الرئيسية / الأخبار / فلسطين
يهربن من شبح العنوسة ليجدن الأمر
تاريخ النشر: الجمعة 23/01/2015 06:44
يهربن من شبح العنوسة ليجدن الأمر
يهربن من شبح العنوسة ليجدن الأمر

 رانيا جولاني

 

 هل العنوسة في المجتمع الفلسطيني ظاهرة؟ وهو المقصود بها "تأخر الفتاة عن الزواج", فما هي محددات سن الزواج وما هو مقياس العونسة؟

في احصائية لمركز الاحصاء الفلسطيني اشار الى وجود هذه الظاهرة بنسبة 39.9% من الفتيات اللاتي لم بتزوجن وهي احصائية تقترب من نصف المجتمع تقريبا, فما هي اساسها؟

حقيقة يتسم المجتمع الفلسطيني بالحيوية والنشاط والزواج المبكر, الا انه منذ سنوات اخذت تسيطر عليه بعض الظواهر التي تثير انتباه الدارسين والباحثين, ومنها ظاهرة تأخر الزواج عند المرأة .

فاذا كانت الفتاة تنهي مرحلتها الثانوية في سن الثامنة عشرة وتنهي جامعتها بعد اربع سنوات بالمعدلات العامة فان سن الزواج المناسب هو مابين 23 و25 عاما لكن اخذ المجتمع الفلسطيني في عملية فرز شديدة في اختيار الفتاة وزوجة المستقبل لولدهم فصلة القربى لم تعد هي المحدد وليس صاحبة الاولوية في العقلية الفلسطينية الجديدة, بل الجمال والتعليم والوظيفة لأجل ادخال السرور والبهجة والمساعدة في حمل اعباء الحياة التي اصبحت معقدة, خاصة ان 70% من المجتمع الفلسطيني لا يمتلك ولا يعمل في الارض وبالتالي يصنف الى فئة العاملين في سوق العمل سواء حملة شهادات او عمال بسوق العمل.

وامام التحديات والتعقيدات التي يواجهها المجتمع الفلسطيني سواء من الاحتلال ومنع دخول العمال الفلسطينين الى سوق العمل الاسرائيلي ادى الى فجوة في المجتمع الفلسطيني.

فأذا كان الراغب في الزواج عامل ولديه دخل وبيت فهو محظوظ في طلبه حتى لو كانت متعلمة, واما نقيضه فلا حظ له.

وامام اتساع هذه الظاهرة وغيرها ادى الى العزوف عن الزواج لدى الشباب, وبرزت ظاهرة العنوسة في المجتمع الفلسطيني نتيجة الى كل هذه الظروف التي اشرنا اليها.

م.أ.س 45 عاما تعمل موظفة اضطرت الى الزواج من شخص متزوج ولديه عشرة ابناء لأجل ان تكسر عنها صفة العنوسة فماذا جنت؟ تقول بانني كنت اسكن في البيت الذي بنيته لنفسي وكان زوجي يأتيني الى البيت ومع مرور الايام طلب مني ان احصل له على قرض بنكي بضمانتي الشخصية, فعلا تحصل على القرض واعطيته له على امل ان يلتزم بالتسديد للبنك فوجئت به يدير ظهره ويتنكر للجميل ولم اكشف هذه الحقيقة لاسرتي حتى لا اثير مشاكل وتعقيدات اخرى في حياتنا وبما انه زوجي تسلم نسخة من مفتاح المنزل فوجئت يوما بانه استولى على مصاغي الذهبي كاملا وقمته سبعة الاف دينار اردني, وعند مواجهتي قال انا لم اسرق انا دخلت بيتي واخذت ذهب زوجتي فما المانع لديكم!!

وهنا تطرح صاحبة القضية السؤال, اليس من الاجدر لي ان ابقى عانس على ان يحول حياتي الى جحيم, وبالتالي زاد كاهلي بدل ان يسندني للزمن!!

اما ش.ع فهي فتاة خريجة جامعة تعمل في سلك التربية والتعليم نظرا للمشاكل الحاصلة من والدها ورفضه الصرف على بناتهم خاصة وانهن سبعة مقابل ست ابناء ذكور, فاضطرت الى قبول اول طالب ليدها, وهو كهل يتجاوز 47 عاما ولديه ثمانية اولاد بعد وفاة زوجته الاولى فتزوجا وكان مطلوب منها باعباء كل اولاده من تنظيف وغسيل وغيرها والمساهمه في مصروف البيت رغم اهم اولاد زوجها, وبعد ان انجبت ثلاثة اطفال اراد ان يستولي على كامل راتبها, قالت صحوت على نفسي واصبحت اعي الامور جيدا, اذ من المفروض ان يصرف هو على الابناء جميعها لكنه ارادني ان اكون بقرة حلوب يبتز كامل راتبي ولكن رفضت ذلك مما اوجد عديد من المشاكل والاشكاليات كادت ان تقصف بمستقبلها ومستقبل ابنائها, فقمت بشراء دنم ارض وحولت كامل راتبي اقساط شهرية كي اضمن مستقبل وبيت امن لي ولابنائي, ويتضح مما تقدم ان المجتمع الفلسطيني لديه تشوهات في بنيته المجتمعية, ولم يصل الى الوعي بالحياة العصرية ومعرفة ماله وما عليه.

وامام هذه القضايا والظاهرة لا بد من اعادة ترشيد اعلامي ونفسي لقطاع عريض من المجتمع الفلسطيني لتوعيته باسس الحياة العصرية ومتطلباتها, فاذا كانت المراة مستقلة اقتصاديا فما هو الداعي لكي تبحث  عن شريك قد ينغص حياتها.

ويستشف من حديث السيدات اللاتي اجرينا معهن المقابلات انهن يفضلن الاستقلالية والبقاء دون زواج وعبادة الرحمن واداء الحاج والعمرة على ان  تنزلق مع رجل لا هم لديه سوى الاستيلاء على مالديها من اموال.

                 

  

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017