mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke"> mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke">
نابلس- بيسان الخاروف- بكلام تعقبه الدموع، وقلب مكسور اشتاق له بعد طول الغياب، وتجاعيد احتلت الوجه مع طول الأيام، تجلس والدة الأسير مهدي النادي من مخيم عسكر الجديد في اعتصام تضامني مع الأسرى على دوار الشهداء، لتعبر عن ما يختلج في جوفها من أحزان على ولدها، ترتكز على عكازة بعد أن التهم الزمان من عمرها سنين الصبا، وأثقلتها الهموم من بعد فراقه أعواما أخرى، تضع يدها على خدها وتسرح في صمت عميق، ليكون الصمت أبلغ من الكلام، ودموع تنساب على خدها.
أمل قديم يلمع في عينيها من بين دموع الالم والمعاناة ،آملة أن تراه وتحتضنه قبل أن يحين وقت رحيلها عن هذه الحياة، لتشتم رائحته وتشبع حنينها الجائع له ولذكراه.
والأسير مهدي النادي يقبع في زنازين الإحتلال منذ عام 2002 حتى اللحظة، حكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاما، بدأها عندما كان في سن الورود، ليختطفه السجن من حضن والدته وهو في الخامسة عشرة من عمره.
ومنعت والدة الأسير مهدي من زيارته منذ عامين، وحتى اللحظة لا تدري ما هو حال ابنها متمنية أن تلمحه ولو للحظة، علما بأنها بالسابق كان يسمح لها برؤيته كل شهر مرتين، ولكنها منعت منذ عامين من دون أي سبب يذكر، ولا تعلم الآن سوى أنها ممنوعة أمنيا، كم هي جملة صعبة على قلب أم أن يستوعبها، لينفطر من الأسى والحزن على فراق فلذة كبدها.
وقالت أم الاسير بأنه تم فتح المجال لزيارته، على أن تقوم بتسجيل اسمها لإصدار التصريح، علما بأن هذا التصريح سيكون لمدة عام فقط، ولكنها لم تستطع التسجيل بسبب انتهاء الفترة المحددة لتمنع أيضا هذا العام من رؤية ابنها، وتبقى تحترق شوقا لرؤيته.
"اشتقت له كثير ا، واشعر بانني لست على قيد الحياة من بعده، ويبقى طيفه امامي في كل يوم"، كلمات ترجمت بها والدة الاسير النادي مشاعرها في ظل غياب ابنها الذي طال غيابه.
وفي حديثنا ايضا مع عبد الرحمن فوزي بوشكار زوج ابنتها الذي أخبرنا عن أخيه الأسير عبد الرحيم بوشكار القابع في سجن ريمون الإسرائيلي منذ أن كان في التاسعة عشرة من عمره، ليحكم حينها عشر سنوات، وبعد أن أمضى خلف القضبان ستة أشهر مدد له عشر سنوات اخريات.
لم يسمح لعائلة السجين عبد الرحيم بزيارته، حيث تم وضع القيود عليها، فقد سمح لإخوته بزيارته كل ثماني سنوات مرة واحدة فقط، أما والدته فقد سمح لها بزيارته كل ثمانية أشهر أوسنه. ويذكر أخوه انه بعد مضي 12 عاما على اعتقاله تم السماح لوالدته بالتقاط صورة معه وحضنه للحظات قليلة.
حال يبكي له الحجر، أسرى يقتل عمرهم السجن والسجان، لتذهب أيامهم سدى دون أن يحققوا شيئا من طموحاتهم أو أن يعيشوا كغيرهم في هذه الحياة، لحظات قاسية يعيشونها، ذكريات تؤلمهم كلما لفحتهم نسمات الحنين للأهل والوطن، للشمس وضوء القمر، ليبقوا على قيد الحياة يعتاشون على أمل الحرية.