غزة-أصداء
استثمر طلاب المدارس المراكز الثقافية والتربوية والترفيهية لقضاء إجازتهم الدراسية الشتوية مطالبين بحقهم بوجود أماكن للترفيه واللعب في المرافق الصحية والتعليمية والمرافق الحكومية المختلفة والمؤسسات الأهلية .
الطفل منير أبو راس أوضح أنه ينتظر المخيمات الترفيهية على أحر من الجمر ليرفه عن نفسه بعد عناء طويل من الدراسة وقال:" نحن نقضي وقتنا بالمراكز الترفيهية حيث يتوفر كافة أنواع الفنون المسلية والمفيدة حتى نهاية العطلة الشتوية واستغلالها في شيء مفيد".
فيما أفاد الطالب "أحمد عاشور أن الظروف الاقتصادية لعائلته لا تتيح له أماكن الترفيه خارج البيت، فيكتفي مع جيرانه بلعب" الجلول" والكرة في حارتهم و امام منزلهم ، مطالبا المسؤولين بتوفير أماكن للترفيه لطلاب المدارس فترة الإجازات .
و يسعى الأهل دائماً لتعويض أبنائهم عبر إيجاد حلول مناسبة لتغيير جوهم بعد جهد الدراسة والامتحانات بالرغم من قلة الفرص والامكانات.
"فاطمة الشيخ" وهي أم لثلاثة طلاب قالت: أنا أبحث عن بعض الأماكن من أجل تغيير الجو بالنسبة لأبنائي الذين يحتاجون إلى فرصة للراحة لتجديد النشاط والاستعداد للفصل الدراسي الثاني ، حيث أقوم بأخذهم إلى زيارة الحدائق والمتنزهات التي يوجد بها أماكن مغلقة وذلك لتجنب برودة الطقس أو بالتوجه إلى مراكز الألعاب ليرفهوا عن أنفسهم.
فيما رأى ولي أمر الطالبة هالة وشاح ان عناء الدراسة في الفترة الأخيرة من الفصل الدراسي الأول بعد الحرب الأخيرة على غزة والتي حرمتهم من ابسط شيء يحتم على الآباء مراعاة شعور أبنائهم ، فبالتالي يجب أن يسعى لتغيير نفسيتهم ويهيئ لهم الجو المناسب بالذهاب إلى أماكن الترفيه المتنوعة والمطاعم فهذا يشعرهم بالراحة النفسية والعودة إلى المدرسة للفصل الثاني بروح مرتفعة وحب للدراسة.
وأضاف وشاح أن قلة الرواتب تحد من ترفيه ابنائه ولكنه لا يكسر فرحتهم ويحاول اسعادهم بما قدر الله له.
بينما قالت"ام محمد": أنا أنتظر العطلة الشتوية بفارغ الصبر حتى يقوم أبنائي بترتيب البيت معي ومساعدتي على تنظيف حديقة المنزل وقص الاشجار.
واحتضن مركز نوار التربوي التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر الأطفال في مخيمهم الشتوى " حنون نوار" ، وسيوظف الطلاب إبداعاتهم وأفكارهم في الرسم والمسرح والتصوير والمدونات الالكترونية طيلة أيام المخيم العشرة في الحشد والمناصرة والضغط لإيصال رسالتهم للمسئولين وصناع القرار .
وقالت مدير مركز نوار التربوى نجوى الفرا :" إن الأطفال سيستخدمون العديد من الوسائل والفعاليات التي تتبنى وتدافع عن حقوق الطفل في اللعب والترفيه، منها معرض صور فوتوغرافي ومعرض فني، وفيلم، وسبوت دعائي، ومسرحية وتقارير إذاعية وصحفية إضافة إلى المدونات ".
وأشارت إلى أن كل تلك الفعاليات ستستخدم كآليات ضغط ومناصرة لتحقيق هدف وحلم الأطفال في الحصول على حقهم الطبيعي في اللعب والترفيه من خلال تخصيص وإيجاد اماكن خاصة لهذا الغرض في شتى مرافق ومؤسسات قطاع غزة .
يذكر أن المركز اطلق أمس الأربعاء مخيمه الشتوى لعام 2015 ، بمشاركة أكثر من 270 طفل، ويعمل فريق المركز كل عام على استثمار الإجازة الشتوية في تمكين الأطفال من الأدوات والوسائل المختلفة لخدمة جملة من قضاياهم الحقوقية.
من جهتها، قالت المشرفة بنان الأغا من مركز القطان ان المركز يكثف نشاطاته في الإجازات و يستقبل العديد من الطلاب بتقديم لهم خدمات مكتبية ومعلوماتية وترفيهية وتدريبية نوعية للأطفال حتى سن 15 عاما وذويهم دون تمييز، وذلك من أجل المساهمة في توسيع آفاقهم الثقافية والتعليمية والفكرية".
بدوره، أكد المرشد التربوي في وزارة التربية والتعليم محمد اسليم، أن الإجازة الشتوية جاءت هذا العام قصيرة جداً مدتها 10 أيام ينتظرها الطلاب وأهاليهم على أحر من الجمر واشتياق كبير للراحة والاسترخاء وصفاء الذهن بعد فصل دراسي مشحون بالدراسة والمراجعة والامتحانات.
ودعا اسليم أولياء الأمور إلى الاهتمام بالتفريغ النفسي لهم ولأولادهم من متاعب التدريس و الدراسة، من خلال تنفيذ بعض الانشطة الترفيهية والاجتماعية، وقضاء أوقاتهم بأعمال مفيدة وممتعة.
وأضاف أنه من بين الأنشطة للطلاب هو زيارة الأقارب والأصدقاء وخلق أجواء ممتعة تريح الجميع، مشيراً إلى أن زيارة الاماكن العامة والمنتزهات ومدن الالعاب الترفيهية له نصيب الاسد من تلك الأنشطة كونها تخفف من الأوضاع النفسية الصعبة التي واجهها الطلاب والاهل من جراء العدوان الاخير والفترة العصيبة لامتحانات الفصل الدراسي الاول .
