mildin og amning mildin creme mildin virker ikke"> سامية.. تخلت عن حريتها مقابل حياة وردية لم تحظ بها - أصداء mildin og amning mildin creme mildin virker ikke">
الرئيسية / الأخبار / فلسطين
سامية.. تخلت عن حريتها مقابل حياة وردية لم تحظ بها
تاريخ النشر: الثلاثاء 20/01/2015 18:39
 سامية.. تخلت عن حريتها مقابل حياة وردية لم تحظ بها
سامية.. تخلت عن حريتها مقابل حياة وردية لم تحظ بها

تقرير: صفاء عمر

 "انتهى صبري واحتمالي وقررت الإنفصال عن زوجي لكن قراري كان متأخراً جدا جداً، جاء بعد أن فقدت عيني، هل كان علي أن اتخذ هذا القرار بعد فقد عيني؟ لماذا لم أكن شجاعة كفاية من قبل حتى اتخذ هذا القرار دون هذه الخسائر؟" هكذا وصفت سامية في العشرينات من العمر حالها.

مثل كثير من الفتيات أختارت سامية قلبها طريقاً لها، وهي على مقاعد الدراسة الجامعية ألتقت بشريك حياتها وارتبطا بعد التخرج حتى يكملان معاً احلامهما وطمحمها، بعد أن بنيا بيتاً مليئا بالحب والتفاهم والرحمة في مخيلتهما لمستقبلهما معاً، أنتظرت أن تعيش معه بفارغ الصبر بعد سنوات الاربع من الحب وانتظار بداية الحياة المزهرة والمثالية التي رسمتها.

بعد أسابيع قليلة من زواجهما بدأت هذه الحياة المثالية بالانهيار، حيث بدأ زوجها بمراقبتها في كل تحركاتها اليومية والالكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، وراقب هاتفها ومكالماتها ورسائلها، حيث فقدت خصوصيتها التي بررها لها بأن حياتهما شراكة فعليهما مشاركة كل شيء وعدم اخفاء أي تفصيل صغير من حياتهما في الوقت الذي لم يسمح لها بلمس هاتفه او حساباته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي بحجة أن هناك احاديث شباب لا داعي ان تراها.

وقالت: "استمرت حالة المراقبة حتى جاء قراره بأن يمنعني من العمل خارج المنزل لأنه "يغار علي من عيون الناس" كما يقول، وبدأت هذه الغيرة تكبر وتكبر حتى وصلت حد الضرب بدون ذنب أرتكبه، فقط لأن ألقيت التحية على ابن عمي أو جلست مع العائلة بوجود أولاد خالتي، وكنت أسكت ولا أخبر أحداً بالأمر لأني أعتقد أن هذه حياتي الخاصة معه ويجب أن نحل مشاكلنا بأنفسنا، وهكذا استمرت الحياة لشهور".

كلما قررت سامية الانفصال عن زوجها بسبب عدم احتمالها الضرب والشك المستمر، كانت تترتد بمجرد أن تخبره بقرارها، اذ يبدء بتزين الحياة القادمة لها وجعلها تشعر بأنها المذنبة سابقا وأنها اذا ما كفت عن ذنوبها سيعيشان حياة وردية، وبالفعل تنازلت عن حريتها وحقوقها بالكلام مع العالم المحيط واقتصر تواصلها على أمها وأبيها وأخوتها فقط،ولم تتوقف المشكلة بل ازدادت مع مرور الايام اذ بدأ بتفتيشها والتحقيق معها كلما عادت من بيت أهلها وما عاد يسمح لها بزيارتهم الا بوجوده معها، بشرط بقاءها تحت عينيه طيلة فترة الزيارة حتى لا تقع في مشاكل عند عودتهما للمنزل .

لم تتوقف شكوكه مع وجودها تحت نظره طيلة الوقت فقرر أن "يحفظها" أكثر ومنعها عن الخروج من المنزل وزيارة أهلها ويجب ان يأتوا هم لزيارتها في وجوده وتضيف سامية: " لم يكن أحد يعلم بهذه الشروط وكنت أيسر له الأمر وأختلق الحجج لأهلي كما لو أنها رغبتي الذاتية بأن أبقى الى جانبه طيلة الوقت، حتى أن أهلي اعتقدوا أن درجة حبنا وصلت لحد عدم استغنائنا عن بعضنا لو لثانية".

وتكمل سامية حديثها: "بعد أن بدأت الاحظ عدم ارتياحه في الساعات التي يجلسهاعلى الفيسبوك قررت معرفة السبب حتى تمكنت في احد المرات من التقات حاسوبه الشخصي وعرفت أنه يتحدث مع الكثير من الفتيات هو وأصدقاءه، ويتبادل مع أصدقائه الحديث عنهن وعن مغامراته معهن ولم أصارحه في حينها بما عرفت، وحاولت مرات عدة وبكل الطرق لجعله يتخلى عن هذا الطريق، حتى اضطررت في أحد المرات لمصراحته بما أعرف وكما العادة كنت أن السبب والمذنب في نظره، مرت هذه المواجهة وكثير من مثيلاتها بضربي  حتى يتصاعد الأمر بيننا لقرار الانفصال ويعود ليرسم لي الحياة الوردية، ولم تسعفني شجاعتي للتخلي عن حلمي بهذه الحياة التي لم أراها حتى الأن".

واستمرت حياتها على هذا الحال الى اليوم الذي ضربها به فسقطت في المطبخ على احد أدواته الحادة ففقدت عينها، ومن هذه الحادثة عرف أهلها كل ما يدور معها وفوراً أجبروه على تطليقها، لكن القرار جاء متأخراً بعد أن فقدت عينها وفقدت معها أحلامها وعمرها وحياتها الوردية التي لم تعشها، حتى هذه اللحظة يلقي زوجها ذنب انفصالهما عليها لأنها أدخلت الناس في "خصوصيتهما" فخربوا حياتهما "الوردية".

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017