ما كان يجب ان تغيب البوصلة ...فقد كانت واضحة ...فالعنوان هو القدس و السرطان هو الاستيطان و المغتصب و القاتل و المدمر هو الاحتلال و الضحية الشعب الفلسطيني في الضفة و القطاع و الشتات و خلف الخط الاخضر ...و الداعم للاحتلال معروف ...و وسائله و ادواته معروفة و مشروعه واضح ...و عبثه بالاقليم و دعمه للانقسام و الطائفية و التدمير في العالم العربي لم تخفى على احد الا من لم يرد ان يراها ...و الهدف النهائي واضح ...الاجهاز على قضية الوطن و الشعب و الحضارة و المقدسات و تحقيق الحلم الشرير بالسيطرة التامة على الارض و الموارد ...كل هذا واضح فلماذا تضيع البوصلة ؟؟
قلنا منذ البداية : المستهدف في بلدان ( الربيع العربي) ليس الانظمة بل مقدرات هذه الدول و وحدتها و جيوشها و نسيجها المجتمعي و زرع الفتنة و الطائفية و الاثنية فيها و تدمير حضارتها و بناها الاقتصادية و تحويلها الى دول فاشلة ...و مرة اخرى فالهدف واضح ...انه فلسطين ايها السادة ...الاستفراد و العزل و تشريع التهجير و المجازر اسوة بما يحصل في الجوار ...فعند تشريد الملايين من الشعوب العربية ماذا يمنع دولة الاحتلال من تهجير مشابه للشعب الفلسطيني ضمن الفوضى القائمة ...و عند التدمير و القتل بمئات الالوف حولنا ماذا يمنع المجازر في فلسطين و تدمير نصف القطاع ؟؟ و عند تحويل المنطقة الى دول طائفية اثنية ظاهرها ديني ما الذي يمنع قيام الدولة اليهودية كامر (مبرر) في السياق.
نعم نريد الديمقراطية و الحرية للشعوب العربية ...نريد لها كل الخير و سلامة وحدتها و نسيجها الاجتماعي و حفظ حقوق الانسان فيها ..هذا ما نتمناه لهذه الشعوب دون ان نتدخل في الشؤون الداخلية ...و دون دعم او تأييد حالة الاقتتال و الدمار فيها ...و ايضا اي سلاح يرفع لا يوجه الى صدور ابنائها بل الى من يعادي الامة و مقدراتها ...هذه هي البوصلة ...لا الدخول في احلاف و لا المراهنة على الجماعات و لا نصب العداء لبعض الاطراف ...و لا اي حسابات خاطئة فالنتيجة المتوقعة لا تحمل الخير لهذه الشعو ب و تنعكس باسوأ النتائج على قضيتنا و تستغل على اعلى مستوى لتمرير المشاريع المعدة ...فلماذا تضيع البوصلة؟؟!!
لحسن الحظ ان قاد دولة الاحتلال شخص كنتنياهو فهو وحد الجميع في في المواجهة ...هاجم لبنان و دمر و خرج بدون تحقيق اهداف و بقيت المقاومة ...هاجم غزة و دمر و قتل ايضا ...وكذلك فلم يحقق الاهداف و بقيت المقاومة ..و هاجم قبل ايام سوريا و ضرب عناصر المقاومة فيها و بدل من التشتيت اعاد وحدة مقاومة الاحتلال ...و الاهم اعاد البوصلة الى وضعها الطبيعي ...فالمستهدف شعوب المنطقة و قواها الحية ..و المستهدف رأس المقاومة .. و المستهدف سوريا و لبنان و فلسطين و مصر و الاردن و باقي الدول العربية....و بصلفه و جنون العظمة لديه فقد جعل مستوطني الشمال في حالة رعب ابدي بانتظار المجهول ...و هو لم يوفر الساحة الدولية ايضا فغزا فرنسا بالاكراه و لم يرحب به و عاد الى حليفته الاولى امريكا و ايضا ضمن التخطيط لزيارة ليست كما اشتهاها ...و هو الآن لم يعد يفقد شعوب العالم فقط بل ايضا تدريجيا اصبح يفقد الساحة الرسمية الدولية.
لا مجال للمواقف الغامضة بعد الآن و الغاية لا تبرر الوسيلة و الهدف واضح و العنوان جلي ...اما الانحياز الى جبهة مقاومة المشروع الصهيوني و اهدافه و اما السباحة بعكس التيار و معاداة كل ما هو وطني و رافض لهذا المشروع و هذا يتطلب مراجعة شاملة من قبل الجميع ...مراجعة للبرامج و التحالفات ...و بناء الوحدة و تحديد الاهداف ضمن مشروع وطني عنوانه : من ضد الاحتلال و مشاريعه في العالم هو في صفنا و من مع الاحتلال و يدعمه فهو يعادي حقوقنا و عدالة قضيتنا ...و في النهاية لا نخطيء الحسابات بعد اليوم و لا نضيع البوصلة.