الرئيسية / الأخبار / فلسطين
سوسن.. بعد وفاة والدها أغلقت أبواب أحلامها
تاريخ النشر: الأحد 18/01/2015 18:31
 سوسن.. بعد وفاة والدها أغلقت أبواب أحلامها
سوسن.. بعد وفاة والدها أغلقت أبواب أحلامها

تقرير: صفاء عمر

"بعد وفاة والدي خسرت كل أحلامي وطموحاتي، حصرت كل ذاتي بالمنزل ورغبات أعمامي، الأن عرفت أن والدي كان يحميني من المجتمع وتدخلاته، كان قلمي الذي أرسم فيه طوحاتي وأحلامي" هذا ما قالته سوسن في الخامسة والعشرين من العمر والدمع بادياً في عيونها.

 

بدأت سوسن حياتها مثل جميع الاطفال ترسم أحلامها ومستقبلها في مخيلتها، وكان والداها يشجعانها دوماً لتكون الافضل  وتحقق طموحاتها، كبرت سوسن وكبرت أحلامها حتى حصلت على معدل ممتاز في الثانوية العامة عندها قال لها والدها أطلبي ما شئتي فطلبت أن تتم تعليمها وتدرس خارج البلاد اذا ما تخرجت من الجامعة، وافق والدها على طلبها وبدأ يعمل على وضع الاموال في حساب خاص لها حتى يحقق طموحها، لكن والدها توفي قبل أن تنهي دراستها الجامعية، وبدء أعمامها بالتدخل في حياتها الخاصة ورسمها لها "لحمايتها  أخوتها, وحفظ أموال الأيتام" حسب ما برروا لها دائماً.

 

وتقول سوسن: "عملت والدتي جاهدة على حمايتنا من الجميع وتوفير الأمان لنا كما لو أن أبي موجوداً، لكنها حوربت من الجميع، لا يريدون لنا أن نكون "ترباية مرأة" كما يقولون، وبصعوبة وسط هذه الحرب أستطعت تحقيق أعلى العلامات في الجامعة وبدأ طموحي بالخروج لاتمام تعليمي يكبر ويكبر، وبحثت عن منح خلال وجودي على مقاعد الدراسة للخروج من البلاد، وفعلاً معدلي أهلني للحصول على احدها وأبقيت الموضوع مع أمي سراً عن الجميع حتى أنهي أخر فصولي الدراسية هنا وأخرج ".

 

ما أن أنهت سوسن دراستها الجامعية وحزمت حقائبها وأعدت أوراقها للخروج، حتى علم الجميع بذلك وبدت الحرب من المجتمع تشتد عليها، وأندفع أعمامها وأخوالها لمنعها ومنع والدتها من القيام بأي عمل خارج عن إرادتهم، وضعو كل عراقيل المجتمع أمامها ولم يستثنوا وسيلة لضغط عليها ومنعها، استعملوا الضرب وهددوها بأخذ أخوتها الصغار من أمها اذا لم تتراجع عن الخروج للدراسة ورضخت لأمرهم خوفاً على أمها واخوتها الصغار.

رضيت بالأمر الواقع ولم تعلم أن تخليها عن شيء سيجر على حياتها الكثير من التنازلات، بدء أخوالها بمحاولة اقناع امها لترك المنزل والقدوم للعيش معهم لكنها رفضت وفضلت الجلوس مع أبنائها في منزلهم الذي تركه لهم أبوهم، وهذا ما شدد عليها كلام المجتمع ومحاربة الاقارب لها في كل شيء حتى أنهم ذهبوا لكل صاحب عمل يقوم بتشغيل الام او ابنتها ويقنعوه بطردها.

وتضيف سوسن: " تقدم الكثير لخطبتي ولكن لم يكتمل النصيب لأني كنت بداخلي اردد فكرة اني سأخرج لاكمال تعليمي، وبعد أن يأست من الفكرة في ظل هذا الحال، قررت قبول شاب تقدم لخطبتي بعد أن عرفت أنه سيسمح لي باتمام تعليمي في البلد التي سيخرج لها لاتمام تعليمه هو أيضا، وما أن بدأت مراسم الخطوبة حتى رفض أعمامي العريس بحجة أن مال أخيهم سيخرج للغريب، وقاموا بتزويجي قصرا لأحد أبنائهم".

 

عاشت سوسن مع زوجها حياة لا تنعم بالاستقرار تفتقد للحب والاحترام، ومازالت تحلم باتمام تعليمها في أي مكان وتتم لوحة أحلامها التي رسمتها مع والدها.

 

 

 

mildin og amning mildin creme mildin virker ikke
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017