الرئيسية / مقالات
المخدرات الرقمية بين القبول والرفض... بين الحقيقة والوهم .. وحش وهمي يصنعه الإعلام ...في الآراء المختلفة حولها
تاريخ النشر: السبت 31/01/2015 20:53
المخدرات الرقمية بين القبول والرفض... بين الحقيقة والوهم .. وحش وهمي يصنعه الإعلام ...في الآراء المختلفة حولها
المخدرات الرقمية بين القبول والرفض... بين الحقيقة والوهم .. وحش وهمي يصنعه الإعلام ...في الآراء المختلفة حولها

 الباحث:أمجد رامز السائح

 

إغلاق الأبواب والنوافذ، إنزال الستائر، إقفال الضوء في الغرفة، الانزواء في داخل الغرفة،إغلاق كل الأجهزة، قطع الاتصال بالانترنت، وضع عصبة على العنينين، التمدد على السرير، وضع السماعات على الأذنين والانطلاق في رحلة إلى النشوة ...هذا هو حال من يستخدم المخدرات الرقمية، فهي كما يزعمون نوع جديد عرف في وطننا العربي، فما هي تلك المخدرات؟ وكيف تعمل؟ وهل من آثار إدمانية تصاحبها؟ وهل هي حقيقية ام ضرب من الخيال؟.

في ظل عصر التكنولوجيا والسرعة والتسارع المعرفي الكبير لم يقتصر استخدام المخدرات كما كان سابقاً بحقنها بالوريد أو تدخينها أو شمها أو مضغها،انما تطور ذلك إلى التعاطي الإلكتروني أو الرقمي كما يزعمون الان ، فهو يحدث التأثير نفسه الذي تحدثه المخدرات التقليدية الأخرى.

 

من أين جاءت “نشأتها وكيف تعمل؟

يعود اكتشافها إلى العام 1839 حين اكتشف العالم  Heinrich Wilhelm Dove وكان يطلق عليها إسم “النقر بالأذنين”،فعند تسليط ترددين مختلفين قليلاً عن بعضهما لكل اذن، فإن المستمع سيدرك صوت نبض سريع، وسميت هذه الظاهرة انذاك(inaural beatsواستخدمت لأول مرة عام 1970 في علاج بعض الأمراض النفسية وخاصة القلق والاكتئاب للحالات التي رفضت العلاج الدوائي، فتم آنذاك تعريض دماغ المرضى إلى تذبذبات كهرومغناطيسية تؤدي لفرز مواد منشطة كالدوبامين وبيتا أندروفين، بالتالي تسريع معدلات التعلم وتحسين دورة النوم وتخفيف الآلام وإعطاء إحساس بالراحة والتحسن. 

وبشكل بسيط فان هذه المخدرات عبارة عن ملفات صوتية ترافق أحياناً مع أشكال وألوان ومواد بصرية تتحرك وفق معدل مدروس تم إنشاؤها بمهارة حتى تتمكن من خداع الدماغ البشري عن طريق بث أمواج صوتية مختلفة التردد بشكل بسيط لكل إذن.

 وبسبب كون هذه الأمواج الصوتية غير مألوفة للدماغ فإنه يعمل على توحيد هذه الترددات من الأذنين للوصول إلى مستوى واحد وبالتالي يصبح كهربائياً غير مستقر، وحسب نوع ونسبة الاختلاف في كهربائية الدماغ يصل الشخص لإحساس يحاكي أحساس أحد أنواع المخدرات أو المشاعر التي تود الوصول إليها كالنشوة، فعلى سيبل المثال لو عرّضنا الأذن اليمنى إلى موجة 325 هرتز واليسرى إلى 315 هرتز فإن الدماغ سيعمل على معالجة الموجتين لتشكيل صوت وموجة جديدة لتكون موجة 10 هرتز وهي نفس الموجة التي ينتجها الدماغ أثناء الارتخاء والتأمل، كما نلاحظ أن كل نوع من هذه المخدرات أو الأمواج الصوتية أو الترددات تركز على نمط معين من النشاط الدماغي وذلك حسب مدة التعريض والظروف المواتية له، إضافة إلى انه يتم أحياناً الاستعانة بالبصر لزيادة تحفيز الدماغ.

وحسب الفريق المناصر لوجودها من حيث الأضرار يرى هذا الفريق أن أضرارها نفس الأضرار التي تلحقها المخدرات العادية وطريقتها بإحداث ردات فعل للدماغ بالوصول إلى حالة من الإسترخاء وأيضاً الشعور بالقوة على حسب النوع ، وذلك يتسبب في عملية الإفراز الغير طبيعي للمادة المنشطة للحالة المزاجية وأضرارها الكبيرة أنها تعمل على تحطيم الخلايا العصبية في المخ وبالتالي تؤدي إلى التسبب في التشنجات الدائمة أو حصول إعاقة عقلية لدى المتعاطي، وهي أيضاً تؤدي بالشخص المستخدم لها إلى الإنعزال عن العالم الواقعي والحقيقي والسعي دائماً للحصول على النشوة الزائفة المؤقتة التي تنتهي بانتهاء الموسيقى مع حدوث دمار كبير في الجهاز السمعي أيضاً.

وحسب تقديرات المنظمة العربية للمعلومات والاتصالات فإن هذه المخدرات هي عبارة عن ذبذبات صوتية تتراوح أمواجها ما بين ألفا ثم بيتا و ثيتا وصولاً إلى دلتا، وان الاستماع إليها لفترة طويلة يؤدي إلى عدة أحاسيس كالنعاس أو اليقظة الشديدة أو الدوخة أو الارتخاء أو الصرع والانزعاج.

وحول أضرارها يقول الطبيب والمستشار النفسي اللبناني المتخصص في الإدمان جوزيف الخوري أنه لم يسمع بها، ولم تمر معه أية حالة إدمان بسبب هذا النوع من المخدرات مع أنه يلتقي المدمنين يومياً بحكم عمله، كما يؤكد عدم وجود اية ورقة علمية على أن هذا النوع من المخدرات يسبب الإدمان أو انها مضرة بأي حال من الأحوال، ويشير الدكتور أسامة ابراهيم مدير مستشفى الأمل في جدة أيضاً مؤكد أن تأثيرها مجرد إيحاء يعتمد على مدى تقبل الشخص لها وأن منشأها نفسي وليس كيماوي، كما أكدت دراسة نشرتها الواشنطن بوست في عام 2010 لدراسة قام بها المعهد القومي لمكافحة المخدرات والتي تؤكد عدم وجود أية بيانات علمية بشأن هذه الظاهرة إلا أن مكتب أوكلاهوما للمخدرات والعقاقير الخطرة يرى أن القلق الأكبر عندما يجربها الطفل وينتهي به الأمر لتدخين الماريغوانا مثلاً.

في حين يرى راجي العمدة المستشار الطبي في الأمم المتحدة وطبيب الأعصاب أن هذه الذبذبات والأمواج الصوتية تؤدي إلى تأثير سيئ على مستوى كهرباء المخ كونها تشعر المتلقي بالابتهاج، وتسبب له الشرود الذهني مما يفصل المتعاطي عن الواقع ويقلل تركيزه بشدة،إضافة إلى نوبات تشنج عند المرء، وبعد مرور فترة زمنية يبدأ بالهلوسة والارتجاف والتشنج وتسارع التنفس ونبض القلب.

وفي أنواع المخدرات الرقمية هناك ترددات لكل نوع من المخدرات، فمنها ما يدفعك للهلوسة وآخر للاسترخاء وآخر للتركيز وهكذا. اما مدى تأثيرها فيقول من جربها إنها ذات فاعلية كبيرة، إذا ما التزمت بشروط سماعها، وفي المقابل يجزم قسم أخر بأن لا تأثير لها، ويعاني من يجربها من آلام في الرأس والأذنين بعد الانتهاء من سماع المقطع، وفي تأثيرها على الجسم يكون تقريباً مثل المخدرات يبدأ الشخص بالصراخ اللاإرادي ويصاب بتشنجات في العضلات.

تلقى هذه الظاهرة إذا كانت حقاً ظاهرة أراء وتقارير متضاربة من الأطباء والمختصين، فكما اشرنا سابقاً يرى البعض انه قد يكون لها أثار ضارة على مستخدميها، في حين يرى آخرون انها قد تحقق بعض الفوائد فهي تعتمد على التلاعب باثنين من النغمات المختلفة(الإيقاعات الموسيقية) في نفس الوقت من أجل تغيير الموجات الدماغية كوسيلة لتحقيق المزاج المطلوب، ويسوق المدافعون الدلائل على فائدتها في انها تقدم بجرعات وتأثيرات مختلفة وفقا لرغبة المستخدم، فبعضها يقدم كوصفة طبية، وبعضها ذو تأثير ترفيهي، أو يوفر التأثيرات الخيالية، أو التأثيرات المقدسة أو الروحانية، وهي أحياناً يروج لها كوصفة لإنقاص الوزن أو لعلاج الاكتئاب أو لتحقيق السعادة،أو لزيادة النشاط الجسدي للرياضيين أو حتى النشاط الجنسي .

وهي وفقاً لأحد المواقع التي تروج لها لا تشكل خطراً يذكر على مستخدميها، ولا تعمل مثل المخدرات التقليدية الإدمان، كما لا تحتوى على مواد كيميائية قد توثر على فيسيولوجية الجسم، كما أنها بمتناول الجميع وبأسعار رخيصة، ويشير أيضاً إلى أن هذه الملفات تشعر من يستخدمها بالاسترخاء أو بالحركة المفرطة أو النشاط على حسب رغبته واستعداد جسمه ويذكر هذا الموقع  الكثير من الفوائد .

وتضيف الدكتورة” هيلين وهبى” الاستاذة المساعدة في علم الأعصاب في احدى مقالاتها المنشورة في صحيفة الواشنطن بوست الامريكية، انها لا تشكل خطراً على الدماغ، فاشارت الأبحاث ونقلاً عن وهبى أن هذه المخدرات لم يكن لها أي زيادة على الإطلاق في نشاط موجات الدماغ لمن يستمعون إلى مثل هذه الملفات ذات الترددات المختلفة، كما أشار باحثون في جامعة العلوم والصحة بولاية أوريجون بعد أن قاموا بدراسة تناولت اثار المخدرات الرقمية، فكشفت الدراسة أن آثارها قد يكون لها بعض الفوائد على المدى الطويل، فقد يستطيع هؤلاء الذين يداومون على الاستمتاع بمثل هذه التقنية يومياً على الإحساس بقلق اقل وإحساس بتحسن في نوعيه الحياة .

أما المعارضون لاستخدامها فيسوقون أيضاً الكثير من الأدلة والأخطار لاستخدامها منها أنها تجعل من يستخدمها هدفاً سهلاً لتجربة المخدرات الكيميائية،إذ تضعف مقاومته، وتجعله أقرب إلى المتعاطين وفي حال نفسية ومزاجية غير طبيعية .

 

التأثير الخطير للمتعاطين للمخدرات الرقمية

– أشارت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين خضعوا لتقنية النقر متباين التردد على الأذنين زادت لديهم معدلات الاكتئاب بعد فترة من الوقت.

– يؤدي استخدامها إلى الانخفاض في كفاءة الذاكرة قصيرة المدى الخاصة بالاسترجاع السريع للمعلومات.

– الاستخدام المنزلي لها يؤدي في أحيان كثيرة إلى حدوث خلل في الجهاز السمعي، في كل مرة يزيد الشخص درجة الصوت وقوة الترددات بسبب عدم حدوث التأثر الانتشائي، مما يؤثر   سلباً على الجهاز السمعي.

– يؤدي استخدمها إلى تدهور القدرة على التركيز والإبداع .

– انعزال الشخص المستخدم لها وخاصة فئة الشاب عن عالم الواقع والسعي لنشوة زائفة، مع عدم وجود حتى دليل علمي مؤكد على وجودها .

– انخفاض الكفاءة الإنتاجية للشخص بسبب انفصاله عن الواقع .

– حدوث إدمان نفسي لهذا النوع من الأصوات، وما يصاحبه من دفع نقود من اجل شرائها على الانترنت.  

 

الفرق بين المخدرات الرقمية والمخدرات التقليدية

أن للمخدرات التقليدية آثارها المؤكدة والمثبتة علمياً بنسبة 100% على كافة أعضاء الجسم، في حين أن الرقمية منها مازالت تفتقد للدليل العلمي المؤكد على فاعليتها في الوصول للشعور بانتشاء قريب من هذا المصاحب للمخدرات التقليدية، ولكنها تشكل من الناحية الاجتماعية خطراً كبيراً وهو أكثر من التقليدية وذلك للأسباب الآتية:  بسبب أنه من الممكن الحصول عليها بسهولة من خلال الانترنت،إضافة إلى انخفاض تكلفتها المادية مما يصعب على الآباء ملاحظتها، وعدم ترك أي أعراض جسمانية واضحة لمن يستخدمها، كل ما تتطلبه هو جهاز كمبيوتر في غرفة النوم وبالتالي يمكن الحصول عليها بأي عمر، بالإضافة إلى عدم وجود نصوص قانونية واضحة لمكافحتها أو لمطاردة من يروجها.

ويرى المؤكدون لوجودها في جملة ما يرونه حولها أنها تؤدي إلى إدمان حقيقي من خلال انسياب النغمات الموسيقية عبر الأذنين لتصل إلى الدماغ فتؤثر على ذبذباته الطبيعي، كما تكمن خطورة هذا النوع من الإدمان في أن الشخص يدخل في حالة هذيان وتهيج ونشوة وانبساط ودون مواد مخدرة،أي لا توجد مواد خدرة في جسمه، وهنا لا بد من نصيحة الأهل إلى مراقبة البرامج الخاصة بملفات الموسيقى وخاصة تلك العاملة في موضوع القرع ألأذني على الإنترنت، كذلك ضرورة الانتباه لاستعمالات الشباب الزائدة للسماعات الموسيقية.

 

الـتـأثير والـتـأثر بالمخدرات الرقمية

تعتمد على وجود استعداد نفسي وقبول الفكرة في تأثيرها مع وجود الرغبة لدى المتلقي فهي لن تنجح بدون المحفز النفسي والذهني لقبولها والاندماج معها وذلك حتى يتفاعل معها المستخدم لها بمزاجه وإحساسه ومشاعره وبالتالي جسده، ويقاس حجم عملية التأثر بها من خلال معرفة قدرة المدمن على استحضار ما يهيء له الدخول في مرحلة تغيير المزاج من خلال التوهم، والتعايش مع تلك الذبذبات والتفاعل مع ارتفاع النغمات من خلال معدل التنفس والاسترخاء حتى يصل التأثر والتعايش إلى مرحلة الشعور بالتنمل، وحصول البعض على انقباضات عضلية وتعرق.

 

 مظاهر وأعراض تعاطي المخدرات الرقمية

هناك جزء من بعض المظاهر والأعراض التي يسوقها المؤيدون لوجود هذا النوع من الإدمان والتي تصيب المتعاطي في بداية التعاطي وهي الدخول في الحالات التالية :

تغير  في المزاج بشكل مفاجئ وبدون أي أسباب واضحة،حب العزلة والجلوس في غرفة مظلمة دون القيام بأي نشاط أو عمل، وجود مشاعر الخوف والوسوسة الغير مسببة، الهروب من مواجهة الآخرين والنظرات الشاردة أو التائهة.

 

طرق مكافحة المخدرات الرقمية

إذا كانت هذه الظاهرة موجود فعلاً فيجب العمل على التصدي لها، حيث انقسم الخبراء إلى فريقين من جهة وجدوها في المجتمعات، فريق ضد وفريق مع، فإذا أيدنا الفريق الأول فيكون هناك عدة طرق للتصدي لهذه المشكلة من خلال : 

العمل على تحديث وتطوير وتعديل القوانين التي تجرم استخدام مثل هذه المواد الرقمية، كما يجب تدريب فرق لمكافحة هذه الظاهرة من خلال رصد ومتابعة المواقع التي تروجها والعمل على حجبها عن مجتمعنا، والعمل على استهداف المجتمع ككل والأسرة والمدرسة والجامعة من خلال التوعية والتدريب للإدارات والطلبة وفرض القيود والرقابة الذاتية من قبل الأسرة على استخدام الانترنت، وأخيراً التعاون في المجال الدولي والعربي لتحديد مصادر هذه المواقع لضبط مروجيها،إضافة إلى توعية الشباب في المجتمع لهذه الظاهرة إن وجدت فعلاً.

كما يجب علينا كأسرة عدم وضع جهاز الحاسوب في غرفة الأطفال الصغار، بل يجب أن يكون في مكان مفتوح وسهل الرقابة، والعمل على تشجيع الأبناء على الإندماج في أنشطة اجتماعية وتطوعية تفرغ طاقاتهم بشكل إيجابي وتمنحهم شعور بتقدير الذات،إضافة إلى بناء روابط إنسانية مع الأبناء خاصة في فترة المراهقة بما يضمن مصارحتهم للأهل لتجاربهم الغير أمنة بدون خوف من العقاب، واخيراً يجب توعية الشباب بان موضوع المخدرات الرقمية هو مجرد وهم يؤدي لفقدان المال والكثير من الأضرار على الجهاز السمعي ليس أكثر.

وفي القانون والحماية الاجتماعية تعلو أصوات الكثير من القانونين ورجال الشرطة إلى ضرورة تجريم مثل هذا النوع من التصرفات وتسويقها وحظر المتاجرة فيها، إضافة إلى حظر المواقع التي تروج لها، وتعاون الجهات الحكومية، والمجتمع، والأسرة، والإعلام، والمدرسة، من اجل نشر حملات التوعية والتثقيف عنها، وعن طرق الوقاية والعلاج لها  .

وفي الختام يشير المختصون أن إدمان هذا النوع من المخدرات الرقمية هو إدمان نفسي وليس إدماناً فعلياً لهذا النوع من الأصوات، فهو غير معروف حتى الان وغير مصنف عالمياً، ولا تغدو أن تكون أكثر من أصوات ثابتة شديدة الإزعاج شبيهة بأصوات المعدات الصناعية الثقيلة وتتكون من موجات صوتية مسموعة وأخرى غير مسموعة، تتسبب بهلاك للخلايا العصبية والدماغية، ويرون أيضاً أن الاستماع لها لا يسبب الإدمان، ولكنه يترك اثاراً سلبية مدمرة مثل احداث عدم تركيز وخلل في خلايا الدماغ، والاذن، إضافة إلى الخوف من أن هذه الأصوات ستقود المراهقين والشباب إلى إدمان على المخدرات الحقيقية حسب الكثير من الدراسات، وقد نشرت صحيفة “واشنطن بوست” في العام 2010 دراسة للمعهد القومي (الأميركي) لمكافحة المخدرات أكدت “عدم وجود أي بيانات علمية بشأن هذه الظاهرة.

ويرى آخرون أن الحديث عنها ما هو إلا هراء وتسويق لها، ويجب أن نذكركم أن العلاج بالموسيقى بات أمراً شائعاً وتستخدمه عيادات مرموقة محلياً وعالمياً،أما التعذيب بالضجيج والموسيقى الصاخبة أيضاً فهو أمرٌ شائع لدى بعض الأجهزة الاستخباراتية في العالم.

وبحسب الطبيب النفسي واستشاري الإدمان اللبناني، د.جوزيف خوري، فإنه لا دليل علمياً ولا ورقة بحثية واحدة ذات قيمة، تؤكد أن ما يعرف بـ المخدرات الرقمية تؤدي لأعراض الإدمان أو تسببه، فلا دليلاً علمياً على ضررها بأي شكل من الأشكال وقد شدد متخصصون وأطباء على انها مجرد وهم نفسي، ولا يوجد دليل علمي حولها ومدى ضررها، وان الترويج لها جاء من باب الإثارة وجذب الجماهير من قبل من يروج لها.وقد أشار كل من الخبير الدولي في مجال المخدرات من دولة الكويت الأستاذ الدكتور عايد علي الحميدان واستشارية الطب النفسي في أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وخبيرة الأمم المتحدة في علاج الإدمان الدكتورة منى الصواف أنها مجرد وهم نفسي،وان ما يثار عن المخدرات الرقمية هو مسمى خاطئ ووهمٌ نفسي صنعه الخاسرون، فقد ساهم ذلك في حرف الانتباه عن المشكلة الأساسية التي تواجه الإنسان في العصر الحديث وهو ازدياد المخدرات التقليدية.

كما أضاف الحميدان إلى أن أغلب من يلجأ إلى الموسيقى الرقمية هو المدمن المصاب بحالة من الهوس والشرود الذهني ويشعر أن المخدر الذي يتعاطاه لا يكفيه، لذلك يلجأ للصخب والموسيقى الماجنة ذات الصوت المرتفع حتى يطفئ حالة اللاوعي أو الفوضى العبثية داخله، ويجب أن تحظر مواقع الترويج لأنها في الغالب مواقع خصبة ووسيلة لنشر وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية، وربما تكون وسيلة مبتكرة لتوزيع المخدرات عبر شبكة الإنترنت.

mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017