صفاء عمر
بعد وصول نسبة البطالة بين حملة المؤهلات العلمية إلى 30%، واحتلال خريجين الاعلام ثالث أكبر نسبة بعد خرجي العلوم التربوية والعلوم الاجتماعية والسلوكية، والتي بلغت أكثر من 50% على مدار الثلاث أعوام الأخيرة حسب ما أورد الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني ، أستوجب علينا معرفة الأسباب والعواقب لذلك.
وتقول ولاء صالح، طالبة إعلام على وشك التخرج، انها عملت كتطوع كثيراً، كما تحاول عدم التفكير بفكرة أنها قد تتخرج ولا تجد لنفسها مكان في سوق العمل لأن هذا يجلب لها اليأس والاحباط كونها درست واجتهدت لتنجح وتعمل على استقلالية ذاتها كما حلمت دوماً لكن ان تناقض الواقع مع الحلم فإن هذه مأساة كما قالت.
كما أن إسراء رجبي تصف واقع العمل بالسيء جداً خاصة أن المجال الإعلام مفتوح لكن المؤسسات تطلب مجال مخصص جداً وهذا ما لم توفره الجامعات سابقاً، ولو كانت الجامعات تفرق التخصاصات لوجد كل طالب مكانه بعد التخرج، وتضيف أنها تسعى لإيجاد عملها الخاص بعد العمل لتوفير رأس المال مما قد يسد قليلاً من ما تكلفه أهلها أثناء دراستها، كما وتعزو سبب ازدياد نسبة البطالة بين خريجين الاعلام إلى عدم الاهتمام بالمضمون الإعلامي فأصبح الإعتماد بشكل رئيسي على أخذ مواد من المؤسسات العالمية العاملة في مجال الإعلام مما قلل الإنتاج الذاتي وبالتالي قلل القوى العاملة في الاعلام محليا.
يرجع أصحاب المؤسسات الإعلامية والعاملين في الإعلام السبب في ازدياد البطالة بين خريجي الإعلام إلى عدم امتلاكهم المهارات الكافية لممارسة العمل الاعلامي والخوض في الميدان، وعدم دعم الحكومة للوسائل الاعلامية، استناداً لتقرير الاحصاء المركزي الفلسطيني.
كما ويشتكي الذكور من عدم توظيهم ومحدوديتهم في المجال الإعلامي اذ تقتصر طلبات التوظيف غالباً على الفتيات وخصوصا في مجال العلاقات العامة، كما أن قبول الفتيات بنصف راتب الذكر سبب في قتل طموحات وإبداعات الذكور كما وصف عبدالله خالد خريج اعلام منذ أربع سنوات.
وتقول رحمة صالح أن المحجبات غالباً لا يجدن مكانهن في وسائل الإعلام والوظائف الاعلامية الجيدة مع أن نسبتهن من بين طلاب الإعلام باتت كبيرة جداً، اذ يفضل أصحاب العمل استعمال الفتيات كسلعة لجذب المشاهدين والزبائن كما وصفت، وتضيف أن القنوات والمواقع التي تتبنى الفكر الاسلامي أيضا تفضل توظيف الذكور على الفتيات مما يجعل نسبة البطالة بين المحجبات كبيرة جداً.
ويضيف محمد دراغمة إلى أن الواقع السيء في مجال التوظيف الإعلامي أتاح فرصة كبيرة لاستغلال الخريجين وانتهاك حقوقهم اذ يلجأ الكثير للعمل دون عقود أو أي اثبات يثبت حقوقهم لعدم توفر فرصة بديلة.