mildin og amning mildin creme mildin virker ikke"> mildin og amning mildin creme mildin virker ikke
">من رانيا الجولاني
من قصص النجاح في المجتمع الفلسطيني ورغم الظروف الصعبة الذي يمر بها الا انه حقق كثير من النجاحات, ومنها الحاجة مريم ابو سمرة التي ربت تسعة ابناء منهم سبع ذكور وانثيين, وفي عام 1948 وبعد ضياع القسم الاكبر من اراضيهم التي ضمتها اسرائيل, اصبح الشعب الفلسطيني يعيش حياة ضنكة وبالتالي اصبح يفكر بلقمة عيشه اليومي اضافة الى ضياع وطنه, فكان الهم الاكبر هي الحفاظ على الحياة فكانت تحمل في ايام الشتاء الباردة ملحفة وتذهب الى ارضهم وتقوم بحصاد الخبيزة وتحملها على ظهرها بمساندة الى حبل مربوط الى الجبين وتسير الحياة وتدفع زوجها الى استصلاح ماتبقى من الارض في جنوب الخليل, وبالفعل يقوم بتفتيت الصخر واستحلاب الاتربة بطرق بدائية وزراعة الاشجار فيما يعرف بالمصطبات عبر الجبال فاستنبت شجرا وكروم العنب التي اصبحت تدر دخلا على الاسرة.
اما هي فكان لها شأنها الخاص من تربية الدجاج البلدي لاجل توفير المصروف اليومي من البيض واطعام ابناءها من لحم الدجاج وهكذا عندما نجد ابنها الاول في ستينات القرن الماضي وقال لها "امي لقد نجحت ماذا اعمل", قامت صباحا واخذت ترتب في ساحة البيت الفلاحي فوجدت كنز من البيض مخفي عنها يصل الى مائة بيضة, فنادت ولدها الناجح وقالت له احضر السلة وخذ كل هذا وابتعه واذهب وسجل الى اي جامعة تشاء, وبالفعل ذهب وسجل في جامعة القاهرة وتخرج واخذ بيد الاسرة ماديا وقاموا بتدريس من يليه وهكذا حتى اتم الجميع تعليمهم.
واصبح الاول مليونيرا حيث عمل في السعودية, والثاني اصبح موظف في ميناء العقبة حيث وصل الى درجة نائب مدير عام مؤسسة الموانئ الاردنية, وثالث طيارا ورابع دكتورا وخامس رجل اعمال وسادس مقاول واما الابنتيين فعملتا في حقل التعليم ونجبت كل منهما 12 فردا, وكل منهم يحمل تخصص علميا.
تلكم هي قصة فلاحة فلسطينية طموحة كان همها ان يصل ابنائها الى اعلى المراتب العلمية وهي امية لم تقرا ولم تكتب, فرحم الله ابائنا على مابذلوه ويبذلوه من جهد لخلق جيل جديد محصن بالعلم والايمان والعمل, وقام الاول باخذها الى بيت الله للحاج لمرتين واطلق على شركاته باسم مريم, وبعد ان انهت رسالتها ختم الله حياتها بموتة وهي على سجادة الصلاة وفي الانتفاضة الاولى حيث اكرمها الله بان تكون ام الشهيد الطيار ويقوم شباب الانتفاضة بحمل جثمانها وكانها شهيد.