الرئيسية / الأخبار / فلسطين
ماذا يحدث في مطاعم وسط نابلس؟؟؟
تاريخ النشر: الأثنين 02/02/2015 10:33
ماذا يحدث في مطاعم وسط نابلس؟؟؟
ماذا يحدث في مطاعم وسط نابلس؟؟؟

 محمد ترابي/ نابلس

مع ازدياد أعداد السكان والتمدد العمراني الذي تشهده البلاد وبالأخص مدينة نابلس أصبح من اللازم توفر جميع مستلزمات الحياة داخل المدينة، حتى يتمكن جميع الفئات العمرية من قضاء حاجاتهم بجميع أنواعها، ولكن تلك الكثافة السكانية كانت كفيلة  في ازدياد أعداد المطاعم في وسط نابلس باعتبارها المركز التجاري الأول لجميع المواطنين في المنطقة.

ويبقى السؤال هنا، هل تراعي المطاعم في نابلس المعايير الصحية وصحة المواطنين الذين يأتون لزيارتها من جميع أرجاء الوطن؟؟؟ وللإجابة عن ذلك السؤال، تجولنا في بعض المطاعم في وسط مدينة نابلس للتعرف على مستوى التزامها بمعايير الصحة والسلامة.
فقمنا بالزيارة الأولى لأحد المطاعم المشهورة شعبياً في نابلس، وتحدثنا مع احد المسؤولين في المطعم، حول دوريات التفتيش التي تقوم بها وزارة الصحة لديهم، فقال "تقوم وزارة الصحة بدوريات تفتيش مفاجئة، مرة في كل أسبوع أو مرتان في كل شهر، حيث يخرجون في كل مرة بتقرير ايجابي عن حال مطعمنا والعاملين فيه".
 مضيفاً: "إننا بدورنا نقوم بتطبيق جميع المعايير الصحة والسلامة بحذافيرها، ونهتم بالنظافة بجميع أنواعها سواء بمعدات المطعم والعاملين من خلال التزامهم بالنظافة الشخصية ووضع القبعات والقفازات لمنع تساقط الشعر على الأطعمة".
ولكن عندما تجولنا في المطعم لم نجد أيا من العاملين  يلتزم بتلك المعايير التي ذكرها، وعند سؤاله عن ذلك تلعثم بالكلام وصمت، فطلبنا من المسؤول أن يدخلنا إلى المطبخ لمشاهدة العاملين والأدوات المستخدمة لالتقاط الصور، فرفض رفضاً قاطعاً إدخالنا. 
في حين سمح لنا إحدى العاملين في مطعم أخر بالدخول إلى مطبخهم، ولكن لم يسمح لنا بالتقاط الصور بداخله، حرصا منه على ألا نتسبب له بمشكلة مع مسؤوله، الذي لم يمكن موجوداً في المطعم، ولكن عند دخولنا لم نجد أيا من المتطلبات والمعايير الصحية التي تنادي بها المؤسسات الصحية.
وعند سؤاله عن عدم التزامهم باللباس الموحد في العمل، وهل مفتشي الصحة عندما يقومون بجولات التفتيش يدققون عليهم، فقال " وزارة الصحة لا تدقق سوى على المطابخ ونوعية اللحوم المستخدمة ومصدرها".

ورغم ذلك، ما زال بعض المطاعم تطبق المعايير الصحية المنادى بها، وهذا ما تبين لنا أثناء جولتنا على بعض المطاعم في نابلس.
ثقافة النظافة شبه معدومة
وأثناء متابعة جولتنا على بعض المطاعم صادفنا المواطن رائد جاد الله في الأربعينيات من عمره، وهو يخرج من أحد المطاعم، وعند سؤاله عن مستوى رضاه الشخصي عن النظافة داخل المطاعم قال "أكثر من نكاشة الأذن المستعملة في صحن السّلطة ماذا ستجد؟"، هذا ما حدث مع جاد الله أثناء تناوله وجبة طعام في أحد المطاعم التي تقدم وجبات بروست جاهزة في نابلس حسب قوله. 
وأكمل جاد الله "انظر إلى أظافر العاملين ولباسهم ليس هناك أي رقابة فعلية عليهم من قبل وزارة الصحة وحماية المستهلك، كما وانصح أي المواطن بأن يتناول طعامه مهما كان في بيته، لأنه بذلك يضمن نظافة الطعام الذي يتناوله".
وناشد جاد الله الجهات المعنية من حماية المستهلك ووزارة الصحة بتسليط الضوء على المطاعم   الغافلة عن مسؤولياتها تجاه صحة المواطنين.

أما المواطن محمود علوي في العشرينيات من عمره، والذي أبدى رأيه الايجابي حول المطاعم داخل مدينة نابلس، حيث اعتبرها من أفضل المطاعم وأنظفها على الإطلاق في المنطقة.

في حين يلاحظ المواطن محمود العكر عدم التزام العاملين في المطاعم بالمعايير  الصحية المأخوذ بها في وزارة الصحة، والتي منها عدم الالتزام بلبس القفازات والقبعة التي من شـأنها أن تمنع تساقط الشعر على الأطعمة، إضافة إلى بقاء بقايا الأطعمة على المقاعد والطاولات والأرضيات، مما يعمل على استقطاب الحشرات داخل المطعم.
ومن جهة أخرى، يناشد المواطن سيف سرحان جهات الرقابة والمختصة، للعمل على البحث والتحري عن مصادر اللحوم التي يتم طهيها وتقديمها للناس، إضافة إلى الزيوت المستخدمة في عمليات الطهي بجميع أنواعها، فهناك بعض المطاعم تقوم باستخدام وتكرار الزيوت لفترات طويلة، وهذا يؤدي إلى السموم داخل جسم الإنسان، كما حدث في إحدى أفراد عائلته الذي أصيب بتسمم أثناء تناوله وجبة طعام في أحد المطاعم، وتبين سبب التسمم وهو  تكرار استخدام الزيوت عدة مرات في فترة زمنية طويلة، حسب ما قال سرحان.

دور وزارة الصحة
وعن المعايير الصحية لإنشاء المطاعم قال حازم سباعنة أحد مفتشي وزارة الصحة "إن جميع المطاعم لها شروط خاصة يجب تطبيقها عن عند فتح أي مطعم، منها ما هو متعلق في البناء ومستلزماته، وغرف لتبديل الملابس والأدوات اللازمة للمطعم".
 أما عن العاملين في المطعم فيقول سباعنة " يتم إجراء فحوصات للعاملين للتأكد من خلوهم من الأمراض، إضافة إلى مراعاة وجود  لباس خاص لهم والالتزام بالنظافة الشخصية، ويمنع عليهم وضع الخواتم والساعات في الأيادي، إضافة إلى نظافة الأظافر". 

وفي ما يتعلق بعمليات التفتيش نوه سباعنة: "باعتبارنا قسم الأغذية وصحة البيئة في نابلس، نحن مسؤولون عن جميع المطاعم في المدينة وكل ما يتعلق بالأغذية، حيث نقوم بالتفتيش في جميع المناطق في المحافظة، ونقوم بجولات خاصة على المطاعم إما بشكل يومي أو أسبوعي".

كما يتم في بعض الجولات إغلاق بعض المطاعم بسبب الحشرات والفئران وغيرها من الأمور التي لا تنطبق مع المعايير الصحية، ولكن دون ذكر ذلك في وسائل الإعلام، ويتم التعامل مع تلك الحالات بدقة ويتم إعادة فتحها بعد التأكد من التزام صاحب المطعم بجميع الشروط المعمولة لدينا، حسب ما ذكره سباعنة. 

ويتابع: "أن أي شخص يرفع شكوى حول حادثة معينة يتم أخذها بعين الاعتبار ويتم التعامل مع الشكاوى بحذر كبير ومتابعتها". وأرجع أسباب عدم الالتزام بعض المطاعم بمعايير الصحة والسلامة إلى المستوى العلمي المتدني للشخص. 

 في السياق نفسه، قال مازن كّوم مدير إداري في المستشفى الإنجيلي في نابلس إنه ليس هناك رقابة فعلية على مطاعم نابلس ومحلات الحلويات ومحلات المواد الغذائية بشكل عام، ففي بعض الأوقات تشاهد العامل الذي يقدم الطعام لا يلبس القفازات والقبعة، والشعر غير مسرح والذقن غير مقصوص بشكل لائق، وهناك بعض العاملين يكون مصاب بالرشح فعندما يعطس قد ينتشر الرذاذ على الطعام، فالرقابة من قبل المؤسسات الصحية والوزارية غير موجودة على تلك المحلات.

مضيفاً، "هل هناك رقابة فعلية على ما ذكر سابقا، وهل هنالك كوادر متوفرة للقيام بجميع أنواع الرقابة، ففي بعض الأحيان قد تذهب إلى بعض المطاعم فتجدها نظيفة وجميلة، ولكن لو دخلت إلى المطبخ الذي يتم إعداد الطعام فيه قد تتفاجأ بخلاف ما شاهدته من نظافة خارجية". 

كما ويذكر في أواخر العام الماضي وفاة طفل وأم اثر حادثة تسمم في الأردن بعد تناولهما أحد الأطعمة في فندق “هوليدي ان” على الجانب الأردني من البحر الميت، كما وأصيب والد الطفل وابنته الصغيرة ايضاً نتيجة التسمم، وهذه الحادثة تدق ناقوس الخطر، حيث يتوجب إجراء الرقابة الصارمة على نظافة المطاعم لضمان عدم حدوث حالات مشابهة عندنا.




 
 
المزيد من الصور
ماذا يحدث في مطاعم وسط نابلس؟؟؟
ماذا يحدث في مطاعم وسط نابلس؟؟؟
ماذا يحدث في مطاعم وسط نابلس؟؟؟
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017