياة بحاجة للقوة لمواجهتها بكل متغيراتها.
رسالة للإعلاميات
الإعلام ليس صوت ولا صورة ، فمع تزاحم تواجد الإعلاميات وفي ظل الصوت والصورة اخفقنَ في تقديم رسالة إعلامية صحيحة ، وتشير ميسون أن الصوت والصورة مكمل أساسي للإعلام والرسالة الإعلامية إذا استغل بالشكل المطلوب ، تكون إحدى نتائجه الحصول على الإعلام النوعي المميز .
رسالة سياسية
ووجهت ميسون رسالة إلى النساء بضرورة إحداث التغيير عندما تقرر المرأة من ذاتها لذلك دون الاعتماد على احد وخاصة المؤسسات النسوية والأهلية ، والمشكلة التي تواجه المرأة في الخليل هو وجود تضخم في المؤسسات مرافقاً لتغيير بطئ وهذا ينم عن فشل في الخطط والاستراتيجيات .
نظرة مستقبلة لواقع للمرأة المتواكب مع التغيير
تؤكد ميسون انه بإمكاننا أن نقول هناك تغيير في واقع المرأة بعد 10 سنوات وذلك يعتمد على مدى استمرار المرأة في تطوير وتغيير واقعها في مجال الحقوق والواجبات والقوانين، لتكون نموذج لجيل يأتي من بعدها .
ميسون في عيون الشباب
تقول سلام زيتون بان ميسون أثرت بها كثيرا فهي جامعه كامله متعدده التخصصات ، يستحيل انك تقابلها بدون ما تسفيد منها، ميسون هي ام واخت ودعم وسند .
تضيف زيتون:" ميسون إنسانه بتدعم الشباب يلي بتشعر انه عندهم شي ، بتحاول دائما تعطيهم دفعه لقدام لحتى يكونوا فعالين في المجتمع ميسون لليوم بتحكي كلمه ( أنتي بنتي ، أنتي ميسون صغيره (، لما كنت طالبه جامعيه متدربه عندها ومتطوعه بالمجموعات الشبابيه يلي هي منسقتهم كنت لسنوات رفيقتها بكافة التدريبات والمجموعات ووصلت لأكون شريكتها في التنسيق هون بلشت اشعر انه وجودي جانبها اثر علي بشكل ايجابي، بالإضافة لما بلشت شغل بعد الجامعه مباشره بلشت اكتشف انه لولا التمكينات من ميسون كان انا ما بقدر ادير جلسات او عندي القدرة لاكون مدربه واعطي لقاءات بموضوعات معينه اكتشفت انه وجودي بجانبها اعطاني متل الجامعه وأكثر بالإضافة إلى الجانب الانساني ، انا مؤمنه انها امي الروحانيه بدون ما افكر هي ملجأ أمن انا كل يوم بتعلم منها شي جديد ، كل يوم بشوف فيها انسانه عظيمة هي مثال لكل امرأة فلسطينية".
دعاء زاهدة ترى أنه بالغالب يطغى على الطابع الصحفي السمة الذكورية، حيث وضعت مهام الصحفي في قالب محدد، الكثير من الأسر تخشى على ابنتها من البيئة الاعلامية بسبب نظرة سلبية خاطئة من مجتمع حكم مسبقا على ناقلين الحقيقة استطاع الرجل أن يثبت نفسه كسفير حقيقي ل الحالة الفلسطينية المليئة بالعنف و الصراع اقتحام المرأه لهذا المجال في منطقة محافظة كمدينة الخليل و اثبات نفسها هي معركة طويله لزمها سنوات ميسون القواسمه و ضعت لنفسها بصمة حقيقه ، اصبحت قدوه ونموذج نجاح ل العديد من طالبات الصحافه اللواتي وضعن أمامهن حلم نجاح الطموح سلم طويل كل درجه منه هي خطوة تسبق نجاح أكبر و كل ما تعلمناه من ميسون هو النفس الايجابي و النظر الي النصف المليئ من الكأس، بالاضافة الى ان الشباب الاعلامين بحاجه لمن يمد له اليد ، هو قادر وناجح ولكن يبحث عن فرصه .
مسيرة بكل حرف فيها ينطق نجاحاً كبيرا ، لامراة تعلمت بأن تكون في الطليعة دوما وقدوة ونموذجا يحتذى به من قبل النساء في مختلف المحافظات، بقوتها واسرتها وعائلتها استطاعت الوصول ، لتقول ها انا ذا واتمنى بان يكون الف ميسون قادرة على التغيير ، فخير المراة الفلسطينة المكافحة والنموذج للعالم اجمع .
